من هو أحمد شوقي؟
أمير الشعراء، وشاعر الشرق والغرب، وشاعر الحكمة، وشاعر اللغة العربية السليمة، هو أحمد شوقي، شاعر مصري من أصول كردية، له العديد من المؤلفات في شتى المجالات الأدبية، فله في الشعر الكثير، وعدد من الروايات والمسرحيات، وله أيضًا العديد من الكتابات المتنوعة، مثل: الدراسات النقدية والأدبية، وغيرها ما سيتم التعرف عليه في المقال الآتي.[١]
مولد أحمد شوقي
أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي، ولد عام 1870م في مصر، لعائلةٍ تنحدر من أربعة أصولٍ؛ الكردية، اليونانية، التركية، والعربية، أما الكردية فلوالده من جده، والتركية من والد أمه؛ أي جده (أحمد بك حليم)، والذي كان يعمل وكيلًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وهو السبب وجدته بدخوله قصر الخديوي منذ صغره، وما آل له الأمر في أعماله الروائيّة لاحقًا.[٢]
ثقافة أحمد شوقي وتعليمه وأساتذته
كتاب الشيخ صالح هو أول محطة تعليمية تلقى فيها شوقي علمه وهو صغير، حيث يذكر هو نفسه أنه كان في الرابعة من عمره، لحق الكتاب بمدرسة المبتديان الابتدائية، أما عن مدرسته الثانوية فكانت المدرسة التجهيزيّة، كان شوقي متفوقًا في درسه، الأمر الذي دفعه للالتحاق بكلية الحقوق، حيث درس فيها سنتين، ثم درس اللغة الفرنسية في قسم الترجمة، ليحصل على الإجازة فيها.[٢]
بداية شوقي الأدبية كانت مع أستاذه محمد البسيوني البيتاني في الأزهر؛ إذ بدأ بنظم الشعر آنذاك، الأمر الذي دفع أستاذه للتحدث إلى الخديوي في ذلك، وهذا شجع الخديوي على إرسال شوقي ليتم دراسته العليا في باريس عام 1887، في قسم الحقوق والآداب الفرنسية فيها، استمر الخديوي بدعمه حتى بعد إنهاء دراسته في فرنسا، فأوفده كمندوبٍ عن الحكومة المصرية إلى جنيف، وألقى فيها قصيدة ملحمية له.[٢][٣]
أسلوب أحمد شوقي الشعري
يقول الدكتور محمد حسين هيكل في مقدمة ديوان الشوقيات بطبعته الأولى، إنه ولدى قراءته ومراجعته لأجزاء الديوان بعد نشرها، يجزم أنه يشعر برجلين مختلفين قاما بكتابة هذا الشعر، فالأول مؤمن، والآخر رجل دنيا، وهو ما يتجلى في شعر شوقي؛ الازدواجية، حيث تراه متأثرًا بالقديم، وبخطى أبو نواس، وغيره من قدماء الازدواجية في الشعر، ومن الأمثلة هنا ما يقوله في الهمزية النبوية:"ولد الهدى فالكائنات ضياء، وفم الزمان تبسمٌ وثناء"، وما يأتي على صعيدٍ آخر منه أيضًا في نهج البردة؛ "ريم على القاع بين البان والعلم، أحل سفك دمي في الأشهر الحرم"، وبهذا تظهر ازدواجيته بأقوى صورةٍ شعرية فذّة ومبهرة، ويعود الأمر كله إلى شبابه وصباه، فقد درس في أوروبا وعاش فيها ما عاشه، علاوةً على اتفاقه وتعاطفه مع الأتراك المسلمين، ووحدتهم آنذاك، حيث كان يحب الأتراك، ويعتبرهم مجموعة من الفضائل[٤]، أما خيالات شوقي وتصويراته فهي ذات طابعٍ غربي، حريص فيه على الطبع الشرقي، وما ترضاه الحضارة الشرقية، أما في اللغة فهي متأثرة بالقديم من الألفاظ المنسية، بحيث جددها، وأعاد إحياءها في شعره.[٤]
منهج أمير الشعراء
إلى جانب ازدواجيته التي انتهجها وكانت أسلوبه وعلامته الفارقة في أشعاره، إلا أن هنالك نهج نهجه متأثرًا بمن سبقوه من الشعراء؛ مثل: أبي تمام، المتنبي، وأبي نواس؛ حيث انتهجهم في الحكمة والمواعظ الأخلاقية؛ إذ أكثر من هذا النهج في قصائد المديح، فيبدو شعره إلى جانب المدح مكللًا بالنصح والتوجيه والإرشاد، ولكن هذا مبني على تجربة من سبقوه من الشعراء السالفين، حيث تراه يبني نصحه وحكمته على آراء الشعراء الماضيين، ونهجهم.[٥]
أهم مؤلفات أحمد شوقي
لأمير الشعراء أحمد شوقي رصيد وافر من الأعمال الأدبية المتنوعة، حيث إن جل مؤلفاته هي كالآتي: [١]
- ديوان الشوقيات.
- أسواق الذهب عام 1932.
- عظماء الإسلام، وهو ملحمة شعرية، عام 1932.
- رواية لادياس، عام 1899.
- رواية علي بك الكبير، عام 1793.
- رواية شيطان البنتاؤر، عام 1901-1902.
- رواية مصرع كليوباترا، عام 1929.
- رواية مجنون ليلى، عام 1931.
- رواية قمبيز، عام 1931.
- عنترة، عام 1932.
- أميرة الأندلس، عام 1932.
- السيدة هدى.
- البخيلة.
- قصائد كشكول.
- أغاني.
- دول العرب، عام 1932.
- نهج البردة.
- صدى الحرب.
- أعمالي في مؤتمر المستشرقين.
- كلمات شوقي.
- كرمة ابن هانئ.
- المسيح في شعر شوقي.
- قصيدة النيل.
- رواية عذراء الهند، عام 1897.
- رواية دل وتيمان، عام 1899.
- شذرات من الحكم والأمثال.
- الشوقيات المجهولة.
أشهر أقوال أحمد شوقي
- يمكن القول أن أشهر قصيدة لأمير الشعراء هي قصيدة الهمزية النبوية، والتي يقول في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فيها: "ولد الهدى فالكائنات ضياء، وفم الزمان تبسمٌ وثناء، الروح والملأ الملائك حوله، للدين والدنيا به بشراء، والعرش يزهو والحظيرة تزدهي، والمنتهى والسدرة العصماء".[٦]
- من الأبيات المشهورة لأمير الشعراء في منفاه في إسبانيا؛ "وطني لو شغلت بالخلد عنه، نازعتني إليه بالخلد نفسي، وسلا مصر هل سلا القلب عنها، أو أسا جرحه الزمان المؤسّي".[٧]
وفاة أحمد شوقي
توفي أحمد شوقي عام 1932م، ودفن في مدافن حسين شاهين باشا، وقد أوصي بكتابة بيتان من قصيدة نهج البردة على ضريح قبره يقول فيهما: "يا أحمد الخير لي جاء بتسميتي وكيف لا يتسامى بالرسول سمى، إن جلّ ذنبي عن الغفران لي أمل في الله يجعلني في خير معتصم".[١]
المراجع
- ^ أ ب ت مكتبة الاسكندرية، أحمد شوقي، صفحة 1-4-2. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أصيل عبدالوهاب يوسف عطعوط، أحمد شوقي في أعماله الروائية، صفحة 6-8. بتصرّف.
- ↑ أمهاني، عائشة، نهى، هناء، أمير الشعراء أحمد شوقي، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ^ أ ب احمد شوقي، الشوقيات، صفحة 16 17 23 24. بتصرّف.
- ↑ محمد علي أبو الحسني، الاجتماعيات والأخلاق والحكم في التراث الأدبي، صفحة 16-18. بتصرّف.
- ↑ احمد شوقي، الشوقيات، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ أصيل عبدالوهاب يوسف عطعوط، أحمد شوقي دراسه في أعماله الروائية، صفحة 14. بتصرّف.