قصيدة وزيارة عن غير موعد

تعدّ قصيدة "وزيارة عن غير موعد" إحدى القصائد التي نظمها شاعر من شعراء العصر العباسي، وهو أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الجعفي الكوفيّ، الذي وُلد في "كندة" في الكوفة، ونشأ وترعرع في البادية فاكتسب الصلابة والنزعة البدوية منها، ويُذكَر أنّه التحق بالكُتّاب وتعلّم الشّعر واللغة والإعراب، وتميّز منذ سنّ مبكرة بالذكاء، وقوة الحفظ، وحبّ العلم والأدب، بالإضافة إلى ذلك لازَمَ المتنبي الورّاقينَ واستفاد من كُتبهم فكانَ معظم علمه من كتبهم، وكان شعره صورة بارزة للحياة الأدبية والفكرية في عصره، كما اشتهر بارتباطه بالأمراء والسلاطين، مثل: سيف الدولة الحمداني، وكافور الإخشيدي.[١]


الفكرة العامة في قصيدة وزيارة عن غير موعد

نظم أبو الطيب المتنبي قصيدته هذه التي يقول في مطلعها "وزيارة عن غير موعد" في وصف قرية يُطلق عليها "كفر زنس"، وقد دخلها مع الأمير أبي محمد على غير ميعاد، فقال فيها هذه الأبيات.[٢]


تحليل قصيدة وزيارة عن غير موعد

تعدّ قصيدة "وزيارة عن غير موعد" من القصائد القصيرة جدًا؛ إذ إنّها تقع في ستة أبيات فقط، وقد افتتحها الشاعر بقوله لقد زرنا هذه القرية "كفر زنس" بغتة دون موعد مُسبق، وكان اشتياقنا لها كاشتياق الجفن الذي طال سهاده وعدم نومه إلى الغمض والنوم، وقد سارت بنا الخيل في هذه الزيارة سيرًا لينًا سهلًا مع الأمير أبي محمد، فدخلنا معًا إلى هذه القرية التي لو كان ساكنها مُخلّدًا لكانت هي الجنّة بعينها، وقد شبّه خضرة نباتاتها على حُمرة ترابها بخضرة الشارب على الخدّ المورّد.[٣]


بعد ذلك يقول الشاعر إنه أراد أن يجد شبيهًا لهذه القرية لكنّه كان مُستحيل الوجود، فلا يوجد لها شبيه ونظير في الحُسن والجمال، وإذا أراد الرجوع إلى الحقائق والمُسلمات فستبقى واحدة لا نظير لها في الحُسن لأوحد لا نظير له في المجد، وفيما يأتي نص القصيدة:[٣]


وَزِيارَةٍ عَن غَيرِ مَوعِد كَالغُمضِ في الجَفنِ المُسَهَّد مَعَجَت بِنا فيها الجِيا دُ مَعَ الأَميرِ أَبي مُحَمَّد حَتّى دَخَلنا جَنَّةً لَو أَنَّ ساكِنَها مُخَلَّد خَضراءَ حَمراءَ التُرا بِ كَأَنَّها في خَدِّ أَغيَد أَحبَبتُ تَشبيهاً لَها فَوَجَدتَهُ ما لَيسَ يوجَد وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقا ئِقِ فَهيَ واحِدَةٌ لِأَوحَد



السمات الفنية في شعر المتنبي

يُلاحظ أنّ شعر المتنبي يتسم بمجموعة من الخصائص والسمات، يُذكر منها الآتي:[٤]

  • بروز الطابع الغنائي والوجداني في العديد من أشعاره.
  • تعدّد الأغراض الشعرية التي قال فيها المتنبي، وقد كان أبرزها المدح والفخر.
  • اتسمت أشعار المتنبي بالبلاغة وجزالة الألفاظ والمعاني.
  • ضمّن المتنبي الكثير من قصائده البُعد الفلسفي.
  • ابتعد المتنبي في قصائده عن اللهو والنساء والخمر، وهي التقاليد القديمة التي بُنيت عليها القصيدة الجاهلية.
  • ظهور النزعة البدوية في الكثير من أشعاره.
  • قلة الألفاظ التي تخالف الآداب والأخلاق.


ولقراءة تحليل المزيد من قصائد المتنبي: قصيدة على قدر أهل العزم.

المراجع

  1. عبدالرحمن برقوقي، شرح ديوان المتنبي، صفحة 24-28. بتصرّف.
  2. أبو العلاء المعري، شرح ديوان أبي الطيب المتنبي، صفحة 522. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "شرح قصيدة وزيارة عن غير موعد"، واحة المتنبي. بتصرّف.
  4. عبد القادر عيساوي، خصائص شعر المتنبي، صفحة 2. بتصرّف.