قصيدة الماء للشاعر علي زينة هو علي بن حسين زينة: شاعرٌ سوري وُلد سنة 1938م، في قرية بيت العلوني في منطقة جبلة، ونال تعليمه فيها، ثم تخرّج من جامعة دمشق حاصلًا على إجازة في اللغة العربية وآدابها، عمل مدرسًا، وله ديوان شعرٍ مخطوط، من قصائده قصيدة الماء، وفيها يتحدّث عن نعمة من نعم الخالق عزّ وجلّ ألا وهي الماء.[١]


مناسبة القصيدة

الماء شريان الحياة وهو سر الحياة على هذا الكوكب الأخضر، وهذه القصيدة تتحدث عن الماء، وقيمة الماء، فالشّاعر علي زينة يتغنى بالماء، ويعدد منافعه، وإقرار الشّاعر بفوائد ومنافع، وأفضال الماء، والقصيدة عبارة عن مقطعين من الشعر العمودي، وذات قافيةٍ ورويٍّ موحدٍ، وموضوعٍ شعريٍّ واحدٍ وهو الماء، ويتحدّث الشّاعر في المقطع الأول عن فائدة الماء للإنسان، وفي المقطع الشعري الثاني يتحدث عن فائدة الماء للطبيعة، والنبات، والأشجار، والرياض، والبساتين، وفي هذا المقطع يشكر الله على هذه النعمة التي لولاها لما كانت الحياة على هذا الكوكب.


الفكرة العامّة للقصيدة

تتغنى القصيدة بالماء، وقيمته في حياة الإنسان، والطبيعة، وأهميّة الماء، وتُشيدُ بالماء، ومنافعه الجمّة على سائر المخلوقات، والكائنات في هذا الكون.


الأفكار الرّئيسية في القصيدة

تنقسم القصيدة إلى مقطعين شعريين:

  • المقطع الشعري الأول: يتحدث عن أهمية الماء، وأثر الماء لحياة الإنسان.
  • المقطع الشعري الثاني: أهميّة الماء، وأثر الماء للأرض، وللنبات، والطبيعة، وأهميته في استمرارية حياة المخلوقات في الكون.


شرح معاني القصيدة

يرى الشّاعر أنّ الماء يُشتَرَى بالذهب؛ فيعطي الذّهب الثمين مقابل أن يحصل على الماء العذب النقي، فلا يوجد شيء كالماء إذا كان الماء عذبًا رقراقًا، ثم أنت أيها الإنسان حيٌّ منه، وتحيا به؛ لأن حياة الإنسان لا تكون من غير ماءٍ، حتّى أنّ مصير الإنسان سيكون الموت والفناء إذا الماء ذهبَ جفَ وانتهى، فما أجمل منظرَ الماء، وهو ينساب رقراقًا صافيًا في الأرض، ثم يجري ويسير في الأرض، ويخرج من العيون والينابيع، وتُقّله وتحمله السّحب والغيوم الممطرة، فلذلك يُعدّ الماء أغلى عنصرًا، وأثمن عنصرًا من عناصر الطبيعة في هذا الكون، ولا شيء يعادل الماء في كل هذا الكون ولا حتّى ذهب، والشاعر يريد بذلك أن يشير إلى أنّ قيمة الماء ثمينة لا يعادلها أثمن الأشياء في الكون.فيقول الشاعر علي زينة في المقطع الأول من قصيدة الماء:


أعطني الماءَ وخُذْ منّي الذّهب ليس كالماء إذا الماء عذُبْ أنتَ حيٌّ منـه بل تحـيــا به وكلانا ميّــت إمّـا نضَــــب فهو في الأرض حياةٌ إن جرى في عيونٍ أو أقلّتُهُ السّحب وهو أغلى عُنصرٍ في كوننا ليس مثل الماء في الكون النّشبْ



فما أجمل الماء، ويا حبذا منظر الماء لمّا يجري وينسكب، وهو عذب نقيٌ، رقراقٌ، سلسبيل، ويبدع الشّاعر في تصويره للماء العذب المنساب فهو ينسكب صافيًا لجينًا، وينساب رقراقًا متلألئًا كأنّه شعاعٌ مشرقٌ وضّاء، فهي صورة فنية غاية في الرّوعة والجمال تصوير انسياب الماء وانسكابه كما الشّعاع البارق لعذوبته ونقائه، وحيث تجد الماء تصادفُ خضرةً وهنا يقصد بالخضرة النّباتات، والأشجار، والبساتين، والرّياض الغنّاء المليئة بالخضرة اليانعة، وحيث تجدُ الماءَ تلقى حضارات لأممٍ عجب؛ أي تعجبك هذه الحضارات بتقدُمها وازدهارها؛ إذ كانت تُقام حول منابيع المياه والبحيرات، وعلى الأنهار، وفي كلِّ مكانٍ يوجد به الماء تُخلق وتتطور، وتتقدّمُ الأمم، وتقام الحضارات، وتّشَيَّدُ المدن، وتلحظ ملامح التطور والتّقدم والازدهار. في حين تتحول الجنّة - وهي الأرض المخضرة الغنية بالشجر والزهر والماء- والرياض الخضراء إلى صحراءٍ، وأرضٍ جرداء ميّتة خالية من الحياة من دون وجود الماء، ومن دون الأنهار التي تسير في البساتين، وترويها لتخضرّ أشجارها، وتُزهر أزهارها.


ثم يوجبُ الشّاعرُ حمدَه لله الخالق عزّ وجلَّ، والّذي أبدع خلقه، وخلق الماء عذبًا صافيًا ينساب رقراقًا، ويجري سلسبيلًا بين هذه البساتين، والرّياض؛ فكانَ الماء هو شريان حياة هذا الكون من حولنا، ويحمد الله على أنه أجرى الماءَ على هذه الأرض، ويوجب شكر نعمته هذه، فلولا الماء لما كانت الواحات الخضراء في الصحراء، ولبقي كوكبنا صحراءَ وأرضًا جرداء قاحلةً خاليةً من مظاهر الحياة والخضرة، ولولا الماء لم تجد في الواحات شجرًا، ولا نخلًا، ولم يكن الرّطب موجودًا، وهو نوع من أنواع التّمر الحلو المذاق.

فيقول الشّاعر علي زينة في المقطع الثاني من قصيدة الماء:



حبّذا الماءُ إذا الماءُ جرى وهو صافٍ كشعاعٍ وانسكب حيثُ يُلْفى الماءُ كانت خصرةٌ وحياةٌ وحضاراتٌ عجبْ تصْحَرُ الجَنَّـةُ لولا نـهـرُها حمدُنـا لله مُجريه وجـــب لمْ تكن واحٌ بصحراء إذا لم يكن ماءٌ ولا كان الرّطبُ



ولقراءة شرح المزيد من القصائد: قصيدة إلى أمي، قصيدة نور الهجرة.

المراجع

  1. إميل يعقوب، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة المجلد الثاني، بيروت:صادر، صفحة 827-828، جزء 2. بتصرّف.