قصيدة التوءمان

تعود قصيدة التوءمان إلى الشاعر شفيق الكمالي، وهو شاعر عربيّ من أصول عراقية، لكنّه وُلد في مدينة يُطلق عليها "البوكمال" في سوريا عام 1929م، وبعد عدة سنوات انتقل إلى بغداد حيث أكمل دراسته فيها، ويُذكر أنه حاصل على الماجستير في الآداب، وعُيّن رئيسًا لاتحاد الأدباء العرب في العراق، كما أسس دار "آفاق عربية"، وتجدر الإشارة إلى أنّ له مجموعة من الدواوين الشعرية.


شرح قصيدة التوءمان

يعبّر الشاعر شفيق الكمالي في قصيدته هذه "التوءمان" عن العلاقة القوية ما بين بغداد والشام، متغنيًا بالوحدة بين هذين البلدين ومعبرًا عن مشاعر القومية التي تأججت في نفسه، وقد تم تقسيم القصيدة إلى مقطعين فيما يأتي شرح موجز لهما:


شرح المقطع الأول


هذا العراق وهذي الشام ما عرفت ذؤابة المجد عزمًا كالذي عَزَمَا ولا تلاحم كفّا ماردٍ غضبٍ لجرحه حول سيف مثلما التحما بغداد مُذ شادها المنصور ما رفعت لغير أمتها فوق الثرى علما والشام منها ابتدأنا أمة عرفت سيفًا يصون، وفكرًا مثله جذما لله عزكما، لله عزمكما لله وحده مسرى أمتي بكما



يستهل الشاعر قصيدته بالإشارة إلى افتخاره واعتزازه بكل من بغداد والشام، إذ إنهما تتصفان بالعزيمة والإصرار لبلوغ المجد والأعالي، كما أنّ الاتحاد والتعاون بين أبنائهما كان ناجعًا في التصدي للعدوان وكل من يُريد أن يُعيث فيهما فسادًا، كما تحدث الشاعر عن أصالة هذين البلدين؛ فبغداد منذ أن بناها المنصور لم تُرفَع فوق أرضها راية إلا الرايات العربية، أما دمشق فمنذ نشأتها كانت نقطة انطلاق لفتوحات التحرير كما كانت منارة العلم للجميع، لذا يدعو الشاعر أن يحمي الله بغداد والشام ويُديم عزهما؛ فهما رُكنا الأمة العربية وسبيل وحدتها، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • ذؤابة: الأعلى من كل شيء.
  • العزم: القوة والثبات.
  • التحم: اتحد واندمج.
  • شادها: بناها.
  • الثرى: التراب.
  • جذما: قَطَع.


شرح المقطع الثاني


والكبرياء بغير الشام ما غُرِست والشِّعر إلا لوجه الشام ما نُظما أستغفر الله، في بغداد دوحته يا توءمان شموخ العزة اقتسما يا جلق المجد لو وفّى الكلام هوى إذًا جعلتُ وريدي خافقًا كَلِما عجيبة أنت، بدء الدهر مولدها ولم تزل غضّة، والدهر قد هرما



يُشير الشاعر في هذا المقطع إلى أنّ الكبياء والعز لا يليق إلا بالشام وأهلها، وفيهم تُكتَب الأشعار التي تُسطّر مجدهم وبطولاتهم عبر التاريخ، أما بغداد فيُشير الشاعر -مستغفرًا الله تعالى- إلى أنها الجنّة التي اختارها الله، فكان هذان البلدان كالتوأم اقتسما العزّة والشموخ وكل ما هو جميل، وقد أصبح لسان الشاعر عاجزًا عن التعبير عما في قلبه من مشاعر فخر واعتزاز بهما وقد جعل دماء أوردته حبرًا يكتب به الأشعار لهما، ثم يؤكد الشاعر في نهاية القصيدة على أنّ الشام -أو دمشق- تعدّ معجزة عجيبة؛ فهي موجودة منذ القدم لكنها ما زالت تتمتع بروح الشباب والبهاء، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

  • الكبرياء: العزّة والعظمة.
  • دوحته: جنّته.
  • جلق: دمشق.
  • كَلِم: مفردها كلمة.
  • غضّة: شابّة.


إعراب قصيدة التوءمان

فيما يأتي إعراب الأبيات الأربعة الأولى من قصيدة التوءمان:


إعراب البيت الأول


هذا العراق وهذي الشام ما عرفت ذؤابة المجد عزمًا كالذي عَزَمَا

  • هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
  • العراق: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • و: حرف عطف.
  • هذي: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم معطوف.
  • الشام: بدل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • ما: نافية.
  • عرفت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
  • ذؤابة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف.
  • المجد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • عزمًا: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر.
  • كالذي: جار ومجرور.
  • عزما: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.


إعراب البيت الثاني


ولا تلاحم كفّا ماردٍ غضبٍ لجرحه حول سيف مثلما التحما

  • لا: حرف نفي.
  • تلاحم: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر.
  • كفا: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف.
  • مارد: مضاف إليه مجرور بالكسر الظاهر.
  • غضب: نعت مجرور بالكسر الظاهر.
  • لجرحه: جار ومجرور، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
  • حول: ظرف مكان منصوب بالفتح الظاهر.
  • سيف: مضاف إليه مجرور بالكسر الظاهر.
  • مثل: حال منصوب بالفتح الظاهر.
  • ما: مصدرية.
  • التحما: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

إعراب البيت الثالث


بغداد مُذ شادها المنصور ما رفعت لغير أمتها فوق الثرى علما

  • بغداد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • مذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب.
  • شادها: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
  • المنصور: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • ما: نافية.
  • رفعت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
  • لغير: جار ومجرور.
  • أمتها: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • فوق: ظرف مكان.
  • الثرى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة.
  • علما: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر.


إعراب البيت الرابع


والشام منها ابتدأنا أمة عرفت سيفًا يصون، وفكرًا مثله جذما

  • و: استئنافية.
  • الشام: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
  • منها: جار ومجرور.
  • ابتدأنا: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصال بنا الفاعل، والنا ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
  • أمة: حال منصوب بالفتح الظاهر.
  • عرفت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
  • سيفًا: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر.
  • يصون: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • و: حرف عطف.
  • فكرًا: اسم معطوف منصوب بالفتح الظاهر.
  • مثله: حال منصوب بالفتح الظاهر، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • جذما: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والألف للإطلاق، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.



ولقراءة شرح المزيد من القصائد المدرسية: قصيدة يا طائر البان، قصيدة مروءة وسخاء.