قصيدة دندنة على الخابور

تعدّ قصيدة "دندنة على الخابور" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر سليمان العيسى، وهو شاعر سوري وُلِد في قرية اسمها "النعيرية" عام 1921م، تتلمذ في بداية عمره على يدي والده، وحفظ الكثير من الأشعار؛ فظهرت لديه في سنّ صغيرة محاولات أدبية وشعرية متعددة، ثم التحق سليمان بالمدرسة الابتدائية في منطقته، وبعد أن أنهى تعليمه الأوّلي التحق بعدد من المدارس الثانوية في دمشق وحماة واللاذقية، لينتقل بعدها إلى دار المعلمين العُليا في بغداد مدة ثلاث سنوات نظم خلالها الكثير من القصائد، وعمل بعدها أُستاذًا للغة العربية وآدابها في دمشق، ويُذكر أنّه شغل أيضًا عددًا من المناصب والأعمال في المجال الأدبي.[١]


شرح قصيدة دندنة على الخابور

يصف الشاعر سليمان العيسى في قصيدته المعنونة بـ "دندنة عن الخابور" نهر الخابور في سوريا ويفتخر به متحدثًا عن تاريخه ومعالمه الشاهدة على مرور حضارات عريقة، وقد تم تقسيم القصيدة إلى مقاطع عديدة فيما يأتي شرح مُبسّط لها:


شرح المقطع الأول


يتهامس الخابور والشجر ويسيل لحنٌ في دمي عَطِرُ يا هذه الدنيا التي نبتت فيها الشّموس وأينع الثمرُ كانت وكان البدءُ وانسكبا بعض النسيج الليل والسحرُ



يفتتح الشاعر قصيدته برسم صورة فنية للطبيعة تجمع ما بين نهر الخابور والأشجار الخضراء حولها وهم يتهامسون، وفي هذه اللحظة تبدأ الألحان والأغاني الجميلة تجري في دم الشاعر من شدّة الحب والتناغم بين عناصر الطبيعة تلك، فينادي الشاعر على النهر متعجبًا من جماله والخيرات التي يحتضنها كالدنيا التي تجتمع فيها كل خيرات الأرض، وهذا الجمال يوحي بأنّ الحياة بليلها ونهارها بدأت من هنا، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • يتهامس: يحكي بصوت منخفض.
  • الخابور: نهر الخابور.
  • أينع: نضج واستوى.


شرح المقطع الثاني


زحزح بأيّة وهدة حجرًا بحضارة سيشعشع الحجر هي بنت ريشتنا وأنملنا كان اسمها آشور أو مُضر عربية وُلِد الزمان على عتباتها وترعرع البشر



يبدأ الشاعر في هذا المقطع بطرح العلامات والأمارات حول مرور الحضارات العريقة من أرض نهر الخابور، إذ يخاطب المتلقّي ويقول له إذا حرّكتََ أي صخرة في هذه المنطقة المنخفضة ستجد أسفلها آثارًا باقية من حضارات قديمة، وهذه الحضارة هي سليلة من حضارات كانت هنا، وهي من صنع أجدادنا العرب ومن إنجازاتهم، فقد بدأ التاريخ من العرب واهتدت بمناراتهم الشعوب والحضارات الأخرى، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • زحزح: تحرّك أو أبعِد.
  • وهدة: الأرض المنخفضة.
  • يُشعشع: ينتشر منه الضوء.
  • أنمُلنا: رؤوس أصابعنا.
  • آشور: الحضارة الآشورية.
  • مُضَر: اسم قبيلة عربية.
  • ترعرع: نشأ وتربّى.


شرح المقطع الثالث


يأتي غدٌ ليقول: واحدة داراتُنا وامتدّ يا سهر واكتب على الخابور أغنيةً منها تعلّم صوتَه الوتر



يقول الشاعر إنّ المستقبل القريب سيؤكد أنّ العرب جميعهم بحضاراتهم وأصولهم المختلفة منازلهم واحدة وهم كالعائلة المتآزرة التي يجلس أفرادها مع بعضهم يضحكون ويسهرون حتى الصباح، ومن خلال صورة موسيقية سمعية يُشبَّه فيها الخابور بمدوّنة الأغاني التي يتعلّم منها الموسيقيون يؤكّد الشّاعر أنّ نهر الخابور سيبقى خالدًا وشاهدًا على قصة حضارتنا الأولى التي تعلّمت منها الحضارات الأخرى، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • داراتنا: منازلنا.
  • الوتر: وتر العود.


الخصائص الفنية في قصيدة دندنة على الخابور

يُلاحظ في قصيدة دندنة على الخابور عدد من الخصائص والسمات الفنية، يُذكر منها الآتي:

  • تجسيد النهر والنباتات وإعطاؤها بعض الصفات البشرية باستخدام صور فنية إبداعية.
  • تكرار بعض الكلمات في القصيدة، مما أضفى على النص إيقاعًا موسيقيًا جميلًا يتناسب مع وصف الطبيعة.
  • بروز عاطفة الفخر والاعتزاز بتاريخ نهر الخابور والحضارات التي مرّت عليه.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية في القصيدة، والتي تتلاءم مع المعنى والفكرة التي أراد الشاعر التعبير عنها.


ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة انتصار تشرين، مرثية بيت المقدس.

المراجع

  1. "الأستاذ سليمان العيسى"، مجمع اللغة العربية، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2022. بتصرّف.