قصيدة روعة البيان

تعود قصيدة "روعة البيان" إلى الشاعر شفيق جبري، وهو شاعر عربي من سوريا، ولد عام 1897م في أحد أحياء دمشق القديمة، بدأ تعليمه في الكُتّاب فتعلّم القرآن الكريم والحساب والخط، بعدها انتقل إلى المدرسة وأتقن فيها بعض العلوم واللغات، وفي هذه المرحلة ظهر اهتمامه الكبير بالأدب والشعر، مما زاد من ثقافته وعلمه، ويُشكّل عام 1918م بداية طريق شفيق جبري الشعري؛ إذ بدأ بنشر قصائده في الصحف، ومن الجدير بالذكر أنّه في حياته العملية تولى عدة مناصب، من أبرزها رئيس ديوان وزارة المعارف، وعميد كلية الآداب في الجامعة السورية.[١]


شرح قصيدة روعة البيان

نظم الشاعر شفيق جبري هذه القصيدة "روعة البيان" متغنيًا بالشِّعر والسحر الذي يملكه والأثر الذي يتركه في النفوس، ومبينًا مكانته بالنسبة له، وقد تم تقسيم القصيدة إلى مقطعين فيما يأتي شرح موجز لهما:


شرح المقطع الأول


ردّي علي بيانًا سحره جمحا ضنّ الزمان به من بعدما سمحا لم يبقَ من لذة يلهو الفؤاد بها إلا البيان وطيب منه قد نفحا قد عشت منه زمانًا لست أذكره إلا ذكرت به اللألاء والمرحا ستون عامًا وما جرّت شدائدها نفضتُ منها اعتلاج الهم والترحا جرّبتُ كل نعيم في مدارجها أكان مغتبقًا أم كان مصطبحا فما صفوت بغير الشعر في كدرٍ أنفي به ما برى مني وما فدحا



يُخاطب الشاعر هنا سنوات عمره التي مضت طالبًا منها أن تُعيد له الإلهام وقدرته على قول الشّعر، فقد بخلت به الأيام بعدما منتحه إياه لسنوات طويلة، وقد جاء هذا الطلب لأنّ قلبه لم يعد يستمتع بشيء ويطرب سوى بالشّعر وعطر كلماته الفوّاحة، ولا يتذكر شيئًا من أيام حياته إلا روعة البيان والسعادة والمرح الذي كانت تحمله الكلمات، وقد مضى من عمره ستون عامًا فيها من المصائب والهموم الكبيرة والتي لم يُهوّنها ويُخففها عنه إلا الشعر، وفي ذلك كله إشارة إلى مكانة الشعر بالنسبة للشاعر.


ويستمرالشاعر بتوضيح تلك المكانة الكبيرة للشعر في نفسه؛ إذ إنه جرّب في حياته مختلف مسالك اللذات والرفاهية ورغد العيش وفي كلّ الأوقات، إلا أنّه لم يجد الراحة وصفاء العيش إلا في الشّعر وقوله، فيُبعد به عن نفسه الأحزان والمصائب، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • جمح: انطلق.
  • ضنّ: بَخِلَ.
  • نفح: انتشرت رائحته.
  • اللألاء: ضوء السراج، ويُقصد به بريق البيان.
  • نفضتُ: أزلتُ.
  • اعتلاج: تعارُك.
  • الترح: الحزن.
  • مغتبقًا: ما شُرب وقت الغروب.
  • مصطبحًا: ما شُرب وقت الصباح.
  • برى مني: أصابني.
  • فدحا: المصيبة الكبيرة.


شرح المقطع الثاني


فإن تجد منحة للعلم سابغة ألا ترى الشِّعر ما أعطى وما منحا غنى فأعطت نعيم القلب نغمتُهُ كالطير يُعطي نعيم الأُذن قد صدحا أكرم بقوم علت فيهم مكانته حتى رأوه على الأفلاك قد رجحا إن كان في العلم ما تسمو العقول به فالقلب بالشِّعر يسمو بعدما رزحا



يخاطب الشاعر في هذا المقطع المتلقي، ويُخبره أنّه إن كان للعلم فضل كبير فإنّ الشعر هو منحها إياه، فحينما يُقال الشعر يطرب له القلب ويفرح كما تطرب الأذن للطير عندما يُغرّد، ثم يُظهر الشاعر تقديره للأشخاص الذين يُقدّرون الشعر ويُعلون من مكانته ويرونه يتفوّق على النجوم رفعةً، ويختتم قوله بالتأكيد على أنّ القلوب ترتقي بالشعر الذي يُخلصها من آلامها كما ترتقي العقول وترتفع بالعلم، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • سابغة: واسعة طويلة.
  • صدح: غنّى وأنشد.
  • الأفلاك: الكواكب والنجوم.
  • رجحا: فاق وغلب.
  • رزح: سقط أو انهار.


إعراب قصيدة روعة البيان

فيما يأتي إعراب للأبيات الأربعة الأولى من قصيدة روعة البيان:


إعراب البيت الأول


ردي عليّ بيانًا سحره جمحا ضنّ الزمان به من بعد ما سمحا

  • ردي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • عليّ: جار ومجرور.
  • بيانًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • سحره: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • جمحا: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية (جمحا) في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ضنّ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
  • الزمان: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • به: جار ومجرور.
  • من بعدما: جار ومجرور.
  • ما: المصدرية.
  • سمحا: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.


إعراب البيت الثاني


لم يبقَ من لذة يلهو الفؤاد بها إلا البيان وطيب منه قد نفحا


  • لم: حرف جزم.
  • يبقَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة.
  • من: حرف جر زائد.
  • لذة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنّه فاعل للفعل يبقَ.
  • يلهو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدّرة.
  • الفؤاد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • بها: جار ومجرور.
  • إلا: أداة حصر.
  • البيان: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • طيب: اسم معطوف مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • منه: جار ومجرور.
  • قد: حرف تحقيق.
  • نفحا: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.


إعراب البيت الثالث


قد عشت منه زمانًا لستُ أذكره إلا ذكرتُ به اللألاء والمرحا

  • قد: حرف تحقيق.
  • عشتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • منه: جار ومجرور.
  • زمانًا: طرف زمان منصوب بالفتح الظاهر.
  • لستُ: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس.
  • أذكره: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقدير أنا، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية (أذكره) في محل نصب خبر ليس.
  • إلا: أداة حصر.
  • ذكرتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • به: جار ومجرور.
  • اللألاء: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • المرحا: اسم معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة.


إعراب البيت الرابع


ستون عامًا وما جرت شدائدها نفضتُ منها اعتلاج الهم والترحا

  • ستون: مبتدأ مرفوع بالوار لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
  • عامًا: تمييز منصوب بالفتح الظاهر.
  • ما: الموصولة.
  • جرّت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأميث لا محل لها من الإعراب.
  • شدائدها: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • نفضت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • منها: جار ومجرور.
  • اعتلاج: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف.
  • الهم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • و: حرف عطف:
  • الترحا: اسم معطوف منصوب بالفتحة.



ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة بعد الفراق، قصيدة يا وضيء القسمات.


المراجع

  1. "شفيق جبري"، مجمع اللغة العربية. بتصرّف.