قصيدة هذا هو الأردن
تعد قصيدة "هذا هو الأردن" إحدى القصائد التي نظمها الشاعر حيدر محمود، الذي وُلِدَ عام 1938م في إحدى قُرى مدينة حيفا في فلسطين تُعرَف باسم "طيرة الكرمل"، وعاش فيها حتى خرج مع من خرجوا من الفلسطينيين عام 1948م بعد الاجتياح الإسرائيلي، فانتقل مع عائلته إلى الأردن وأكمل تعليمه فيها، وقد بدأت تظهر في هذه المرحلة موهبته الشعرية ومحاولاته في كتابة الشعر، فصقلها بالمطالعة وقراءة الشعر العربي من البدايات، حتى بات من الشعراء العرب المشهورين.[١]
تحليل قصيدة هذا هو الأردن
تم تقسيم قصيدة "هذا هو الأردن" للشاعر حيدر محمود إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرحها وتحليلها:[٢]
شرح المقطع الأول
يتمثل هذا المقطع بالبيتين الأول والثاني، وقد افتتح الشاعر قصيدته بوصف الأردنّ أرضًا وشعبًا، فيقول إنها بلاد المكانة المرتفعة والهمة العالية، وقد بُنيت على أيدي رجالها الأوفياء والطيبين؛ فهم فرسان متأهبون على خيولهم وجِمالهم متوحّدين في ساحة القتال، وقد شببهم في ذلك بالجسد الواحد، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
شرح المقطع الثاني
يمتد هذا المقطع من البيت الثالث إلى البيت السابع، يصف فيه الشاعر الأردن بأنها صحراء أوراق نخيلها منيعة وقوية لا يمكن لأي مُعتدٍ الاقتراب منها؛ فقد شبهها بالسيوف التي تمنع العدو من الاعتداء عليها، كما أنّ هذه الأرض بالرغم من أنها قليلة الموارد إلا أن نبات الشيح الصحراوي الذي ينبت فيها أفضل من الدنيا بالنسبة لأبنائها.
بعد ذلك يصف الشاعر الأردن بأنها أرض الفروسية والبطولة، وقد صور البطولة بالفتاة التي تكتحل وكُحلها كان من غبار المعارك، ويؤكد على أنّ أصل الحياة يعود إلى البداوة بواحاتها الجميلة وشمسها الحارة التي تعدّ منبع الخير والنعمة، وما يزيدها جمالًا بروز هلالها في الليل، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
شرح المقطع الثالث
يمتد هذا المقطع من البيت الثامن إلى البيت العاشر، يتحدث فيه الشاعر عن أهمية اللغة العربية الفصحى في البادية قديمًا وقد عزّت وتباركت بنزول القرآن الكريم، وصور الأردن بالخيمة التي يجتمع فيها الرجال الفصحاء الأقوياء، كما يُشير إلى أنّ الصحراء مقترنة بالعشاق منذ القِدَم، وقد صور شمسها بالشيء الذي يجمع الأحبة وما زال نورها إلى الآن، ويؤكد بعد ذلك على أهمية الصحراء بأنها أرض الفرسان وساحة الشهامة والشجاعة التي تتفاخر بها الرمال أيضًا، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
شرح المقطع الرابع
يمتد هذا المقطع من البيت الحادي عشر إلى البيت الثالث عشر، يصف فيه الشاعر أبناء الأردن بأنهم نشامى وروحهم طيبة رقيقة، لكنهم في ساحات القِتال والمعارك يستبسلون ولا تبدو عليهم هذه الرقّة، كما أنهم قوم يترفعون عن صغائر الأمور ويسندون أنفسهم على سيوفهم كناية عن استعدادهم الدائم للقتال، فهم رجال تُدلّل عليهم أفعالهم قبل أقوالهم.
بعد ذلك يقول الشاعر إنّ أبناء الأردن إن لم يزين رجالهم الشجعان عروبتهم ضاعت الأمة، وقد صورهم بـ "العِقال" الذي يُزين رؤوس الرجال، ومن أبيات القصيدة التي تمثل ذلك ما يأتي:
شرح المقطع الخامس
يتمثل هذا المقطع الأخير بالبيتين الرابع عشر والخامس عشر، ويُشير فيه الشاعر إلى دور الشعراء في تمجيد الأمة وأبطالها وتخليد ذكراهم؛ فقد شبّه الشعر بفَرَس يمتطيه فارس -وهو الشاعر- يسير متباهيًا بحبّ الأردنيين، ويؤكّد في النهاية على أنّ الشّعر إن لم يكن نصيرًا للحق ومُسخرًا للدفاع عن المُعتدى عليهم تفقد الحياة جمالها، ويتمثل ذلك في القصيدة بما يأتي:
الأفكار الرئيسية في قصيدة هذا هو الأردن
قامت قصيدة هذا هو الأردن على عدد من الأفكار الرئيسية، منها ما يأتي ذكره:[٢]
- الفخر برجال الأردن الأقوياء والأوفياء.
- إبراز قوة البادية الأردنية وجمالها.
- أهمية اللغة العربية الفصحى في البادية.
- ذكر صفات أبناء الأردن النشامى.
- إبراز دور الشعر في الدفاع عن الحق.
ولقراءة شرح وتحليل المزيد من القصائد التي كان فيها حديث عن الأردن: قصيدة أردن أرض العزم.
المراجع
- ↑ محمود فهمي، حيدر محمود حياته وشعره، صفحة 16. بتصرّف.
- ^ أ ب "شرح قصيدة هذا هو الأردن"، التعليم في الأردن. بتصرّف.