قصيدة روائع الآثار

تعدّ قصيدة "روائع الآثار" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر خليل مطران الملقّب بشاعر القُطرَين، وهو شاعر لبناني وُلد عام 1872م في مدينة بعلبك اللبنانية، في سنواته الأولى تعلّم القراءة والكتابة على يدي والده، ثم التحق بالمدرسة البطريركية في بيروت، وقد عُرِف عنه أنّه ذو ثقافة كبيرة واطلاع واسع على الآداب العربية وغير العربية المختلفة، كما أنّه يمتلك موهبة الشعر منذ صغره، وقد سعى لتنميتها بخوض التجارب الشخصية، مما ساعد على صقل شخصيته الأدبية وتدوين اسمه في تاريخ الشعر العربي.[١]


شرح قصيدة روائع الآثار

يتغنّى الشاعر خليل مطران في قصيدته "روائع الآثار" بجمال آثار مدينة بعلبك اللبنانية وحضارتها مصورًا الفن والإبداع في بنائها، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لها:


شرح المقطع الأول


همّ فجر الحياة بالإدبار فإذا مرّ فهي في الآثار إيه آثار بعلبك سلام بَعدَ طول النوى وبُعدِ المزار ذكريني طفولتي وأعيدي رسم عهد عن أعيني متواري خرب حارت البريّة فيها فتنة السامعين والنظار



يستهل الشاعر قصيدته بإلقاء التحية والسلام على آثار بعلبك بعد طول غياب وطول فراق، ويُشير إلى أنها ما زالت شاهدة على الحضارات القديمة وتُخلّدها على مرّ الزمان، ثم يُشي إلى أنّه عند رؤية تلك الآثار تعود إلى ذاكرته ذكريات طفولته والأوقات الجميلة التي كان يقضيها فيها وقد مرّ عليها وقت طويل وغابت عن حياته، فهذه الآثار التي يرى البعض أنّها مكان خَرِب إلا أنها مصدر إعجاب وحيرة لكل من يراها أو يسمع عنها، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • همّ: عَزَم.
  • الإدبار: الرحيل.
  • النوى: البُعد.
  • المزار: الزيارة.
  • متواري: مُختفي.


شرح المقطع الثاني


معجزات من البناء كبار لأناس ملء الزمان كبار زادها الشيب حرمة وجلالًا توّجتها به يد الأعصار مثّل القوم كل شيء عجيب فيه تمثيل حكمة واقتدار صنعوا من جماده ثمرًا يُجنى ولكن بالعقل والأبصار



في هذا المقطع يصف الشاعر آثار بعلبك بالعديد من الأوصاف الجميلة؛ فهي معجزة من معجزات الزمان تدل على الإبداع والعظمة عند من بناها، وقِدَم عهدها زادها هيبة ووقارًا واحترامًا، فقد ألبستها السنوات التي خلت ثوب العظمة والإكبار، وأبدع بنّاؤوها فيها أروع المنحوتات التي تدل على رجاحة هقلهم وقدرتهم الكبيرة في هذا الفن، حتى أصبحت تلك الآثار من شدة جمالها والدقة في نحتها ثمارًا تقطفها العيون والعقول، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • الشيب: كناية عن قِدَم عهدها.
  • حرمة: هيبة.
  • الأعصار: مفردها عصر، وهي حقبة من الزمن.
  • مثل: رسم وجسّد.
  • يُجنى: يُقطَف.


شرح المقطع الثالث


وضروبًا من كل زهر أنيق لم تفتها نضارة الأزهار وشموسًا مضيئة وشعاعًا باهرات لكنها من حجار وأسودًا يخشى التحفز منها ويروع السكوت كالتزآر تلك آياتهم وما برحت في كل أن روائع الأنظار



يستكمل الشاعر في هذا المقطع حديثه عمّن بنوا تلك الآثار فنحتوا من حجارتها أنواعًا مختلفة من الأزهار التي لا تقل جمالًا وإشراقًا عن الأزهار والورود الحقيقية، كما أبدعوا في نحت صور برّاقة ورائعة للشمس تُدهش من يراها بالرغم من أنها مصنوعة من الحجارة، بالإضافة إلى أنهم صنعوا تماثيل أسود يبدو للناظر إليها وكأنها تتهيأ للوثوب ويخاف من صوت زئيرها بالرغم من أنها صامتة، لذا فإن آثار بعلبك بمعجزاتها ستظل دائمًا شاهدة على إبداع صانعيها لتسرّ الناظرين وتجذب إليها الزوار من كل مكان، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • ضروب: أنواع.
  • لم تفتها: لا ينقصها.
  • نضارة: إشراق.
  • باهرات: رائعات.
  • التحفز: الاستعداد للوثوب.
  • يروّع: يُخيف.
  • التزآر: صوت الزئير.
  • ما برحت: ما زالت.
  • آن: وقت وحين.


السمات الفنية في قصيدة روائع الآثار

اتسمت قصيدة روائع الآثار للشاعر خليل مطران بعدد من السمات والخصائص الفنية، منها ما يأتي:

  • استخدام الأفعال الماضية بكثرة في القصيدة، وذلك يُشير إلى تعلّق الشاعر بالماضي وحبّه له.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية في القصيدة.
  • إعطاء الآثار التي يتغنى بها الشاعر صفات فريدة من خلال صور فنية إبداعية.
  • الدقة في الوصف والصدق في التعبير عن العاطفة.


ولقراءة شرح المزيد من قصائد الشاعر خليل مطران: قصيدة ركوب الخيل، قصيدة المساء.

المراجع

  1. خديجة دراجي، شهرزاد ديريجي، عند خليل مطران قصيدة المساء أنموذجا.pdf التجديد عند خليل مطران، صفحة 14. بتصرّف.