قصيدة متى تغضب

تعد قصيدة "متى تغضب" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر عبد الغني التميمي، وهو عالم وشاعر فلسطيني وُلِد في إحدى قُرى مدينة رام الله الفلسطينية، تلقّى تعليمه الجامعي في المدينة المنورة في الجامعة الإسلامية وفي مكة المكرمة في جامعة أم القرى، ويُذكر أنّ عبد الغني التميمي شغل عدة مناصب؛ فقد كان عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو رابطة علماء فلسطين، وكذلك أستاذًا مشاركًا في الحديث وعلومه، وغيرها العديد، وقد أصدر عددًا من الدواوين الشعرية والأراجيز الأدبية.[١]


شرح قصيدة متى تغضب

يوجّه عبد الغني التميمي أبيات قصيدته إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية محاولًا استنهاض عزيمتهم وشحذ هممهم، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لها:[٢]


شرح المقطع الأول

أعيرونا مدافعكم ليوم لا مدامعكم

أعيرونا وظلوا في مواقعكم

بني الإسلام

ما زالت مواجعنا مواجعكم، مصارعنا مصارعكم

إذا ما أغرق الطوفان شارعنا

سيغرق منه شارعكم

أليس كذلك؟


يبدأ الشاعر القصيدة بنِداء استغاثة لأبناء الأمة العربية والإسلامية طالبًا منهم العون والنصر لأبناء فلسطين باليد والسلاح وليس بالبكاء الذي لا فائدة منه، مؤكدًا على الوحدة العربية؛ فما سيُصيب فلسطين من ألم ووجع ومعاناة سيُصيب جميع العرب إذا ما تخلّوَا عنها ولم يقفوا بجانبها، ويُنهي المقطع باستفهام تقريري لم ينتظر منه جوابًا، وإنما جاء مؤكدًا على ما سبق من حديث عن الوحدة العربية، ومن العبارات والمفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • أعيرونا: أمدّونا.
  • مدامع: جمع مَدمع، ومعناه مجرى الدمع.
  • مصارع: جمع مصرَع، ومعناه الموت.


شرح المقطع الثاني

ألسنا إخوة في الدين؟

ألسنا إخوة في الدين قد كنا وما زلنا

فهل هُنتم وهل هُنّا؟؟

أيعجبكم إذا ضعنا؟؟

أيسعدكم إذا جعنا؟

وما معنى بأنّ قلوبكم معنا؟

ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟

أليس مظلة التوحيد تجمعنا!


يُشير الشاعر في هذا المقطع من خلال مجموع الأسئلة التي يطرحها إلى رباط العقيدة والأخوّة الذي يربط بين أبناء الأمة، وضرورة أن يكون سببًا من أسباب الوحدة والوقوف معًا صفًا واحدًا في وجه الأعداء، مُشيرًا إلى أنّ الشعارات الرنّانة والدعوات بالقلب لا تُفيد لإثبات هذه الوحدة، بل لا بدّ من فعل حقيقي على أرض الواقع يؤكدها، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • هُنتم: ماضي الفعل هان، ومعناه ذلّ وحَقُرَ.


شرح المقطع الثالث

أعيرونا مدافعكم

أعيرونا ولو شبرًا نمر عليه للأقصى

أتنتظرون أن يمحى وجود المسجد الأقصى

وأن نمحى

أعيرونا مدافعكم وخلوا الشجب واستحيوا

سئمنا الشجب والردحا


يُعيد الشاعر في هذا المقطع طلب العون من أبناء العرب واستخدام السلاح لنُصرة المسجد الأقصى قبل أن تُنتهك حرماته أكثر، فالاستنكار والتنديد بما يفعله الأعداء به أمر لا فائدة منه سئم أبناء فلسطين من سماعه، فهم يحتاجون إلى أفعال وليس أقوال، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • سئمنا: مللنا وضجرنا.
  • الشجب: الاستنكار والتنديد.


شرح المقطع الرابع

أخي بالله أخبرني متى تغضب

إذا انتهكت محارمنا، قد انتهكت

إذا نسفت معالمنا، لقد نسفت

إذا قتلت شهامتنا، لقد قتلت

إذا ديست كرامتنا، لقد ديست

إذا هدمت مساجدنا، لقد هدمت

وظلت قدسنا تُغصَب ولم تغضب

فأخبرني متى تغضب؟

إذا لله للحرمات للإسلام لم تغضب

فأخبرني متى تغضب؟


يتحدث الشاعر مع العرب بصيغة الأخوّة طالبًا منهم أن يهبّوا للدفاع عن فلسطين، ومعددًا الأسباب التي يجب تدفعهم لذلك؛ فقد تعدّى الأعداء على الحُرُمات، وهدموا معالم فلسطين، وقللوا من قدر أبناء الشعب وذلّوه، وهدموا المساجد، وتعدوا على المسجد الأقصى منتهكين حرمته، ومع ذلك كلّه لم يغضب أحد ولم يدافع عن الأرض والعقيدة والحُرمات، إذن فما الذي سيستدعي الغضب بعد ذلك، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • انتُهكت: تمّ التعدي عليها.
  • نُسفت: اقتلعت من أصلها وهُدمَت.
  • تُغصَب: تُنتهك محارمها.


شرح المقطع الخامس

ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى عمالقة قد انتفضوا

أتنهض طفلة العامين غاضبة

وصناع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا!

ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفر

ولا أبكاك ذاك الطفل في هلع بظهر أبيه يستتر

فما رحموا استغاثته ولا اكترثوا ولا شعروا

فخرّ على وجهه ميتا وخرّ أبوه يحتضر

رأيت هناك في جنين أهوالا رأيت الدم شلالا

رأيت القهر ألونا وأشكالا ولم تغضب؟؟

فصارحني بلا خجل ... لأي أمة تنتسب؟


يطرح الشاعر في هذا المقطع تساؤلاته على مَن لم يغضب ولم يُحرّك ساكنًا للدفاع عن فلسطين ومقدساتها، ويذكر بعض الصور والمواقف التي تَحدُث فيها محاولًا شحذ الهمم وإثارة العواطف؛ فحتى الأطفال يقفون في وجه الأعداء ويدافعون عن المسجد الأقصى ويدفعون حياتهم وأرواحهم ثمنًا لذلك، لكن لم يهتم أحدًا لذلك، ولم يهتم أحد لمنظر الأشلاء والدماء وأنواع القهر والعذاب التي عايشها أبناء فلسطين، فمن شاهد ذلك كلّه ولم يهتم فهو لا ينتمي إلى العرب ولا يحمل داخله مشاعر العروبة والوحدة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • هلع: خوف وذُعر.
  • يستتر: يختبئ ويختفي.
  • اكترثوا: اهتموا.
  • خرّ: سقط.
  • يحتضر: شعر بسَكَرَات الموت.
  • ذاك الطفل بظهر أبيه يستتر: إشارة إلى الطفل الشهيد محمد الدرّة.


السمات الفنية في قصيدة متى تغضب

اتسمت قصيدة متى تغضب بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها ما يأتي ذكره:

  • وضوح العاطفة الوطنية والدينية في القصيدة بهدف إيصالها إلى المتلقي وإثارة عواطفه تجاه ما أراد الشاعر التعبير عنه.
  • الإكثار من استخدام أسلوب الاستفهام الذي يخرج من معناه المعهود إلى معانٍ أخرى، كالإنكار والتعجب والتهكم وغير ذلك.
  • استخدام المحسنات البديعية بصورة واضحة خاصةً الجناس، الأمر الذي ساهم في التأثير في المتلقي أكثر.
  • تضمين بعض الصور الواقعية المؤثرة التي شهدتها أرض فلسطين بهدف شحذ الهمم.


ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة تحية إلى تشرين، قصيدة روعة البيان.

المراجع

  1. "عبد الغني التميمي"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  2. "متى تغضب"، ديوان. بتصرّف.