قصيدة وذي رحم
تعدّ قصيدة "وذي رحم" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر مهن بن أوس المزني، وهو أحد الشعراء المخضرمين فأدرك الجاهلية والإسلام، ومن فحول الشعراء أيضًا، لم يرد في المصادر والمراجع سنة ولادته، لكن يُذكر أنه توفي سنة 64 هـ، كان صاحب أخلاق حميدة وذا منزلة رفيعة بين الشعراء وأهل الأدب، وقد عُرِفَ عنه في أشعاره جزالة الألفاظ وضخامة اللغة المستخدمة فيها، وهو في ذلك يُحاكي الشاعر زُهير بن أبي سُلمى، كما تنوّعت الأغراض الشعرية التي نظم فيها.[١]
شرح قصيدة وذي رحم
يهدف الشاعر في قصيدته المعنونة بـ "وذي رحم" إلى تصوير ألم العداوة والبغضاء التي نشأت بينه وبين أحد أقاربه داعيًا إلى الصلح وإعادة المودة بينهما، وقد تم تقسيم القصيدة إلى مقطعين اثنين فيما يأتي شرح موجز لها:
شرح المقطع الأول
يبدأ الشاعر القصيدة مباشرة بالدخول في الموضوع الأساسي من نظمها، إذ يقول إنّ له قريبًا صبر على أذاه وحقده وقابله بالحُسنة وكان يخاف عليه الذل والمهانة، لكنه لم يكن معه كذلك، فكان دائمًا ما يسعى إلى إذلاله والتقليل من مكانته، ويتحدث عن أهله في غيابه بالسوء، حتى أنه يشكل عائقًا أمامه في طريق الحياة ويتمنى له أن يعيش في فقر وحاجة، لكن الشاعر بعيد كل البعد عن ذلك ودائمًا ما يقابل الإساءة بالإحسان، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- ذي رحم: ذي قرابة.
- قلّمت: قصصت.
- الضغن: العداوة.
- الحِلم: ضبط النفس.
- الرغم: الإذلال.
- جاهدًا: بكل قوته.
- هوان: الضعف والاحتقار.
- يهدم صالحي: يقف عثرة في طريقي.
- الخصاصة: الحاجة والفقر.
- العدم: الفقر.
شرح المقطع الثاني
يصف الشاعر في هذا المقطع معاملته لهذا القريب، فهو بالرغم من كل معاملاته السيئة حافظ على مودته وكان يعطف عليه كعطف الأم على ابنها، كما كان يخشى عليه المصائب والأحزان ويدعو له بالسلامة ويفديه بنفسه وبأهله، وهذا القريب كان يملأ الحقد قلبه والشاعر يتسلح بالصبر ويحاول جاهدًا لينزع منه الحقد والكراهية، وذلك ساعد على إخماد نار البغيضة والوصول إلى طريق الصلح بينهما، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- تحنو: تحنّ وتعطف.
- العقد: العهد.
- تُريبني: تزعجني.
- كظمي: كتمي.
- أستلّ: أنزع.
- الجرم: الجسم.
السمات الفنية في قصيدة وذي رحم
يُلاحظ أنّ قصيدة وذي رحم تتسم بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، من ضمنها ما يأتي ذكره:
- تضمين الحكمة والقيم الأخلاقية الرفيعة في أبيات القصيدة، على غرار ما كان يرد في أشعار زهير بن أبي سلمى.
- جزالة الألفاظ المستخدمة في القصيدة وقوتها.
- استخدام العديد من المحسنات البديعية، مما منح القصيدة قوة بلاغية.
- تنوع العواطف والمشاعر المبثوثة بين أبيات القصيدة ما بين عاطفة الحزن والألم وعاطفة التفاؤل والأمل.
المراجع
- ↑ كمال مصطفى، معن بن أوس، صفحة 12. بتصرّف.