قصيدة في سبيل العائلات

تعود هذه القصيدة لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وهو الشيخ زكريا بن سليمان بن يحيى بن الشيخ سليمان بن الحاج عيسى، الذي ولد عام 1908م ببني يقزن في ولاية غرداية، حيث تلقى دروسه الأولى في القرآن، ومبادئ اللغة العربية، ثم التحق بالبعثة الميزابية بتونس فواصل دراسته، وجمعته صداقة حميمة بالشاعرين أبو القاسم الشابّي ورمضان حمود، واكب الحركة الوطنية بشعره ونضاله، وهو صاحب الأناشيد الوطنية، توفي سنة 1977م، وخلف عددًا من الدواوين الشعرية من أهمها: (اللهب المقدس)، و(إلياذة الجزائر)، و(تحت ظلال الزيتون).[١]


مناسبة قصيدة في سبيل العائلات

تعتبر العائلة الركن الأول في بناء المجتمع، وهي المكان الدافئ الذي يلجأ إليه الإنسان في كل الأوقات، ولا تكتمل العائلة إلا بوجود الوالدين، وهما عماد الأسرة وبهما تكتمل سعادة وبهجة الأسرة، ومن خلال هذه القصيدة عبّر الشاعر عن أهمية العائلة وأهمية العناية بها، ووجوب الحفاظ عليها، فهي سبيل السعادة وتحقيق الغايات، ويحمل النّص قيمةً اجتماعيةً مهمةً تتجلى في التلاحم داخل الأسرة، وفي تماسك العائلة، واتحادها، ومن خلال ما يضحي به المرء في سبيل الحفاظ على استقرارها، وسعادتها.


الفكرة العامّة لقصيدة في سبيل العائلات

الدعوة إلى العناية بالعائلات، فهي اللبنة الأولى في المجتمع، وضرورة بذل الجهود للحفاظ عليها فالعائلات مصدر السّعادة والهناء.


الأفكار الرّئيسية في القصيدة

المقطع الأول:

  • دعوة الشاعر الشباب للعناية بالعائلات، وما يترتب على ذلك من أثرٍ، وفائدة.
  • مناجاة أبناء الوطن من أجل إعطاء الأولوية للعائلات، وأمر لهم بالاعتناء بها وطاعتها.
  • الأسباب التي يصفو بها العيش باستقرار داخل العائلة.
  • أثر اللحمة الأسرية في سعادة البيت واستقراره.
  • البيت والأسرة مصدر لتحقيق النجاح وبلوغ المنى.
  • العيش الكريم مرهون بحسن استغلال العمر والمال.
  • النهي عن أسباب التعاسة، وهي أن لا يضيّع الناشئة عمرهم في اللعب، ولا يضيّعوا أموالهم لهوًا وعبثًا.
  • أهم ركائز استقرار الأسرة، والسعادة الأسرية.
  • البيت جنة الفردوس فمن أراد صلاحه فليجعله حماه.
  • الوصول إلى النجاح، وبلوغ المنى مرتبط باعتبار البيت وطنًا، والدفاع عنه وحمايته.


شرح قصيدة في سبيل العائلات

يستهل الشاعر قصيدته بخطابٍ موجهٍ لأبناء القطر، ودعوة لهم بأن يستقيموا، وأن يعتنوا بالعائلات فهي أساس المجتمع، ويصف العائلات بالأمر العظيم؛ لأنها سر الحياة، وبها ينمو المجتمع، وتكون الحياة في حماها وأحضانها كل الخير، وفيها جميع البركات والنِّعَم، وأنّ طلبَ رضاها ينهال على أبنائها بالبر والرضوان، وبرضاها يكون الفلاح والنجاح والنجاة في الدنيا والآخرة. فيقول الشاعر:[٢]


يا بنَِي القُطر استقيموا، واعتَنوُا بالعائلاتْ إنهّا أمر عٌظيمٌ، إنهّا سرُّ الحياةْ في حِماها كُلُّ خيرٍ، وجميعُ البركاتْ في رضاها كلُّ بِرٍّ، وفَلاحٍ، و نجاةْ



ولأجل سبيل العائلات والشّاعر يجعل العائلة سبيلًا وطريقًا يدعونا إلى السير فيه، وينهى عن قضاء العمر في اللّهو واللّعب، وينهى عن العبث، ولأجل العائلة ينهى الشاعر الشباب عن صرف المال في المقاهي حين قال:(لا تهينوا المال)؛ فالشاعر يرى أنّ هدر المال في المقاهي بلهوٍ وعبثٍ بلا حياءٍ إنّما هو إهانة للمال، وكل ذلك يقود إلى تعاسة العائلة، فما أطيب العيش والحياة الصافية الآمنة المستقرة بين زوجٍ وبنين، وهما ركائز الأسرة السعيدة، وبين أبٍ وأم قد رضيا عن أبنائهم في سلامٍ، واستقرارٍ، وأمان، وهنا تكتمل سعادة واستقرار العائلة. يقول الشاعر:[٢]

في سبيل العائلاتْ


لا تقَُضُّوا العُمر لَهْوًا، لا تكونوا عابثيِينْ لا تهُينوا المال عفوًا في المقاهي ماجنينْ ما ألذَّ العيشَ صَفوًا بين ز وج وبنين و أبٍ راضٍ، وأمٍّ في سلامٍ آمنينْ



ويأخذ الشاعر بأهمية بناء العائلات فيجعل البيت كجنة الفردوس، وكل أفراد الأسرة داخل البيت (الجنة) سعداء، ويعيش فيه الولد، والبنت في أحضان أمٍ، وعميد، ويقصد به الأب؛ لأنه عماد البيت، وركيزته، وهو ركن وأساس العائلة، وكذلك هي الأم ركن أساسي في البيت، والله يرضى عن هذا البيت، وعن هذه العائلة فما أحب العيش في رغد، وطيب الحياة في أحضان العائلات، حيث يكون كل يوم، وكل شهر، وكل عام يوم عيد في هذه العائلات.يقول الشاعر:[٢]

في سبيل العائلاتْ


جنةّ الفردوس بيتٌ، كل من فيه سعيدْ وَلَدٌ حُرٌّ وبنِتٌ بين أم وعميدْ ورضاء الّله يسري، حبَّذا العيش الرَّغّيدْ كلُّ يوم، كلُّ شهرٍ، كلُّ عامٍ يوم عيد



يتابع الشاعر حديثه عن أهمية العائلات، فكل مَن أراد النّجاح والفلاح، وكل مَن أراد الهناْ والسّعادة في حياته، وكل مَن أراد تحقيق النجاح والصلاح في الدنيا، فالسبيل إلى ذلك هو أن يتخذ من البيت حماه، ويجعله موطنًا يدافع عنه، فرضا الله مقترن بالعائلة والبيت الصالح، وكل مَن رضي الله عنه تحقق مناه ومبتغاه، يقول الشاعر:[٢]

في سبيل العائلاتْ


كلّ مَن يرجو فلاحًا، كلُّ مَن يبغَي الهَنَا كلُّ مَن يهَْوَى نَجاحًا و صلاحًا في الدُّنَى يجَعَلُ البيت حِماهُ و يراه مَوْطِنَا يوُلِهِ الله رِضاهُ و يبُلَّغْهُ المُنَى


في سبيل العائلاتْ


العاطفة في قصيدة في سبيل العائلات

عاطفة حبٍ، وإجلال، واحترامٍ، وتقديرٍ للعائلات، وأفراد العائلة من أم، وأب، وأبناء.


وللاطلاع على تحضير المزيد من القصائد: تحضير قصيدة على جذع زيتونة، تحضير قصيدة رسالة إلى مدينة مجهولة.

المراجع

  1. جمعه وحققه مصطفى بن الحاج بكير حمودة (2003)، أمجادنا تتكلم وقصائد أخرى، الجزائر:مؤسسة مفدي زكريا و الوكالة الوطنية للاتصال والنشر، صفحة 1-2-3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث جمعه وحققه مصطفى بن الحاج بكير حمودة (2003)، أمجادنا تتكلم وقصائد أخرى، الجزائر:مؤسسة مفدي زكريا و الوكالة الوطنية للاتصال والنشر، صفحة 159-160.