قصيدة يوم الكرامة

تعود قصيدة يوم الكرامة إلى الشاعر العراقي نعمان ماهر الكنعاني، الذي وُلد في مدينة "سامراء" في العراق عام 1919م، ودرس في الكلية العسكرية العراقية وتخرج منها عام 1939م، وشغل بعد ذلك عدة مناصب عسكرية ومدنيّة، كما كان رئيسًا لاتحاد المؤلفين والكُتّاب في العراق، ونائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكُتاب، ويُذكر أنّ لنعمان الكنعاني العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية.[١]


الأفكار الرئيسية في قصيدة يوم الكرامة

قامت قصيدة يوم الكرامة على عدد من الأفكار الرئيسية، وهي كما يأتي:[٢]

  • الفخر بمعركة الكرامة والاعتزاز برجالها.
  • وصف الأفعال التي ارتكبها العدو في هذه المعركة.
  • وصف شجاعة رجال الجيش الأردني والدعاء لهم بالبركة.


تحليل قصيدة يوم الكرامة

استهلّ الشاعر قصيدته بافتخاره بيوم الكرامة الذي به أُعيد الحقّ بعد الضعف والظلم، وسَلِمَت الديار وما حولها لأهلها وأصحابها، فقد كنّا ضائعين متفرّقين حتى وقعت هذه المعركة التي أعادت لنا كرامتنا وعزّتنا وكان النصر يلمع كالبرق، ثم يسخر الشاعر من العدو الذي كان يتحسس جراحه متحيرًا، فلا يُمكن لهذه الجراح أن تُضمد بعد أن تعمّقت وتفجّرت دمًا.[٢]


ويرى الشاعر أنّ الأعداء خدعوا الناس بتقمّصهم ثوب القوة وتقنّعهم بنشوة النصر وصوّرهم في ذلك بالمُهرّج، لكنّ الشجعان أبطال الجيش الأردني لم ينخدعوا بهذا النصر، وقد مشى هذا العدو يُضلله بريق كذبه وادّعائه الفرح والنصر، إلا أنّ لمعان غرورهم مكشوف وظاهر، وصوّر الشاعر تفاخرهم بلمعان الذهب.[٢]


يُشير الشاعر إلى أنّ الأعداء ظنوا أن النصر يكون بنهب البيوت وسرقتها وتضييق العيش على كبار السنّ والعاجزين، أو بقتل الأطفال بالقرب من أمهاتهم، أو بطعن المُتعبين من الرماح التي توالت عليهم، ثم يُشير إلى أنّ هؤلاء الأعداء دائمًا ما يتلاومون فيما بينهم ويتبادلون الاتهامات على ضعفهم وعجزهم في يوم الكرامة الذي رفض شجعان الأردن أن يضعفوا فيه.[٢]


ثم يوجه الشاعر خطابه للباقين من المؤمنين -كناية عن كثرة الشهداء- ويطلب منهم الحفاظ على هذا المجد الذي صنعه أبطال الأردن، فإنّ دم الشهداء كاللهب الذي يبثّ الحمية في النفوس، فجاء للأردن من العراق إمداد ومساعدة، ويختتم الشاعر قصيدته بالدعاء لأن يبارك الله بالأردن أرضًا وشعبًا، والتي هي رمز للنضال، ويتساءل على لسان الأردن أرضًا وشعبًا عن التسابيح والعبادات في المسجد الأقصى -الذي فيه ميعاد الله عزّ وجلّ والرجوع- والتي غابت بسبب المحتل، كما أنّ البيت الحرام تحسّر على ما حلّ بالقدس وما حلّ بكنيسة القيامة، وفيما يأتي نص القصيدة:[٢]


بك والإباءَ من الهوانِ يُعادُ حقّ وتسلم أربعٌ وبلادُ كان الضياعُ يلفنا حتى إذا أبليتِ أومضَ بارقٌ يرتادُ وتلمس المتحيرون جراحهم هل للجراح وقد نغرنَ ضِمادُ كيد تقمص ثوبَ عزمٍ وانتشى بالنصرِ ما خُدعت به الأنجادُ ومشى يُضلُّ به بريقُ سرابه للغدر مزهواً به الإيعادُ حسبوا جمالَ النصر نهب منازلٍ أو خنق شيخٍ كدَّهُ إجهادُ أو قتل طفلٍ يستجيرُ بأمّه أو طعنَ مُضنىً بالحرابِ يُعادُ وتلاوموا حنقاً على يومٍ به أبتِ الرجولةُ أن يهونَ جِلادُ إيهٍ بقية مؤمنينَ بمجدهم بذلت له تسألُ الأمجادُ فإذا الدّمُ المطلولُ في أردنّهِ لهبٌ له من دجلةٍ إمدادُ بوركتِ يا أرضَ الفداءِ وبوركت لكِ نخوةٌ هي للنضالِ عمادُ يتساءلان عن التسابيحِ التي فيها لأبوابِ السماءِ مَعادُ فلزفرة البيتِ العتيقِ تفجّعٌ و"لبيتِ لحمَ" كآبةٌ وحدادُ



ولقراءة تحليل المزيد من القصائد الجميلة: قصيدة في ذكرى معركة الكرامة، قصيدة بعد الفراق.

المراجع

  1. "نعمان ماهر الكنعاني"، المعجم. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج "شرح قصيدة يوم الكرامة"، التعليم في الأردن. بتصرّف.