قصيدة بركة المتوكل
تعدّ قصيدة "بركة المتوكل" إحدى القصائد التي نظمها أحد شعراء العصر العباسي المعروف بالبحتري، واسمه الوليد بن عُبيد الله، ولُِد عام 205 هـ في بلدة يُطلق عليها "منبج" في مدينة حلب، وقد نشأ وترعرع فيها، وكان منذ صغره يُجالس العلماء وأهل العلم؛ فأخذ عنهم الكثير من العلوم إلى جانب حفظه للقرآن الكريم وللكثير من الأشعار، الأمر الذي أكسبه ملكة أدبية وكان له أثر إيجابي فيما أصبح عليه البحتري فيما بعد، ومن الجدير بالذكر أنّ البحتري في شعره تأثر بمظاهر الحضارة العباسية، وكان من شعراء بلاط الخلفاء.[١]
شرح قصيدة بركة المتوكل
يصف البحتري في قصيدة "بركة المتوكل" أو كما تعرف بقصيدة "البركة الحسناء" بصورة دقيقة جمال البركة الموجودة في قصر الخليفة العباسي المتوكل، معبرًا عن مدى إعجابه بها، وقد تم تقسيم القصيدة إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لها:[٢]
شرح المقطع الأول
يفتتح الشاعر قصيدته مُبديًا إعجابه بهذه البركة من خلال النداء على الناس لإلقاء نظرة عليها وعلى ما يحيط بها من منازل وخضرة ومناظر بديعة تؤنس الناظر إليها، ويكفي هذه البركة من الفضل أنها فاقت البحر جمالًا وروعة، حتى أنّ نهر دجلة يغار منها وينافسها ليبدو أجمل منها، فيتعجب الشاعر كيف لشيء يمكن أن يُقارن بجمال بركة المتوكل، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- الآنسات: النساء اللواتي يؤنس بالحديث لهن.
- مغانيها: منازلها.
- طورًا: مرة.
- تباهيها: تفضل نفسها عليها.
شرح المقطع الثاني
يصف الشاعر في هذا المقطع مشهد المياه التي تتدفق في هذه البركة وكيف تنساب بقوة وسرعة كالخيل التي تتفلّت من حبل راكبها، كما أنها من شدة صفائها ونقائها تبدو كالفضة البيضاء السائلة، وعندما تهبّ الرياح من فوقها يُصبح شكلها فريدًا كشكل الدروع، وإذا سقطت عليها أشعة الشمس تبدو كالشخص الذي يضحك، أما عند سقوط المطر عليها تكون كالإنسان الباكي، كما يتطرق الشاعر إلى وصف البركة وقت المساء فتنعكس صورة النجوم عليها وتزيدها حُسنًا، حتى يُخيل لمن يرى ذلك المشد أنّ السماء ونجومها رُكّبت في تلك البركة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- وفود الماء: المياه المتدفقة.
- معجلة: مسرعة.
- مُجريها: راكبها.
- السبائك: القطع المعدنية.
- حبكا: شكل المياه عند هبوب الرياح فوقها.
- الجواشن: الدروع.
- حواشيها: جوانبها.
- ريق الغيث: دلالة على المطر الصافي.
- تراءت: ظهرت.
شرح المقطع الثالث
ينتقل الشاعر في هذا المقطع إلى وصف اتساع البركة حتى أنّ الأسماك الموجودة فيها والتي لها زعانف تشبه أجنحة الطيور لا تستطيع بلوغ نهاية هذه البركة من شدة اتساعها، كما أنّ فيها مكانًا واسعًا من الأسفل بنفس الاتساع من الأعلى، بعد ذلك ينتقل الشاعر إلى وصف تمثال الدولفين الموجود في البركة مُشيرًا إلى أنّه يمثّل الأنيس للأسماك التي تسبح حوله.
ثم يتحدث الشاعر عن البساتين البعيدة التي ترويها مياه البركة فتستغني عن مياه الأمطار، حتى جعلتها ملوّنه بألوان جميلة تشبه ألوان الطاووس، وفي ذلك دلالة على وفرة المياه في تلك البركة، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:
- قاصيها: نهايتها.
- دانيها: بدايتها.
- يعمن: يسبحن.
- الأوساط المجنّحة: الزعانف.
- تنفض: تحرّك.
- خوافيها: ريش الطائر المختفي في مقدمة الجناح.
- صحن: وسط البركة أو قاعها.
- بهو: المكان الواسع.
- ريّتها: الارتواء منها.
- انزواء بعينه: ميلان.
- منحلًا: فاتحًا.
إعراب قصيدة بركة المتوكل
فيما يأتي إعراب الأبيات الأربعة الأولى من قصيدة بركة المتوكل للشاعر البحتري:
إعراب البيت الأول
- يا: أداة نداء.
- من: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب منادى.
- رأى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر.
- البركة: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
- الحسناء: نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.
- رؤيتها: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- و: حرف عطف.
- الآنسات: اسم معطوف منصوب بالفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
- إذا: اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
- لاحت: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
- مغانيها: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
إعراب البيت الثاني
- ب: حرف جر زائد.
- حسبها: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه مبتدأ وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- أنّ: حرف نصب.
- ها: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم أنّ.
- من فضل: جار ومجرور.
- رتبتها: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- تعدّ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مبني للمجهول.
- واحدة: مفعول به منصوب بالفتح الظاهر.
- و: واو الحال.
- البحر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- ثانيها: خبر مرفوع بالضمة المقدرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
إعراب البيت الثالث
- ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- بال: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف.
- دجلة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
- كالغيرى: جار ومجرور.
- تنافسها: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- في الحسن: جار ومجرور.
- طورًا: ظرف زمان منصوب بالفتح الظاهر.
- أطوارًا: ظرف زمان منصوب بالفتح الظاهر.
- تباهيها: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
إعراب البيت الرابع
- تنصبّ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
- فيها: جار ومجرور.
- وفود: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف.
- الماء: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
- معجلة: حال منصوب بالفتح الظاهر.
- كالخيل: جار ومجرور.
- خارجة: حال منصوب بالفتح الظاهر.
- من حبل: جار ومجرور.
- مجريها: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
المراجع
- ↑ خيرة بريك، الصورة الفنية في شعر البحتري، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ وزارة التربية والتعليم، ملزمة اللغة العربية، صفحة 25. بتصرّف.