الشاعر جرير

شاعر عربي، مسلم، أموي، ملقب بالخطفي، إذ كان جده من قبل يلقب به، وهو جرير بن عطية بن حذيفة التميمي، ذكره ابن سلام في كتابه طبقات فحول الشعراء؛ وذلك في الطبقة الأولى من طبقات فحول الإسلام في الشعر، مع الأخطل والفرزدق، حتى إنه ذكر بأن الخطفي أحسَنَ ضروبًا من الشعر لا يحسنها الفرزدق، فقد جمع المستويات الثلاث في كتابه؛ السابق، المصلي، والسكيت.[١]


نشأة الشاعر جرير

ولد عام 653 ميلاديًا الموافق 33 هجريًا[٢]، يكنى جرير بأبي حرزة، وقد نشأ في صحراء المروث، إذ يعود نسبه إلى قبيلة كليب اليربوعية التميمية، وهي قبيلة ليست ذا شأن، ومن ذلك كان يفاخر بقبيلته الكبرى أو بني تميم فقط، وكان والده عطية قليل الفطنة والمال، ولكن جده الخطفي كان صاحب ثروة من الغنم والحمير، وكان أيضًا يقول الشعر، له أخوان، هما؛ عمر وأبو الورد، وهو متزوج وله من الأبناء والبنات، ثمانية أبناء، وابنتان، وكان الفرزدق يهجوه في أشعاره ويعيره بقبيلته، فدعته قبيلته يربوع للإقامة معها في البصرة[٣].


أسلوب جرير وشعره

كانت أشعار جرير كما كانت في عصره الأموي، شاملة للمدح والهجاء والغزل والرثاء، وغيره، وقد قال هو عن نفسه في أشعاره؛ أنا مدينة الشعر، ولكن أسلوبه الذي امتاز به أن أشعاره كانت على سجيته، أو ما يقال له بأنه شاعر مطبوع؛ أي أنه يقول شعره استجابة لسجيته وطبيعته، فيأتي من دون تكلف بأسلوب عذب ولين، ورغم أن أكثر أشعاره كانت في الهجاء، إلا أنها كانت دفاعاً عن النفس وعن قبيلته[٤]، ورغم ذلك فقد امتاز جرير دونًا عن سواه بالعفة في نظمه لإشعاره، فكان شعره في الغزل رقيقًا لينًا، ويقول أبو عبيدة واصفًا شعر الخطفي: "يحتج من قدم جريرًا بأنه كان أكثرهم فنون الشعر، وأسهلهم ألفاظًا وأقلهم تكلفًا، وأرقهم نسيبًا، وكان دينًا عفيفًا"[٥]


منهج الشاعر جرير

فحش جرير وإقذاعه في هجائه، هو الغالب في أغراض شعره، إلا أنه كان لا ينفي عفته في الغزل، وتعففه في حياته، أما عن نهجه في قصائد الغزل والمديح؛ فكان يستهل ويستخدم الغزل التقليدي، فيصدق الشعور، ومن ذلك تأكيد لكون شعره مطبوعاً، فقد كان يكرر الألفاظ والتعابير التي قالها في قصائد سابقة، ليعيدها في تعبيره مجددًا، كمواد الفخر مثلًا[٦].


مؤلفات الشاعر جرير

له ديوان شعري اسمه ديوان جرير يضم أعماله الشعرية الكاملة، يعرف به في المقدمة كرم البستاني[٧].


أشهر قصائد جرير

من أشهر ما ذاع للخطفي، قصيدته في مدح الخليفة عبد الملك بن مروان، والذي أعطاه مئة ناقة جائزة له عليها[٨]، فيقول فيها:


أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ عَشِيَّةَ هَمَّ صَحبُكَ بِالرَواحِ يَقولُ العاذِلاتُ عَلاكَ شَيبٌ أَهَذا الشَيبُ يَمنَعُني مِراحي تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُمَّ قالَت رَأَيتُ الوارِدينَ ذَوي اِمتِناحِ تُعَلِّلُ وَهيَ ساغِبَةٌ بَنيها بِأَنفاسٍ مِنَ الشَبِمِ القَراحِ سَأَمتاحُ البُحورَ فَجَنِّبيني أَذاةَ اللَومِ وَاِنتَظِري اِمتِياحي ثِقي بِاللَهِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ وَمِن عِندِ الخَليفَةِ بِالنَجاحِ أَغِثني يا فَداكَ أَبي وَأُمّي بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ فَإِنّي قَد رَأَيتُ عَلَيَّ حَقّاً زِيارَتِيَ الخَليفَةَ وَاِمتِداحي.


[٩]


وفاة الشاعر جرير

توفي الخطفي عام 114م/33 هجري[١٠]، عن عمر يتجاوز الثمانين عامًا، ويقال إنه توفي عام 110 ميلادي.[١١]

المراجع

  1. د ندى بنت محمد بن مريسس الحارثي ، العفة في شعر الخطفي، صفحة 59. بتصرّف.
  2. جرير، ديوان جرير، صفحة 5. بتصرّف.
  3. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الأدب العربي وتاريخه العصر الإسلامي والعصر الأموي، صفحة 133. بتصرّف.
  4. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الأدب العربي وتاريخه العصر الإسلامي والعصر الأموي، صفحة 133-134. بتصرّف.
  5. د ندى بنت محمد بن مريسي الحارثي، العفة في شعر الخطفي، صفحة 60. بتصرّف.
  6. جرير، ديوان جرير، صفحة 6. بتصرّف.
  7. جرير، ديوان جرير، صفحة 7. بتصرّف.
  8. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الأدب العربي وتاريخه العصر الإسلامي والعصر الأموي، صفحة 133. بتصرّف.
  9. جرير، ديوان جرير، صفحة 76-77. بتصرّف.
  10. جرير، ديوان جرير، صفحة 5.
  11. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الأدب العربي وتاريخه العصر الإسلامي والعصر الأموي، صفحة 135-136. بتصرّف.