قصيدة صحراء العجائب
تعود قصيدة "صحراء العجائب" إلى الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل، الذي وُلد عام 1910م في إحدى قُرى محافظة أسيوط في مصر، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بكليّة دار العلوم، وقد كان محمود ذا ثقافة واسعة ومنكبًا على الشعر والأدب، وبدأت إرهاصاته الأولى في هذا المجال من سنّ مبكرة، ويُذكر أنّه اتجه في شعره إلى النزعة الرومانسية وإلى الطبيعة، وقد يكون لصور الطبيعة والجمال الذي تمتعت به قريته وطبيعة الحياة فيها أثر في ذلك.[١]
شرح قصيدة صحراء العجائب
نظم محمود حسن إسماعيل قصيدته هذه "صحراء العجائب" مُبديًا فيها تعجّبه من تبدّل أحوال الناس وارتدائهم أقنعة لا تشبه حقيقتهم، وكأنه في رحلة بين وجوههم ليكتشفها، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز وبسيط لاثنين منها:
شرح المقطع الأول
يفتتح الشاعر القصيدة برسم صورة فنية جميلة لنفسه في رحلة قام بها إلى صحراء فيها عجائب عديدة -ويقصد بالصحراء هنا وجوه الناس- محاولًا كشف أسرارها والأمور الغريبة فيها، وقد جهّز نفسه لتلك الرحلة وحصّن نفسه جيدًا حتى لا يُصيبه أي أذى فيها ويستطيع الحصول على ما يُريد، وعندما وصل إلى غرضه في تلك الصحراء ألقى شباكه حتى يحصل على صيد ثمين وبقي ينتظر بملل وضجر ما ستعود به من غنائم وكأنّه شيخ كبير بالسن تعب من كثرة ما مرّ به في حياته من تجارب، وفي ذلك إشارة إلى تعامل الشاعر مع أشخاص في حياته في ظاهرهم يحملون الخير لكنّ دواخلهم عكس ذلك، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- المطموس: ممحوّ.
- عوّذت: حصّنت.
- أشراك: حبائل الصيد، أو الكمين.
- الحاوي: الرجل الذي يقوم بأعمال غريبة.
- هام: لا يدري أين يتوجه.
شرح المقطع الثاني
يُشير الشاعر في هذا المقطع متعجبًا إلى أنّ الوجوه المستعارة للأشخاص الذين تعامل معهم كانت تبدو خارجيًا جميلة كالأرض الخضراء التي يتغنى بها الجميع وتسحر كل من يراها، حتى أنها من شدة جمالها تشكّل موطنًا للعاشقين وتكون مليئة بالروائح العطرة والطيبة، لكن من يتعمق فيها أكثر ويدقق في تفاصيلها يكتشف المخاطر التي تنطوي عليها، وفي ذلك إشارة إلى زيف هؤلاء الأشخاص وأنّهم يُخفون في داخلهم الشرّ والأطباع السيئة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- ربوة: ما ارتفع من الأرض.
- مزنرة الأغصان: أغصانها ملفوفة.
- الترائب: عظام الصدر.
- هائب: خائف.
السمات الفنية في قصيدة صحراء العجائب
تمتاز قصيدة صحراء العجائب بعدد من الخصائص والسمات الفنية، يُذكَر منها ما يأتي:
- استمداد الصور والتشبيهات والرموز المستخدمة في القصيدة من عناصر الطبيعة المختلفة.
- توظيف العديد من المحسنات البديعية.
- الاعتماد على الأسلوب الخبري بصورة واضحة.
- التدرّج والتسلسل في لوحات القصيدة.
- جزالة الألفاظ المستخدمة في القصيدة وقوتها.
ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة خداع الأماني، قصيدة يا طائر البان.
المراجع
- ↑ مصطفى السعدني، التصوير الفني في شعر محمود حسن إسماعيل، صفحة 9-16. بتصرّف.