قصيدة في يوم الأمهات

تعود قصيدة في يوم الأمهات للشاعر الجزائري الشهيد الرّبيع بوشامة، الذي ولد في فنزاة 1916، تلقى علومه الأولى على يد شيوخ قريته، فحفظ القرآن، وتعلم العربيّة، والفقه، ثمّ تتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس، ثم اشتغل في التعليم وكان إمامًا في المساجد، أسس ناديًا في قريته، كما أسهم في أنشطة نادي (الترقي) بالعاصمة، وقد أوقفته القوات الفرنسية الاستعمارية، وأعدمته في المعتقل سنة 1959م، وخلّف ديوانًا بعنوان (ديوان الربيع بوشامة).[١]


مناسبة قصيدة في يوم الأمهات

الأم رمز العطاء، وحضن للأبناء، وهي عطر يفوح شذاه، دفءٌ، وحنان، وحبٌ، وأمان، ومودة، وألفة، ورحمة، والشاعر في قصيدته هذه يتحدّث عن الأم، وفضلها، ويبين حبّه لأمه، وفضلها عليه، كما يدعو من خلال القصيدة إلى الاعتناء بالأمهات، وتكريمهنّ، والاحتفال بهنّ.


الفكرة العامّة لقصيدة في يوم الأمهات

حب الشّاعر لأمه، وبيان فضل الأم، وعطفها.


الأفكار الرّئيسية في القصيدة

شملت القصيدة الأفكار الرئيسية الآتية:

  • الفكرة الأولى: الشاعر يتمنى أنْ يقامَ للأمهات عيد كعيد الأمهات في الغرب.
  • الفكرة الثانية: بيان عناية الإسلام بالأم فقد ذكرت في القرآن، والسّنة.
  • الفكرة الثالثة: الدعوة إلى احتواء الأم، ورعايتها، والاعتناء بها.


شرح قصيدة في يوم الأمهات

يتحدث الشاعر عن الأمومة وعن الأمهات العظيمات، والأمومة عند قد قومٍ جعلو لها عيدًا مقدسًا عظيمًا فكأنها إله يعبد ويُحتَفَلُ فيه، يشبه الشاعر الأم بآله تُعبَد وتلقى كل التكريم والعظمة، ثم يتمنى الشاعر أن يكون هذا العيد عند العرب ليكرّم وليسعد أمّه التي لم يعطها حقّها من جزيل الشكر والعرفان والتقدير، لقد جعل هؤلاء القوم من الغرب عيدًا مباركًا ومقدسًا للأم في هذا اليوم يكرمونها ويتذكرونها وويعلون من قدرها ويمجدونها وقيمتها العظيمة، إذ يقول الشاعر بوشامة:[٢]


تلكَ الأمومةُ عندَ قومٍ تُعبدُ يا ليتها فينا ترى ما يسعد جعلوا لها عيدًا أغرَّ مُقدسًا يعلى به تذكارها ويُمَجدُ



يتابع الشاعر حديثه عن هذه الأمومة فهي في حمانا، وعندنا، ويقصد العرب أم ملتاعة، تتحرق شوقًا لأبنائها، ويحترق قلبها بالنيران التي لا تطفئ أبدًا لرؤيتهم ولقياهم، وكم كتبت الأقلام عن هذه الأم وصاغت ألسنة فصحية أشعارًا، وأقوالًا لهذه الأمومة تتبع فضلها، وتكشف عن آثارها، وقيمتها، وتعدد لنا فضلها ونعيمها، فهي ذات منزلةٍ رفيعةٍ وقدرٍ عظيمٍ، يناديها الشاعر يا أم؛ لقربها من قلبه، فهي كريمة عزيزة، موصولة في نفس الشاعر، وقلبه، وذكرها عزيز محببٌ مستطاب محمود، وقد كتبت الأقدار للأم كل كرامة لعظيم قدرها، وعلو منزلتها، وحماها تنزيل السماء، وهو القرآن الكريم، وذلك لما كرّم ذكرها في القرآن الكريم، ورفع من منزلتها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظها، وحماها الله عز وجلّ رب العرش العظيم، وجعل الجنة تحت أقدامها، وحفظ وحمى روحها العظيمة المقدسة، التي تميل وتصبو إليها النفوس، وتطلب برّها ورضاها، وتتقرب منها لنيل رضاها والقبول منها. حيث يقول الشاعر الربيع بو شامة في الأمومة:[٢]


مَن في الأمومة في حمانا أنّها ملتاعةٌ نيرانها لا تخمد كتبت أقلام وألسنة فصا ح تجتلي آثارها وتعدد يا أم أنت كريمة موصولةٌ فينا وذكرك مستطاب أحمدُ كتبت لك الأقدارُ كلّ كرامة وحماكِ تنزيل السما ومحمد وحماك رب العرش روح قداسة تصبو النّفوس لبِرها تتودد



ويتساءل الشاعر بسؤالٍ استنكاري، وفيه دعوة للعناية بالأمهات وطلب رضاهنّ، فمن الذي يمسح دموع هؤلاء الأمهات، ويعالج جروحهنّ، ويوقف دماءهن عن النزيف، ويعوض حزن الأمهات فرحًا وسرورًا يملأ قلبهنّ ويسعدهنّ، وهنا نلحظ جمال الصورة الفنية حين قال الشاعر: (يذيقها طعم السلو)، فجعل السلوى، والسعادة، والسرور؛ كالطعام الحلو الذي يذوقه الشخص ليسعد بما فيه، ثم يتابع وصفه للأمومة، حيث تمثل هذه الأم الرّحمة، وتعمّر الأرض بالرحمة والولد... ويصوّر الشاعر الأم بأنها تحيي الأرض، وتعمرها بالرحمة والولد، كأنها البناء لهذه الأرض يعمرها بالخير، والرحمة، والبركة، كما يعمرها بالأولاد والأبناء، بالمقابل هذه الأم كل ما يكفيها، ويسعدها هو سلوة، ونظرة، واسعة من وليدها، وفي الختام يقول الشاعر الربيع بو شامة أنّ كل آماله، وأهدافه هي أن يسعد الأمهات، ويكرمهنّ بالشكر، وعظيم العرفان والتقدير.

حيث يقول الشاعر الربيع بو شامة:[٢]


مَن ذا يكفكف دمعها ودماءها ويذيقها طعم السّلو ويسعدُ؟ حسب الأمومة من دخيل رحمة أرض (معمرة) وولد أعبد وكفاك منا سلوةٌ ونجلة آمالنا العليا، ونعمَ المسعد



العاطفة في القصيدة

نرى في القصيدة عاطفة الشاعر بما تحمله من حبٍ واحترامٍ، وشكرٍ، وامتنانٍ، وعرفانٍ لفضل الأم، وتقديرٍ لعظيم منزلتها، وجلال قدرها عند الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال القصيدة تبرز عاطفة الشّاعر الصادقة من ابنٍ لأمٍّ، هي رمز للعطاء والحنان.


وللاطلاع على تحضير المزيد من القصائد: تحضير قصيدة في سبيل العائلات، تحضير قصيدة من أجل الطفولة.

المراجع

  1. "الربيع بوشامة"، موسوعة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محفوظ كحوال ومحمد بومشاط، اللغة العربية السنة الأولى من التعليم المتوسط (الطبعة 2)، الجزائر:ورزارة التربية الوطنية، صفحة 114، جزء 2.