ابن الدمينة الأكلبي

ابن الدمينة الأكلبي واسمه عبيد الله بن عبد الله أحد بني عامر بن تيم الله بن بشر بن أكلب، وهو ينحدر من قبيلة خثعم، والدمينة هي أمه، يعرف بأنّه شاعر من شعراء العصر الأموي، وقد اشتهر في هذا العصر بالغزل العذري إلى جانب مجموعة من كبار الشعراء الذين اشتهروا بهذا الفن، كما حظي ابن الدمينة بمكانة رفيعة عند أهل الأدب وعند معاصريه.[١][٢]


شعر ابن الدمينة الأكلبي

لم تحدد المصادر والمراجع تاريخًا دقيقًا لمولد ابن الدمينة الأكلبي، وكذلك لم تتوفر معلومات عن نشأته وظروف معيشته، لكن ما وصل من أخباره أنّه عاش في العصر الأموي وذاع صيته فيه، وقد اصطبغ شعره بالصبغة العامة التي اشتهر بها هذا العصر، مع الإشارة إلى أنّه اقتصر على القول في الغزل والنسيب فلم ينظم في غيرهما من أغراض الشعر؛ فقد كانت له محبوبة تُدعى أميمة عبّر لها من خلال شعره عن غرامه بها شاكيًا من لوعة الحبّ وألمه، واستطاع أن يتزوجها وازداد حبّه لها بعد ذلك.[٢]


ومن الجدير بالذكر أنّ شعر ابن الدمينة الأكلبي امتاز بخلوّه من الألفاظ البذيئة والمُنافية للآداب، فقد غلّفه بالعفة والطهارة والأخلاق الحسنة التي كان يتخلّق بها، كما شحن قصائده بصدق عاطفته ومشاعره للمحبوبة، فكان لها وقع في النفوس وحلاوة يتذوّقها المتلقّي.[٣]


نموذج من شعر ابن الدمينة الأكلبي

فيما يأتي بعض الأبيات من قصيدة ابن الدمينة الأكلبي المطوّلة في حبّ أميمة، والتي تقع في حدود (120) بيتًا، وهي تحمل عنوان أنين المحبّ:[٤]


أَمِنكِ أُمِيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى وَهَيفٌ بِجَولاَنِ التُّرَابِ لَعُوبُ بَسَابِسُ لَم يُصبِح وَلَم يُمسِ ثاوِياً بِها بَعدَ جِدِّ البَينِ مِنكِ عَرِيبُ سِوَى عَازفاتٍ يَنتَحِبنَ معَ الصَّدَى كَما رَجَّعَت جُوفٌ لهُنَّ ثُقُوبُ ظَلِلتُ بها أُذرِى الدُّمُوعَ كَما صَرَى بِغَر بَينِ مِن خَرزِ العَراقِ شَعِيبُ دِيارُ التي هاجَرتُ عَصراً ولِلهَوَى بلُبِّى إِلَيها قائدٌ ومُهِيبُ أَذُودُ ارتداعُ الوُدِّ لا خَشيةَ الرّدَى صَدَى هامتي عَمّا إِلَيهِ تَلُوبُ لِيَغلِبَ حُبِّها عَزائى وَإِنَّنِي لصبري إِذا غالَبتُهُ لَغَلُوبُ وَتَسلَمَ مِن قَولِ الوُشاةِ وإِنَّنِي لَهُم حِينَ يَغتَابُونَها لَذَبُوبُ أُمَيمَ لِقَلبِي مِن هَوَاكِ ضَمانَةٌ وَأَنتِ لَها لَو تَعلَمِينَ طَبيبُ أُمَيمَ لَقَد عَنَّيتِني وَأَرَيتِنِي بَدَائعَ أَخلاَقٍ لهُنَّ ضُرُوبُ فَارتَاحُ أَحياناً وَحِيناً كأَنَّمَا عَلَى كَبِدِي ماضِي الشَّباةِ ذَرِيبُ فَقُلتُ خَيَالٌ مِن أُمَيمَةَ هَاجَني وَذُو الشَّوقِ للطَّيفِ المُلِمِّ طَرُوبُ فَقالُوا تَجَلَّد إِنَّ ذَاكَ عَرَامَةٌ وَمَا فِى البُكا لِلوَاجِدينَ نَصِيبُ وَمَا مَاءُ مُزنٍ فى حُجَيلاَءَ دُونَها مَنَاكِبُ مِن ثُمِّ الذُّرَا وَلُهُوبُ صَفَا فِى ظِلاَلٍ بَارِد وَتَطَلَّعَت بِهِ فُرُطٌ يَقتَادُهُنَّ جَنُوبُ مُعَسكَرُ دَلاّحٍ مَرَت وَدَقَاتِهِ صَباً بَعدَ مَا هَبَّت لَهُنَّ جَنُوبُ بِأَطيبَ مِن فِيها مَذَاقاً وإِنَّي بِشَيمِي إذا أَبصَرتُهُ لَطَبِيبُ


وفاة ابن الدمينة الأكلبي

يُذكَر أنّ ابن الدمينة الأكلبي توفي غدرًا على يد شخص من بني سلول بتهمة قتله لرجل منهم، ولم يُذكر العام الذي توفي فيه.[٢]



وللتعرف إلى المزيد من المعلومات عن شعراء الغزل من العصر الأموي: قيس بن الملوح، جميل بثينة.


المراجع

  1. ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج2، صفحة 721. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محيي الدين رضا، ديوان ابن الدمينة، صفحة 2. بتصرّف.
  3. محيي الدين رضا، ديوان ابن الدمينة، صفحة 3. بتصرّف.
  4. "أمنك أميم الدار"، الديوان. بتصرّف.