سميح القاسم
هو سميح محمد القاسم، شاعِرٌ كبيرٌ وعملاق، ينتمي إلى بني معروف، تمرَّدَ على واقعه الصَّعب، ووظف شعره لكي يخدم القضيّة الفلسطينيّة، وناجى من خلاله الشجر والحجر، ورسم علامة النَّصر من فوق قرية الرّامة، كَما استطاع بالكلمة أن ينتصر على الظّلم، ويشكّل ملامح الوجه العربيّ الفلسطينيّ الأصيل، رغم محاولات تغريب الفلسطينيين وإلغاء هويتهم. تعددت ألقاب سميح القاسم، فلُقِّبَ بسيّد الأبجديّة، ومُغنِّي الرَّبابة، وقيثارةُ فِلسطين، والشّاعر القدّيس، ومتنبي العصر، وشاعر المقاومة الفلسطينيّة، وشاعر العروبة، وشاعر القوميّة الفلسطينيّة، وشاعر الغضب الثّوريّ، وغيرُها من الألقاب.[١]
مولد سميح القاسم ونشأته
وُلِد الأديب سميح مُحمَّد القاسم في الأُردن، تحديدًا في مدينة الزّرقاء، عام 1939، كانَ يُقيم في الأردنّ بِسبب عملِ والده الّذي كانَ يعملُ ضابِطًا برتبة رئيس في قوّة حُدود شرق الأردن، ومن ثمّ انتقل وأسرته إلى الرّامة في الجليل الغربي الواقع في فلسطين، حيثُ بلدته الأصلية، بسبب الحرب العالميّة الثّانية. التحق سميح القاسم بسلك الصّحافة، فعمِل في تحرير مجلّة الغد، وجريدة الاتّحاد، إضافةً إلى أنَّهُ ترأس تحرير مجلّة الجديد، كما حصل على عدّة مناصب أخرى كرئيس اتّحاد الكتّاب العرب، ورئيس الاتّحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين، كَما أنَّهُ انتُخِب مرّات عدّة كعضوٍ في اللّجنة المركزية للحزب الشيوعيّ، وغيرُها من المناصب، وتزوّج سميح القاسم من السيّدة نوال سلمان حسين، ولهُ أربعة أبناءٍ، وهم: وطن، محمد، عمر، وياسر.[٢]
تعليم سميح القاسم وأساتذته
أنهى سميح القاسم دراسته الابتدائيّة في مدرسةِ الرامة، وبعدَها كانَ قد انتقل إلى النّاصرة لإتمام دراسته الثّانويّة، وخلال دراسته في الثّانويّة تصادق مع عدة شعراءٍ، وكتّاب ناشئين مثل: راشد حسين، جمال قعوار، طه محمد علي، وغيرهم. وخلال دراسته الثانوية بدأت مواهبه الشّعريّة تتفتّح، فبدأ بكتابة المقطوعات الشّعريّة على دفاتر الدراسة، وفي الرّسائل الّتي كانَ يُرسِلُها لأصدقاءه، وشكّل معهم حلقات أدبيّة يعرض كلٌّ منهم ما كتبه، وبعدَ أن أنهى دراسته الثّانويّة عادَ إلى الرامة وعمِل أعمالًا صعبة، وبعدها التحق بمعهد "التخنيون" في حيفا للدراسة في قسم الهندسة.[٣]
المَنهج الأسلوبيّ لشعر سميح القاسم
امتاز الشاعر سميح القاسم في شعره بأسلوبه المباشر، شديد اللهجة، فقد كان يرى أن العرب متخاذلون، تآمروا بسكوتهم على فلسطين، وقد اعتمد سميح القاسم في أسلوبه على التورية في بعض الأحيان، فقد اتهم العرب بأنهم أصحاب النكبة. ومن ناحيةٍ أخرى تميز شعره بالتجدد والتطور، وقد كان سميح القاسم يستند في مراثيه كلها على الموروث الديني الشائع في الشرق، والذي يدخل ضمن التكوين النفسي والاجتماعي بحسب قول الناقد (حاتم محمد صكر).[٤]
مؤلّفات سميح القاسم
كانَ سميح القاسم يكتُبُ الشِّعر والنَّثر والمسرحيّة والرواية والبحث والتّرجمة، ومن مؤلّفاته:[٥]
- قصائد مواكب الشّمس.
- قصائد أغاني الدّروب.
- قصائد دمي على كفّي.
- مسرحيّة قرقاش.
- عن الموقف والفن.
- ديوان سميح القاسم.
- إلى الجحيم أيها الليلك - حكاية.
- ديوان الحماسة.
نَموذج مِن شعر سميح القاسم
قالَ سميح القاسم في قصيدة "غرباء":[٦]
وبكينا.. يوم غنّى الآخرون
ولجأنا للسماء
يوم أزرى بالسماء الآخرون
ولأنّا ضعفاء
ولأنّا غرباء
نحن نبكي ونصلي
يوم يلهو ويغني الآخرون
***
وحملنا.. جرحنا الدامي حملنا
وإلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا
شرذماتٍ.. من يتامى
وطوينا في ضياعٍ قاتم.. عاماً فعاما
وبقينا غرباء
وبكينا يوم غنى الآخرون
***
سنوات التيهِ في سيناءَ كانت أربعين
ثم عاد الآخرون
ورحلنا.. يوم عاد الآخرون
فإلى أين؟.. وحتامَ سنبقى تائهين
وسنبقى غرباء؟!
وفاة سميح القاسم
تُوفّي سميح القاسم عام 2014 للميلاد، في بلدة الرّامة في الجليل، عن عمرٍ يناهز 75 عامًا، وكانَ قد أوصى بأن يُدفن في أعالي جبال حيدر بالرامة، ودُفِن فيها.[٧]
ولقراءة معلومات عن المزيد من الشعراء: عبد الكريم الكرمي، عبد الحميد الديب.
المراجع
- ↑ إحسان الديك، نادر قاسم، شهادات في الشّاعر الكبير المرحوم سميح القاسم، صفحة 3-5. بتصرّف.
- ↑ نبيه القاسم ، الأديب سميح القاسم، صفحة 3-5. بتصرّف.
- ↑ نبيه القاسم، الأديب سميح القاسم، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ بخدة علي، الخصائص الأسلوبية في شعر سميح القاسم قصيدة تقدموا أنموذجا، صفحة 20-21. بتصرّف.
- ↑ يحيى الآغا، سميح.pdf سميح القاسم في ظل الغياب، صفحة 36-37. بتصرّف.
- ↑ سميح القاسم، ديوان سميح القاسم، صفحة 50-51. بتصرّف.
- ↑ إحسان الديك، نادر قاسم، شهادات في الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم، صفحة 15. بتصرّف.