قصيدة تحية إلى تشرين

تعود قصيدة "تحية إلى تشرين" إلى الشاعر عبد الرحيم الحصني، وهو شاعر سوريّ من مواليد مدينة حِمص عام 1929م، نشأ وترعرع وتلقى تعليمه الأوّلي والثانوي فيها، وبعد تخرّجه بمدّة عمل في فرع اتحاد الكتّاب العرب في حمص، فقد عُرف عنه منذ شبابه حبّه للأدب والمعرفة، إذ بدأ بنظم الشعر وأصدر أول ديوان شعري له في بداية العشرينات من عمره، ومن الجدير بالذكر أنّه كان يحرص دائمًا على حضور الندوات والمؤتمرات الأدبية والثقافية التي كانت تُقام في مختلف المُدن.


شرح قصيدة تحية إلى تشرين

يتغنّى الشاعر في هذه القصيدة المعنونة بـ "تحية إلى تشرين" بالانتصار الذي حقّقه العرب ضدّ القوات الإسرائيلية فيما يعرف بحرب تشرين أو حرب أكتوبر عام 1973م، وقد تم تقسيم القصيدة إلى مقطعين فيما يأتي شرح موجز لهما:


شرح المقطع الأول


مضى حزيران وانزاحت مزاعمه من الصدور وصدّ الحقّ ما كذبا تشرين حطّم جدار الصمت واروِ لنا من الملاحم فصلًا يُسكر الحقبا كيف النسور على أطوادهم عبروا مسرى النجوم وكيف استصغروا السحبا تشرين قبّل أخي الجندي وارمِ على أقدامه المخمل الورديّ والقصبا عادت ملامح شعبي بعدما خفيت كأنها في خيالي ذكريات صبا



يبدأ الشاعر هذه القصيدة مفتخرًا بالإنجاز الذي حققته الجيوش العربية بالانتصار على الجيش الإسرائيلي الذي كانت تدور حوله الأكاذيب والأقاويل الباطلة بأنه جيش لا يُقهر ولا يُهزم، فذهبت آثار هزيمة حزيران وكانت حرب تشرين الردّ القوي على تلك الأكاذيب؛ فيخاطب الشاعر ذلك الانتصار وكأنه إنسان واقف أمامه ويطلب منه أن يكسر صمت العرب ويمحو أيام الهزائم ويتحدث عن هذا الانتصار العظيم الذي سيُخلّد في التاريخ، وأن يتحدث عن الطيارين الذين شاركوا في هذه الحرب وكانوا كالنسور في قوتهم وشجاعتهم وتجاوزا الصعاب جميعها حتى وصلوا إلى طريق المجد.


ويستمر الشاعر بمخاطبة انتصار تشرين طالبًا منه أن يوصل تحيّته إلى الجنود الأبطال الذين سطّروا بشجاعتهم هذا الانتصار الكبير، فاستحقّوا التحية والتكريم بالورود وبأجمل الزينات، وقد استطاعوا أن يُعيدوا للعرب هيبتهم وعظمتهم بعد أن خفيت مدة من الزمن وكانت فيضًا من الذكريات، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • مزاعمه: أكاذيبه.
  • الملاحم: جمع مَلحمة، وهي الحرب الشديدة.
  • أطوادهم: جِبالهم.


شرح المقطع الثاني


خمس وعشرون مرّت ما عرفت بها إلا التوجّع والآلام والنّصبا تشرين ضمّدتَ جرحًا داميًا سئمت منه الأساة زمانًا والعلاج نبا هبّت رياحك في الجولان وانتفضت رياح سيناء عزمًا هادرًا عجبا تشرين أهديتني نفسًا سهرت على لقائها زمنًا لا أُطبق الهُدبا واليوم جدّدتَ يا تشرين من أملي ما نال منه الأسى واغتمّ واكتأبا



يُشير الشاعر في هذا المقطع إلى أنّه مرّ ربع قرن على الهزيمة التي تلقاها العرب -أي نكسة حُزيران- ولم يشعر خلاله إلا بالألم والحزن، فجاء هذا الانتصار -انتصار تشرين- بمثابة الدواء الشافي الذي ضمّد الجراح التي عجز عنها الأطباء ولم يُعثر لها على علاج من قبل، وقد تآزرت أرض الجولان في سوريا مع أرض سيناء في مصر بكلّ عزم وإصرار لكتابة فصول هذا الانتصار.


بعد ذلك يقدّم الشاعر شكره لانتصار تشرين الذي بثّ فيه روحًا جديدة بحث عنها زمنًا طويلًا حتى جافاه النوم ولازمه الأرق، والذي منحه أيضًا الأمل والتفاؤل في الحياة بعد أن كان يائسًا حزينًا، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • النَصَب: التّعب.
  • داميًا: تسيل منه الدماء.
  • الأساة: الأطباء.
  • هادرًا: المجلجل القوي.
  • الهُدبا: أجفان العين.


إعراب قصيدة تحية إلى تشرين

فيما يأتي شرح للأبيات الأربعة الأولى من قصيدة تحية إلى تشرين:


إعراب البيت الأول


مضى حزيران وانزاحت مزاعمه من الصدور وصدّ الحقُّ ما كَذَبَا

  • مضى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المُقدّر.
  • حزيران: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • انزاحت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
  • مزاعمه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • من الصدور: جار ومجرور.
  • و: حرف عطف.
  • صدّ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
  • الحقُّ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به.
  • كذبا: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والألف للإطلاق.


إعراب البيت الثاني


تشرين حطّمْ جدار الصّمت واروِ لنا من الملاحم فصلًا يسكرُ الحقبا

  • تشرين: مُنادى مبني على الضم في محل نصب.
  • حطّم: فعل أمر مبني على السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • جدار: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
  • الصمت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • اروِ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • لنا: جار ومجرور.
  • من الملاحم: جار ومجرور.
  • فصلًا: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر.
  • يسكر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • الحقبا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.


إعراب البيت الثالث


كيف النسور على أطوادهم عبروا مسرى النجوم وكيف استصغروا السحبا

  • كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم.
  • النسور: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • على: حرف جر.
  • أطوادهم: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، و(هم) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • عبروا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • مسرى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة، وهو مضاف.
  • النجوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • كيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
  • استصغروا: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والوا ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • السحبا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.


إعراب البيت الرابع


تشرين قبّل أخي الجندي وارمِ على أقدامه المخمل الورديّ والقصبا

  • تشرين: مُنادى مبني على الضم في محل نصب.
  • قبّل: فعل أمر مبني على السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • أخي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • الجندي: بدل منصوب بالفتح الظاهر.
  • و: حرف عطف.
  • ارمِ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
  • على: حرف جر.
  • أقدامه: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • المخمل: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • الوردي: نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • القصبا: اسم معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.



ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة روعة البيان، قصيدة دندنة على الخابور.