ابن خفاجة

هو إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله الهواري الأندلسيّ المُكنّى بأبي إسحق، كانَ إنسانًا مُتميِّزًا، وصاحب شخصيّة فريدة ومُتميّزة في عصره من حيث سلوكه، وطباعه، وملامح شخصيته ونظرته إلى الحياة، كان كثير المال والجاه كَما أنّهُ كانَ يُعرَفُ بِحُبّه الشّديد إلى الحياة، وهو واحدٌ من أعلامِ الشّعر الأندلسيّ في القرنينِ الخامس والسّادس الهجريين وأبرزهم، إضافةً إلى أنَّهُ شاعِرٌ مشهورٌ ومُتقدّم، إذ عُرفَ بأنَّهُ شاعرُ شرق الأندلس، وكان قد عُرِفَ ابن خفاجة بِحُسنِ شعرهِ وكثرته.[١]


نشأة ابن خفاجة ومولده

وُلد ابن خفاجة في بلاد الأندلس عام 450 للهجرة، بينَ عهدي ملوك الطّوائف والمُرابطين، نشأ في أسرة ميسورة الحال، وعُرفت بعلمِها وأدبِها، وعاشّ في جزيرة " شقر"، ولم يُغادرها إلا بعدَما احتل المغامر القمبيطور الأندلس، فهاجر إلى المغرب.[٢]


ثقافة ابن خفاجة

نشأ ابن خفاجة في أسرةِ علمٍ وأدبٍ، فأقبل على الدّراسة، والتّزوّد بالآداب العربيّة، وتفتّحت حينها موهبته الشّعريّة، فأخذ يُغذّيها بأشعار عبد المحسن الصوريّ، ومهيار، والمُتنبي، وغيرهم من الشّعراء، وتأثّر بهم، فأخذ عن الصوريّ مزج الغزل بالطّبيعة، وعن مهيار ذكر الأماكن الحجازية والنجدية، وأما عن المتنبي فأخذ عنه الغزل.[٣]


المنهج الأسلوبيّ لابن خفاجة

تأثّر ابن خفاجة بالطّبيعة، فسيطرت على شعره، وأعطته رونقًا خاصًّا وطابِعًا مُميَّزًا، كَما اشتمل شعره على الوصفِ، والمدحِ، والرثاء، والغزل، والحكمة، والمتفرقات، ولكن أكثره كان الوصف؛ فكانَ مُصوِّرًا ماهرًا، ووصَّافًا مُبدعًا للمُشاهد، إذ كانت مُعظمُ معانيه مأخوذةً مِمّا يُشاهده.[٤]

مؤلّفات ابن خفاجة

تركَ لنا ابن خفاجة ديوانًا مطبوعًا أوتاره وألوانه مُتعددة، كَما أنَّهُ زوّد المكتبة العربيّة الشعريّة بالعديد من الأشعار، ومن قصائده نذكر ما يأتي:[٥]

  • قصيدة خُذها إليك.[٦]
  • قصيدة كفى اكتئابًا.[٦]
  • قصيدة أحن مع الغروب.[٧]
  • قصيدة لنا نهج.[٧]


نموذج من شعره

قالَ ابن خفاجة في قصيدته "عرفَت قدرَه دولةٌ":[٨]

شَأَوتُ مَطايا الصِبا مَطلَبا وَطُلتُ ثَنايا العُلى مَرقَبا

وَأَقبَلتُ صَدرَ الدُجى عَزمَةً تُوَطِّئُ ظَهرَ السُرى مَركَبا

فَجُبتُ إِلى سُدفَةٍ سُدفَةً وَخُضتُ إِلى سَبسَبٍ سَبسَبا

وَقُلتُ وَقَد شاقَني مُلتَقى شَميمِ العَرارِ وَبَردُ الصَبا

خَليلَيَّ مِن حِميَرٍ حَدِّثا أَخا شَيبَةٍ عَن لَيالي الصِبا

وَبُلّا بِذِكرِ الهَوى غُلَّةً بِصَدرِ كَريمٍ صَبا ما صَبا

وَلا غامَ ما غامَ حَتّى اِنجَلى فَأَضحى وَلا اِنقادَ حَتّى أَبى

وَحَنَّ هَديلٌ عَلى بانَةٍ تَصَدّى خَطيباً بِها أَخطَبا

فَأَذكَرَنا لَيلَةً بِاللِوى وَعَهداً بِعَصرِ الصِبا أَطرَبا

وَماءً بِوادي الغَضا سَلسَلاً وَمُرتَبَعاً بِالحِمى مُعشِبا

لَيالِيَ عَهدي بِنا فِتيَةً وَعَهدي بِأَحبابِنا رَبرَبا

وَما كانَ أَعطَرَ تِلكَ الصَبا وَأَندى مَعاطِفَ تِلكَ الرُبى


وفاة ابن خفاجة

تُوفي الشّاعر ابن خفاجة في بلدة "شقر"، يوم الأحد، 25 من شهر شوّال، سنة 533 للهجرة، عن عمرٍ يُناهز واحد وثمانين عامًا.[٩]

المراجع

  1. عبد ربي نوال، الصورة الفنية في شعر ابن خفاجة الأندلسي: مقاربة أسلوبية، صفحة 14-15. بتصرّف.
  2. ماريا عبداللطيف، لغة الشعر عند ابن خفاجة، صفحة 12-16. بتصرّف.
  3. زينب قرواش، شعر ابن خفاجة دراسة نحوية صرفية دلالية، صفحة 8. بتصرّف.
  4. عبدربي نوال، الصورة الفنية في شعر ابن خفاجة الأندلسي: مقاربة أسلوبية، صفحة 20-21. بتصرّف.
  5. عمر الطباع، ديوان ابن خفاجة، صفحة 8. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عمر الطباع، ديوان ابن خفاجة، صفحة 243.
  7. ^ أ ب عمر الطباع، ديوان ابن خفاجة، صفحة 245. بتصرّف.
  8. عمر الطباع، ديوان ابن خفاجة، صفحة 23-24.
  9. زينب قرواش، شعر ابن خفاجة دراسة نحوية صرفية دلالية، صفحة 10. بتصرّف.