قصيدة نقش على جدار الوطن

تعود قصيدة "نقش على جدار الوطن" إلى الشاعر عبد الرحمن العشماوي، وهو شاعر سعودي وُلد عام 1956م في إحدى القرى السعودية يُطلق عليها قرية "عراء"، عانى في طفولته من ضيق العيش وصعوبة الأوضاع المادية، إلى جانب فقدان والده وهو في سنّ صغيرة، فنشأ في أحضان والدته وجدّه لأمّه، وتلقى تعليمه الأولى في مدرسة النجاح في القرية، ثم أكمل تعليمه في المعهد العلمي، وقد كان العشماوي مُحاطًا بجوٍ ديني وثقافي واسع، مما ساهم في صقل شخصيته فيما بعد، ويُذكر أنّه التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، وهناك في المدينة كانت الفرصة الأكبر له للقراءة أكثر والمطالعة والكتابة والنثر.[١]


شرح قصيدة نقش على جدار الوطن

يسطّر الشاعر عبد الرحمن العشماوي في قصيدته "نقش على جدار الوطن" مشاعره تجاه الوطن وحبّه الذي يُكنّه له، متحدثًا عن أبرز ما تتميز به بقاع هذا الوطن، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لاثنين منها:


شرح المقطع الأول


من أين أبتدئ الحديث عن الوطن ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن من أين والأمجاد تشرق في دمي نورًا من الذكرى وتختصر الزمن من أين والإيمان يجري نهره عذبًا ويغسل عن مشاعرنا الدرن من أين أبتدئ الحديث وليلتي تأبى على عيني مقاربة الوسن من أين والأشواق تحلف أنها ستظل تسقي التذكر والشجن



يفتتح الشاعر هذه القصيدة باستفهام يتضح منه الحيرة التي يشعر بها وعدم قدرته على التعبير عما يختلج في صدره تجاه الوطن من مشاعر الحب والفخر والشوق إليه، ويستمرّ بتلك التساؤلات التي يصف من خلالها ذلك الوطن؛ فالأمجاد التي سطّرها أبناؤه في التاريخ ستبقى خالدة، وهي كالشمس المشرقة التي تضيء المكان وتحكي حكاية جميع الأجيال، ومن جمالها تغسل النفوس والقلوب مما يُعكّر صفوها، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • أصوغ: أرتّب الكلام.
  • الدرن: الشوائب.
  • تأبى: ترفض.
  • الوسن: النعاس.


شرح المقطع الثاني


قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها صدر حوى نور الهداية واطمأن ابدأ من البيت العتيق فإنه سكنٌ، لمن لم يلق في الدنيا سكن وارحل بشعرك بعد هذا ناشرًا نور الهداية بين سرّك والعلن فأجبتم -شكرًا- سأبدأ من هنا من أرضنا المعطاء من هذا الوطن من كعبة رفع الإله مقامها وحمى حماها من طواغيت الفتن أنا سوف أبدأ من مطاف نبيها أتلو كتاب الله، أتبع السنن أنا سوف أبدأ من مقام خليلها من حجر إسماعيل من ركن اليمن


في هذا المقطع من القصيدة يوظّف الشاعر حوارًا بينه وبين مجموعة من الأشخاص المتخيلين يطلبون منه أن يبدأ بوصف مكة المكرمة ويوجّه شعره للحديث عما تمتاز به من جمالية وقدسية؛ فهي المدينة التي انطلق منها نور الإسلام والهدية برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها الكعبة المشرفة التي تحتضن الناس من مختلف بقاع الأرض وتُشعر من يأتي إليها بالسكينة والاطمئنان، وقد حماها الله تعالى من كل من يريد فيها شرًا، فيردّ الشاعر على هؤلاء الأشخاص أنه سيبدأ بوصف الطواف حول الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل والركن اليماني، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • البيت العتيق: المسجد الحرام والكعبة المشرفة.
  • طواغيت: جمع طاغوت، ومعناه الطاغي المعتدي أو كثير الطغيان.


السمات الفنية في قصيدة نقش على جدار الوطن

تتسم قصيدة نقش على جدار الوطن بمجموعة من السمات والخصائص الفنية، يُذكر منها ما يأتي:

  • الاعتماد على أسلوب الاستفهام بكثرة في القصيدة.
  • تضمين الحوار في بعض مواضع القصيدة.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية التي تُضفي جمالية على القصيدة.
  • استخدام الصور الفنية بوضوح وبطريقة فنية مُحكمة.


ولقراءة شرح المزيد من القصائد الوطنية: قصيدة هذي بلادي، قصيدة أناديكم.

المراجع

  1. فهد الرشيدي، تجربة عبد الرحمن العشماوي الشعرية، صفحة 13. بتصرّف.