مجنون ليلى
هو قيس بن الملوح بن مزاحم من بني عامر، اشتهر قيس بالإضافة إلى رفعة قدره وعلو همته بالعشق، وحسن السريرة، وفصح الكلام، أما ليلى التي سمي تيمنًا بها مجنون ليلى؛ فهي ليلى بنت مهدي المتصل نسبها بكعب بن ربيعة، وتكنى أم مالك، أما عن أوصافها فقد كانت سمراء اللون، قصيرة، على خدها الأيمن شامة، علاوةً على أنها فصيحة الكلام مثله[١]، وقد لقب بالمجنون لذهاب عقله بشدة عشقه.[٢]
نشأة مجنون ليلى
ولد قيس في زمن خلافة عبد الملك بن مروان؛ أي في العصر الأموي، وقد قيل قبل ذلك، وله معه ثلاثة أخوة هو أصغرهم، وقد وصف بأنه جميل المنظر، لطيف المحضر، طويل القوام، حتى شبه بالبدر، أما عن فصاحته فقد نطق بالشعر، وهو في السابعة من عمره، فكان فصيحًا للكلام، حافظًا لزمام الاحتشام، ومن ذلك كان أحب الأولاد عند أبيه[٣].
قصة مجنون ليلى
عشق قيس بن الملوح ليلى إثر يومٍ ركب على ناقته، وخرج في سبيل التنزه، فقابل مجموعة من البنات والنسوان، فحياهنّ، وأفصح في الكلام حتى أعجبهن، وكانت بينهنّ ليلى صاحبته، التي وقعت عيناه عليها وافتتن بها من يومها، فقام وذبح ناقته وأضرم النار، واشتغل في شعره يناشدها إياه، حتى قال لها أتأكلين الشواء، فأجابته بنعم، فطرح ناقته على الجمر في الحال، فقالت له انظر إلى اللحم هل استوى أم لا، فقام وقبض الجمر في كلتا يديه مما اعتراه من الخبال والبلبال، فأكل الجمر راحة يداه، فقامت إليه ليلى تشد يده، فتغير لونها من شدة الحياء، وعلمت أن قيس قد غرق في بحر هواها، ومن هنا كانت قصة عشقهما، رغم أن هنالك رواية أخرى تقول أنه أحبها منذ الصغر، بدليل قوله في البيت الشعري[٤]:
أسلوب مجنون ليلى الشعري
اتسم شعر قيس بن الملوح بجمع الجدة والابتكار فيه، بمعنى إضافة المعاني، والمصطلحات الجديدة والمبتكرة، من مثل تشبيهه ليلى بالغزال، والذي أعرض عنه ليقول:[٥]
وذلك يعني أنه نفى عيب في الغزال عن محبوبته، ومن ذلك أيضًا مخاطبته للجبل كنوعٍ من الأساليب المبتكرة يدعى بالتجسيد، إضافةً إلى استخدامه للغموض رغم أن شعره غزلي، ليجد القارئ لأشعاره أنه اتبع كل ما هو جديد، وخاطب ما لا يخاطب في محبوبته[٥]، أما عن ما هو واضح في أشعاره من الأساليب؛ فقد كان التشبيه والاستعارة جليين فيه، علاوةً على الكناية، والتكرار، وغيره من الأساليب البديعية،[٦] أما منهج مجنون ليلى في أشعاره منهجٌ غزل عذري، فكان غرضه منه، وفد اختلفت في نظمه ما بين القصائد، والمقاطع الشعرية، إلا أن المقطوعات كانت الأغلب، وهي الأنسب في غرض الغزل.[٧]
ديوان شعر مجنون ليلى
ديوان شعري، يختص في أغلبه في الغزل العذري النقي، الذي اشتهر به بنو عذرة، من ثم بني عامر قبيلة الشاعر قيس بن الملوح.[٨]
أشهر أشعار مجنون ليلى
من أشهر أشعار قيس بن الملوح ما قاله ردًا على رجل قال بأن ليلى مريضة، فجاء يقول قيس[٩]:
وفاة مجنون ليلى
المرجح أن قيس بن الملوح قد توفي عام 68 هجري، في خلافة عبد الملك بن مروان وعلى ذلك فقد عاصر ثلاثة خلفاء من بني أمية، وقد وجده أهله ميتًا في وادٍ كثير الحجارة، بعدما هام من جنونه على ليلى، وقد حرموه أهلها منها.[١٠]
ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: ابن الدمينة، جرير.
المراجع
- ↑ غير معروف، قصة قيس بن الملوح العامري المعروف بمجنون ليلى، صفحة 2-3. بتصرّف.
- ↑ قيس بن الملوح، شرح يسري عبد الغني، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ غير معروف، قصة قيس بن الملوح العامري المعروف بمجنون ليلى، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ غير معروف، قصة قيس بن الملوح العامري المعروف بمجنون ليلى، صفحة 3-5. بتصرّف.
- ^ أ ب زينب السيد فكي السيد محمد نور، قيس بن الملوح حياته وشعره، صفحة 107-109. بتصرّف.
- ↑ هدى غازي عسكر، أساليب الأداء البياني والبديعي في شعر مجنون ليلى، صفحة 2-5 14. بتصرّف.
- ↑ زينب السيد فكي السيد محمد نور، قيس بن الملوح حياته وشعره، صفحة 98-95. بتصرّف.
- ↑ قيس بن الملوح، شرح يسري عبد الغني، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ قيس بن الملوح، شرح يسري عبد الغني، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، صفحة 65-66. بتصرّف.
- ↑ زينب السيد فكي السيد محمد نور، قيس بن الملوح حيته وشعره، صفحة 58 93. بتصرّف.