قصيدة المذياع
تعود قصيدة المذياع للشاعر محمود غُنَيم الذي ولد في مصر عام 1901م، ودرسَ في طنطا، ثمَّ التحق بدار العلوم وتخرّج عام 1929م، وعمل مدرسًا في الإسكندرية، استهواه شعر المتنبي من القدماء، وشوقي، وعلي محمود طه من الجدد، كما تأثر بأبي ماضي من شعراء المهجر، وكان صديقًا للعقّاد، وقيل عنه إنّه خليفة حافظ إبراهيم، وفاز بعدد من الجوائز لجودة شعره، ومن مؤلفاته:(المروءة المقنعة)، و(ديوان صرخة في واد) الذي نال جائزة عام 1947م، و(ديوان ظلال الثورة) الذي نال جائزة عام 1962م، وعدد من المسرحيّات الشّعرية، توفي سنة 1972م[١].
مناسبة قصيدة المذياع
يعتبر المذياع من أهم الوسائل الصّوتية المسموعة، الذي كان له الصدراة بين وسائل الإعلام قبل انتشار التلفاز، ولا يزال إحدى الوسائل الهامة، وواسعة الانتشار، وقد كتب الشاعر هذه القصيدة العمودية الوصفية في العصر الذهبي لاختراع المذياع.
الفكرة العامّة لقصيدة المذياع
وصف المذياع ومكوناته ومميزاته.
الأفكار الرّئيسية في قصيدة المذياع
- دهشة الشاعر، واستغرابه من اختراع المذياع.
- وصف جهاز المذياع في غرفة الشاعر.
- تعداد الشاعر لمزايا المذياع المتعددة.
شرح أبيات قصيدة المذياع
يتعجب الشاعر من صوت المذياع فهو كالمنشدُ، والشادي يترنم ويغني أجمل الألحان، والشاعر يشبه المذياع بالمنشد والمغني الذي ينشد ألحانه دون عودٍ أو وتر، ثمّ يستغرب الشاعر من سماعه للمذياع الذي صُنع من خشب فيصور المذياع وكأن له لسانًا من خشب ينطق به مندهشًا كيف يخرج الصوت من صندوقٍ خشبي، وهل سينطق الحجر بعد اختراع هذا الصندوق الخشبي المتحدث، فلو كان هذا الابتكار العجيب المدهش من صنع الجن سيقول الشاعر الجن أنطقه وجعله يتكلم ويصدر تلك الأصوات، أو سحرًا في هذا الصندوق الخشبي فكذلك فعل الصندوق سحره كما يفعل يسحر السحر في الناس، وكذلك الخطيب المتحدث في ذلك المذياع، فيقول كلامه كما يشاء دون جبنٍ أو خوف، فلا يوجد إنسان يقطع كلامه، ولا يهمه الناس من حوله، ولو كثروا، وليس يعنيه ضجيج، أو مقاطعة، ولا حتى صوت مزعج أو حتى سخرية من النّاس.
فيقول الشاعر واصفًا ذلك:[٢]
ثم يخبرنا الشاعر عن تلك الآلة المدهشة التي جعلت من الغرفة الصغيرة الضيقة فضاءً وأفقًا واسعًا يرتد فيه البصر لما يسمع من خلالها من أخبار العالم من حوله، فكأنما صارت الكرة الأرضية، والعالم أجمع محصورًا داخل غرفته الصغيرة وكذلك كل الناس في داخل تلك الغرفة انحبسوا وانحصروا، وتُطوى الفيافي وهي الصحراء الواسعة وهنا يشبه الصحراء الواسعة الجاثمة كأنها شيء مطوي داخل غرفته، فتبدو ماثلةً أمامه كأنها الشمس تسري وتمشي أو القمر، وكان الشاعر يقصد بيوت اللهو السّمر متنقلًا لكن بوجود المذياع أصبح حوله مئات من السّمار يحضرون إليه ويجالسونه في غرفته، وأصبح يتحكم في الأصوات ويختار منها ما يشاء، ويترك ما يشاء من خلال التحكم باللوحة الخاصة بالصوت.
ويصف الشاعر لوحة الأرقام الموجدة على المذياع وكل رقم من هذه الأرقام يحتوي على قناةٍ أو موجة طربية بما تخفي فيها من طروبٍ وألحانٍ، وموسيقى، ويصف آلة المذياع بأنها عوراء لها عين واحدة يتحكم بها صاحبها حيثما يشاء، فهو يشبه آلة المذياع بالعوراء التي لا تخرج الأصوات من فمها حتى يدار مفتاحها... وهي صماء وفي ذلك تشخيص، وأنسنة لآلة المذياع فهي عوراء، وصماء، وبكماء، ولها عين، ولها فم يخرج الأصوات والأخبار والألحان والثرثرة، ويستغرب الشاعر من اختراع الغرب لهذه الآلة، وغيرها من الابتكارات الحديثة كل يومٍ، والعرب يسمعون ويشاهدون ويمدحون هذه الابتكارات والاختراعات، ويشبهها الشاعر بالمعجزات لدهشتها وغرابتها. فيقول الشاعر:[٢]
ولقراءة شرح وتحليل المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة ليل وصباح، قصيدة غضب الحبيب.
المراجع
- ↑ إميل يعقوب (2004)، معجم الشعراء منذ عصر النهضة المجلد الثالث (الطبعة 3)، بيروت:صادر، صفحة 1222، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب محفوظ كحوال و محمد بومشاط (2017)، اللغة العربية السنة الأولى متوسط الجمهورية الجزائرية (الطبعة 2)، الجزائر:وزارة التربية الوطنية، صفحة 94.