قصيدةُ أُردنُّ أرضَ العَزمِ
تَعودُ قصيدة أُردنّ أرض العزم للشّاعر اللّبنانيّ سعيد عقل، وَهوَ واحد من أبرز الشّعراء العرب المُعاصرين، كما أنَّهُ واحِدٌ من أكبر دعاة القوميّة اللبنانيّة، كانَ يعمَلُ في التّعليمِ والصّحافة [١].يُعتبرُ سعيد علامةً مُميّزةً في شعر اللّغة العربيّة المُعاصرة، فَكانت لغته تسودُ فيها الفروسيّة، والنّبل، والجانب الإيجابيّ من القيم، حيثُ كانت قصائده تتمحور حول السّيف والبرق، والخيل والشّهامة، إضافةً إلى أنَّهُ يُعتَبرُ شاعِرًا مُغامرًا، فاستخدم الكلمات العاميّة والحروف اللّاتينيّة في بعضِ قصائده، إضافةً إلى اللغة العربيّة الفصيحة.[٢]
مُناسبة قصيدة أردن أرض العزم
طَلبت فتاة أُردنيّة من الشّاعر سعيد عقل أن يكتُبَ فيها الشّعر، فسأل الشّاعر هذه الفتاة عن أصلِها ليعرفها، ويكتب الشِّعر فيها وينظمه، فكانَ قد كتبه وعبّر فيه عن شجاعةِ هذه الفتاة، كَما أنَّهُ تحدّثََ عن قوّة الأردنّ، وقوّة دينِه، ومذهبه، إضافةً إلى ذلك فإنَّهُ عبّر عن حنينه إلى الأُردنّ وهو في بلده لبنان.[٣]
تَحليل القصيدة
يستهلُّ الشّاعر سعيد قصيدة "أردن أرض العزم" بقوله:[٣][٤]
يُشيد الشّاعر بالأردنّ الّتي وصفها بأنّها أرض القوّة، والثّبات، والشّدة، سيوفها مشرّعة في وجه الأعداء لا تخطئ في هدفها.
الأردنّ بلد صغير من حيث المساحة، لكنّها ردّت القوّة، والكرامة إلى الشّرف؛ لقوّتها، وبأس أهلها.
إنّ البطولة منهج، ودين في الأردنّ، بينما هي مطلب صعب على بقيّة البلدان.
أقبلت على الشّاعر فتاة أردنيّة سمراء غير اللوم لون وجهها، وذابت خجلًا، فسألها عن أصلها ونسبها، فقالت: أنا أنتسب إلى القدامى الّذين رفضوا الهوان والذّلّ، وسيوفهم بقيت في وجه الأعداء.
يشيد الشّاعر بشجاعة المرأة الأردنيّة المقاتلة، التي لا تترك السّلاح أبدًا، وتدافع عن وطنها الأردنّ.
اختلطت في قلب الشاعر مشاعر الحبّ للأردنّ، وبلده لبنان بما عُرفا من الصّمود، والعراقة، وحسن الشّيم والأخلاق.
التّراكيب والدّلالات والرّموز في القصيدة
تضمن القصيدة دلالاتٍ ورموزٍ وتراكيب منها ما يأتي:[٥]
- أرض العزم: إرادة أهله قويّة العزم والإرادة.
- شوكة: ترمز إلى قوّة الجيش الأردنيّ.
- الطّيور: الشّعوب الضّعيفة.
- اللّيل: الحرب والأعداء.
- الخبا: الاختباء، وعدم المواجهة.
- الظبا: حدّ السّيف.
- ما نبا: لم يكل، ولم يمل.
- ردّت: أعادت.
- مذهب: طريقة، ومعتقد.
- مشتهى: رغبة.
- لوّحها: غيّر لون وجهها.
- لم تُغمد: لم توضع السّيوف في أغمادها؛ أي في بيت السّيف.
- طابت مضربا: طابت مسكنا.
- أرز: جبل في لبنان، ورمز علمه.
الصّور الفنيّة في القصيدة
برع سعيد عقل في صياغة الصّور الفنيّة في شعره؛ إذ تنوّعت هذه الصّور في قصيدة أردن أرض العزم، ومن هذه الصّور الفنيّة:
- قول الشّاعر[٤]: أردنُّ أرضَ العزمِ أغنية الظُّبا نبت السّيوفُُ وحدُّ سيفك ما نَبا
شبّه الشّاعر الأردن في هذا البيت بالأغنية الجّميلة الّتي تغنّيها السّيوف.
- قول الشّاعر[٤]: في حجمِ بعضِ الوردِ إلّا أنّهَُ لكَ شوكة ردّت إلى الشَّرقِ الصِّبا
شبّه الشّاعر الأردن بالورود الصّغيرة الّتي لها أشواك قويّة، وحادّة في وجوه الأعداء.
- قول الشّاعر[٤]: فرضتْ على الدنيا البطولةَ مشتهًى وعليك دينًا لا يخانُ ومذْهَبَا
شبّه الشّاعر البطولة بالدّين، والمذهب الّذي لا يمكن أن يُخان، أو يزول.
شبّه الشّاعر الشّعوب كالطّيور الّتي تختبئ.
السّمات الأسلوبيّة للشاعر سعيد عقل
يتميّز سعيد عقل في شعره بلغته المميّزة، حيث أنّه يستخدم لغة الزّمن الّذي تسود فيه الفروسيّة، والنّبل، والجانب الإيجابيّ من القيم الإقطاعيّة؛ إذْ تعتمد قصائده كائنات تتنوع بين السّيف والبرق، والخيل والشّهامة، كما تميّزت لغته الشّعريّة بأنّها قائمة على تكبير الكلام، كما عرف بعد الدّخول في شعره إلى تفاصيل الأشياء، ووقائعها الصّغيرة. واعتمد على تجديد اللغة بإدخال الكلمة العامّيّة المحكيّة، والحرف اللّاتينيّ في بعض قصائده، بالإضافة إلى الفصحى. وتميّز سعيد عقل بكونه شاعر جماليّ، فوصفت قصيدته بأنّها مرمرٌ مصقول، تبرق فيها الجماليّة اللّبنانيّة.[٦]
وللاطلاع على تحضير المزيد من القصائد: قصيدة وحق الهاشميين أوجب، قصيدة أناديكم.
المراجع
- ↑ سمير عيتاني ، جدليّة الوطن والانتماء وأثرها في المجتمع بين سعيد عقل وأحمد مطر، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ مؤسسة الفكر اللبناني في جامعة سيدة اللويزة، Tributes to him.pdf نماذج من كتابات حول سعيد عقل، صفحة 2. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ لبنى السوالقة، شرح قصيدة أردن أرض العزم، صفحة 3. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ديوان الشاعر سعيد عقل
- ↑ لبنى السوالقة، شرح قصيدة أردن أرض العزم، صفحة 1-3. بتصرّف.
- ^ أ ب زوق مصبح ، Tributes to him.pdf مؤسّسة الفكر اللبنانيّ في جامعة سيّدة اللويزة، صفحة 2. بتصرّف.