قصيدة هذي بلادي

تعود قصيدة هذي بلادي للشاعر حبيب حميدان سليمان الزّيودي، وهو شاعر أردني، ولد سنة 1963م، ولد في الهاشميّة من منطقة الزّرقاء، وهو خريج قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنيّة، عمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الأردني، وله عدّة دواوين شعرية منها: ديوان الشيخ يحلم بالمطر الذي صدر عام 1986م، وديوان طواف المغني الذي صدر عام 1990م، وديوان ناي الراعي الذي أُخذت منه هذه القصيدة، وتوفي عام 2012م.[١][٢]


مناسبة قصيدة هذي بلادي

لقد نال الشّعر الوطني حيزًا كبيرًا من قصائد الشّاعر حبيب الزيودي، وهو ينشد للوطن، وشهدائه حيث يرى أن لا أحد يستحق الشعر أكثر من الوطن والبلاد التي يعيش ويتفيأ ظلالها صباحًا ومساءً، والشّاعر من خلال هذه القصيدة يعبّر عن حب الوطن بكل وجدانية وحب، وبأسلوبٍ فنيٍّ جميل، والقصيدة تحمل في طيّاتها مشاعر حبٍ، وافتخارٍ بالوطن الحبيب.


الفكرة العامّة في قصيدة هذي بلادي

التغني بحب الوطن.


شرح قصيدة هذي بلادي

  • يقول الشاعر حبيب لقد كتبت أجمل أشعاري، وسكبتها كالماء، وصببت الشعر على حبِّ الوطن، ووصف الوطن، وفي مغانيه، والمغاني مفردها المَغنى، والمقصود بالمغاني الوطن الذي لا يُستغنى عنه، فالشّاعر سكب شعره في وطنه حبًا وعشقًا لهذا الوطن، فليس الشّعر موجودًا إذا لم يكن شعرًا يَتغَنّى، ويُنْشدُ الأوطان، ويظهر لنا جمال وإبداع الشّاعر في تصويره، ووصفه لانسكاب الشّعر كانصباب الماء بسهولةٍ وعذوبة، وهو تشبيه أضفى جمالًا، ورقةً؛ فالشّعر كالماء يعطي الحياة للإنسان.
  • ثم يقول الشّاعر: (هذي بلادي)، يريد التنبيه باسم الإشارة للقريب، وبلادي ياء المتكلم لقرب البلاد إليه، وقيمتها الغالية في قلبه، فليس هناك طَول يطاولها؛ أي ليس هناك مَن يصلُ إلى قدرها، ومستواها، وفضلها في المجد، والعلو، والفخر، وقد جعل الشّاعر للمجد ساحات فخرٍ، وعلوٍ في القدر والقيمة، وهنا نجد براعة الشّاعر في تحويل المعنى إلى شيءٍ مادي ومحسوس، ويتابع شاعرنا فخره فلا يوجد نجم يحاول الاقتراب من وطنه؛ فوطنه مرتفع الجاه، والقدر، ولا تصل إليه النّجوم ولا تدانيه ولا تماثله، وعبّر الشّاعر عن فخره بوطنه، والاعتزاز به بأن شبّه الوطن بإنسانٍ ذو رفعةٍ، وقدرٍعظيم لا تدانيه النجوم.
  • ثم ينتقل الشّاعر للحديث عن الثّورة العربية الكبرى، ورمَزَ إليها بقوله (مهرة الأحرار)؛ فالشاعر يشبه الثورة العربية بالمهرة، والفرس التي لوعشطت يرويها الشّهداء بدمائهم، وفي ذلك دلالة على التّضحية، وبذل الدّماء في سبيل الوطن. فيقول الشّاعر حبيب الزيودي:[٢]


سكبتُ أجملَ شِعري في مغانيها لا كنتَ يا شعرُ لي إنْ لم تكنْ فيها هذي بلادي ولا طَوْلٌ يُطاولُها في ساحةِ المجدِ أو نجمٌ يدانيها ومهرةُ العربِ الأحرارِ لو عطشتْ نصُبُّ مِن دَمِنا ماءً ونرْويها

  • ثم ينتقل الشّاعر إلى مخاطبة الشعر فشخصه، وصوره كإنسانٍ وذلك عندما استهل خطابه بأداة النداء أيّها، وهو يريد أن يوجه الشّعر، ويدعوه لكي يكون نخلًا يظلِّلُ الوطن، ويحميه في الليالي المظلمة لينعم بالخير والأمان، والمعروف بأن النّخلات الباسقات رمز للشموخ، والعلو، والرّفعة كما أنها رمزٌ للخير وللعطاء، وهي بظلّها الوارف تحمي وتحتضن الواحات، وكذلك يريد الشاعر من شعره بأن يحتضنَ الوطن، ويفتخر بشموخه، ويكون رمزًا لعطائه.
  • ثم يوجه خطابه ونداءه إلى وطنه الممتد، ويعود إلى التّشخيص، وجمال الصورة فيجعل من وطنه إنسانًا مخاطبًا بأداة النداء أيّها الوطن الممتد حبه في دمائنا فعِشقُ الوطن أصبح يجري في دماء الشّاعر، ودماء أبناء الوطن، وهذا الحب أصبح يجري في العروق مجرى الدمّ، والشّاعر هنا يصوّر حب الوطن كأنها دماء تجري، وتمتد في عروق وشرايين الإنسان، وهذا الحبّ ثمين أعزّ، وأغلى ما في الدّنيا فلا نستطيع أن نحيا دون الدماء، ولا أن نحيا دون الوطن.
  • إن حب الشّاعر لوطنه مبالغ فيه حدّ التقديس فهو حبّ مقدس كما الكعبة العالية المقام، وكذلك حبه لوطنه مقدس عالِ المقام شامخ في قلبه لا يتزحزح، وحبه للوطن يطوف في قلبه ولا يفارقه، وكذلك قصائده تدور معانيها، وتطوف حول حب الوطن. ونرى إبداع الشّاعر في إضفاء جماليةٍ سحرية على القصيدة من خلال التنوع في الوصف، والتصوير، والاستعارة، والتشبيه.حيث يقول الشاعر:[٢]


يا أيّها الشّعر كُن نخلًا يظلِّلُها وكنْ امانًا وحبًّا في لَياليها وأيّها الوطنُ المُمتدُّ في دَمِنا حبًّا أعزَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها بغيرِ كعبتِكَ الشَّماء ما وقفتْ هذي القصائدُ أو طافت معانيها

  • يستمر الشاعر في توجيه خطابه للوطن، وتشخيصه، وكأنه إنسان مخاطب فيقول له: (هذي صفاتُك)، ويعود للتنبيه من خلال اسم الإشارة، والخطاب من خلال كاف الخطاب، فهذه هي صفاتك، وميزاتك الجميلة أيّها الوطن، أحاول أنْ أذكرها، وأعددها للأنام، وأمام النّاس أجمع، ولكنني لكثرة هذه الصفات الحسنة لا أستطيع أن أجمعها وأحصيها.
  • ويعود إلى التنبيه، واستخدام اسم الإشارة للقريب للدلالة على أنّ هذه البلاد بلادهُ الغالية العزيزة على قلبه والغالية عليه، هي بلاد الأحرار الأوفياء الأعزّاء والشّرفاء، ويصورهم كأنّهم أقمار حقٍّ، وضياءٍ، ونورٍ في عتمة لياليها، وهنا يشبّه الشّاعر أبناء الوطن الشرفاء الأحرار كأنهم أقمار؛ لأنهم يدافعون عن الحق، وينيرون الطريق في العتمة والظلام. إذ يقول حبيب الزيودي، وقد أبدع في نسجه القصيدة أيما إبداع:[٢]


هذي صِفاتُكَ إنّي إذ أُعدِّدُها على الأنامِ فإنّي لستُ أُحصيها هذي بلادي بها الأحرار قد طلعوا أقمارَ حقٍّ أضاءت في دَياجيها



وللاطلاع على تحضير المزيد من القصائد: تحضير قصيدة صن النفس، تحضير قصيدة وجه مدينتي.

المراجع

  1. إميل يعقوب (2004)، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة الجزء الأول (الطبعة 1)، بيروت:صادر، صفحة 307-308، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث محمد أبو سريس وفاطمة أبو حصوة و محمد شنيور (2017)، اللغة العربية الصف السابع الجزء الثاني المنهاج الأردني (الطبعة 2)، الأردن:وزارة التربية والتعليم إدارة المناهج والكتب، صفحة 49، جزء 2.