قصيدة يا وضيء القسمات

تعدّ قصيدة "يا وضيء القسمات" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر عبد الرحمن شكري أحد أهم شعراء مدرسة الديوان، وهو شاعر مصري وُلد عام 1886م في مدينة "بورسعيد" في مصر، تلقّى تعليمه الابتدائي فيما يُعرف بالكُتّاب ثم في مدرسة الجامع التوفيقي الابتدائية، ثم انتقل إلى الإسكندرية والتحق بإحدى المدارس فيها، وبعد أن أنهى دراسته في المدارس بتفوّق وامتياز تم اختياره في بعثة إلى جامعة شيفلد في إنجلترا، فبدأت تُشكّل الثقافة الغربية انعكاساتها عليه فأصبح واسع الاطلاع على الآداب الغربية، ومن الجدير بالذكر أنّ شكري كان من زعماء التجديد في الشعر والأدب إلى جانب المازني والعقاد، وقد اتّجه بشعره إلى التأمل الوجداني.[١]


شرح قصيدة يا وضيء القسمات

تُصنف هذه القصيدة المعنونة بـ "يا وضيء القسمات" ضمن القصائد الرومانسية، قصد منها الشاعر التغزّل بالمحبوب ووصفه بأحلى الصفات معبرًا عن المشاعر التي يحملها تجاهه، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لبعضها:[٢]


شرح المقطع الأول


يا وضيء القسمات وحيي الوجنات ليت لي منك ائتلافًا كائتلاف النغمات أنت في الدهر ابتسام كابتسام الزهرات كل حسن آمل فيــ ك وبشرى للعفاة فإذا الشمس تعلّت قلت حبي سيؤاتي



يبدأ الشاعر قصيدته مباشرة بوصف المحبوب ومخاطبته بأنّ ملامحه جميلة يخرج منها النور لشدة جماله ويُغطي خدّيه احمرار الخجل، ويتمنى أن يكون بينهما تآلف وتوافق وحب متبادل كما تتآلف النغمات الموسيقية مع بعضها لتُشكّل سيمفونية جميلة، ويستمرّ الشاعر بوصف ذلك المحبوب، فهو مصدر السعادة والابتسامة في الحياة، كما أنّه كالزهرة التي تتفتح وتنشر عبيرها في الأرجاء، وهو في إطلالته البهية كالشمس يحمل الخير والبشرى وتشتعل في نفس الشاعر مشاعر الحب، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • القسمات: ملامح الوجه.
  • حيي: خجل.
  • الوجنات: الخدود.
  • ائتلافًا: توافقًا ومحبة.


شرح المقطع الثاني


صف لنا حسن الفراديـ س بحسن القسمات عذروا صدّك من سمّو ك بدرًا في السمات أنت عنوان لما أُنـ شده في الخطوات كل كون كان أو لم يك من ماضٍ وآت فيك لي من أمانيّ النفوس الساميات أنتشي منك بلفظ مثل طيب النفحات



يستمرّ الشاعر في هذا المقطع بوصف المحبوب؛ فمن شدّة جماله يبدو وجهه كالفردوس والأرض الخضراء الغنية والجميلة، فمن لا يعرف الفردوس سيعرفه عندما ينظر إلى وجه المحبوب، كما أنّه يتسم بسمات البدر وسموّه في الأعالي، والأشعار ينبغي أن تُقال فيه وفي صفاته، وعندما يتحدث هذا المحبوب يدخل الشاعر في حالة من النشوة وكأنّه سكران ومرّت عليه نسمات باردة تطيب لها النفس زادت نشوته، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • فراديس: جمع فردوس، ومعناه البستان الجميل.
  • أنتشي: أترنّح من السُكر.


شرح المقطع الثالث


سألو في أي حال هو أحلى في الصفات قلت أحلى ما تراه في حديث اللحظات فإذا أرخى لحاظًا كان أحلى في السبات هو أحلى ما تراه رائعًا باللفتات



يتحدث الشاعر في هذا المقطع عن مجموعة من الأشخاص يسألونه عن محبوبه وفي أي حالة يكون في قمة جماله وجاذبيته، فيُجيبهم أنّ أجمل ما فيه عيناه بحركاتها وسكناتها، خاصةً عندما يبدأ بإغماض عينيه ليدخل في النوم والاسترخاء، كما أنّه يكون جميلًا عندما يلتفت ويُدير وجهه وينظر بطرف عينه على مَن حوله، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • حديث اللحظات: حديث العيون.
  • أرخى لحاظًا: أغمض عينيه.
  • السبات: النوم.


السمات الفنية في قصيدة يا وضيء القسمات

يُلاحظ أنّ قصيدة يا وضيء القسمات تمتاز بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، من ضمنها ما يأتي ذكره:

  • استخدام لغة عذبة مُحمّلة بموسيقى شعرية رقيقة ملائمة للغرض من نظم القصيدة.
  • جاءت القصيدة زاخرة بالعواطف والمشاعر المكنونة في نفس الشاعر.
  • الوحدة الموضوعية بين أبيات القصيدة.
  • توظيف الصور والتشبيهات الحسيّة بطريقة فنية مُحكمة.
  • استخدام ألفاظ وعبارات واضحة وسلسة.


ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة حتام تغفل، قصيدة وذي رحم.

المراجع

  1. إروين إبراهيم، IBRAHIM-FAH.pdf شعر عبث الشكوى لعبد الرحمن شكري، صفحة 38. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن شكري، ديوان عبد الرحمن شكري، صفحة 369. بتصرّف.