عبد الكريم الكرمي

هو عبد الكريم الكرمي، شاعر فلسطيني، عُني بالقضية الفلسطينية في بواكيرها فكان شعره سجلًا أمنيًا لأحداثها وما عايشه فيها، أو حتى وهو بعيد عنها في منفاه، وهو من مدينة طولكرم، يعود أصل تسمية عائلته بالكرمي إليها؛ إذ إن اسمها طور كرم بالأساس، فكرمي أي من كرم، ولكنها تحورت لتصبح طولكرم، وسنعرف المزيد عن الشاعر عبد الكريم الكرمي من خلال المقال الآتي.[١]


نشأة عبد الكريم الكرمي

ولد الشاعر الفلسطيني عبدالكريم الكرمي في مدينة طولكرم عام 1909، اسمه الكامل عبد الكريم سعيد بن علي بن منصور الكرمي، وكنيته أبو سلمى، والده شيخ عمل كعضو في الشعبة الأولى للترجمة والتأليف، كما عمل قاضيًا للقضاة في حكومة الشرق العربي وذلك في شرق الأردن، وعمل كرئيس مجلس معارف شرق الأردن، عاش الكرمي مقتبل حياته في بلده فلسطين، من ثم ارتحل إلى دمشق مع والده، الذي كان مكان عمله فيها في تلك الفترة، ثم توفيت والدته ليبقى له والده ويرعاه، وفي عام 1929 انتقل مجددًا إلى عمان-الأردن مع والده، ولكنه ما لبث وأن عاد إلى دمشق ليتركها إلى بلاده فلسطين، تحديدًا القدس.[٢][٣]


تزوج الكرمي من رقية توفيق حقي العبد الله، وهي رئيسة الاتحاد النسائي في عكا، ووالدها رئيس بلدية عكا، وقد اختارها بعدما وقع في هواها، حيث أطلق عليها اسم ذات الخال.[٤]


تعليم وثقافة عبد الكريم الكرمي

سنوات دراسة عبد الكريم الابتدائية الأولى كانت في مدرسة طولكرم الحكومية، ونتيجةً لتجواله المستمر مع والده أكمل المرحلة الابتدائية في مدرسة الملك الظاهر في دمشق، من ثم وفي المرحلة الإعدادية تلقى عبد الكريم تعليمه في مدرسة السلط الثانوية في الأردن، ثم مدرسة التجهيز الأول في دمشق، وهي ذاتها التي تسمى مكتب عنبر، والذي تخرج منه عام 1927 كشاعرٍ، ثم بدأ بعد ذلك مسيرته المهنية في مدينة القدس، وذلك كمدرسٍ في المدرسة العمرية عام 1928، من ثم عمل في المدرسة الرشيدية، واستمر على وظيفة التدريس حتى تم فصله منها، وذلك بعد نشر قصيدته "جبل المكبر"، والتي كانت حول بناء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبر.[٥][٦]


ثم التحق الكرمي بمعهد الحقوق، ليتخرج مع شهادة الحقوق عام 1941، وقد كان من أساتذته آنذاك عادل زعيتر، وبندلي صليبا، وعقب فصله من التدريس عمل في الإذاعة بمساعدة إبراهيم طوقان الذي تعرف عليه في المدرسة الرشيدية، فسلمه القسم الأدبي والمسرحيات، ولكنه ما لبث وأن تم اعتقاله وسجنه لستة أشهرٍ في سجن عكا، بسبب مواقفه الوطنية مرةً أخرى.[٧]


ولكن الاعتقال لم يمنع الكرمي من إكمال مسيرته المعارضة لأفعال الحكام العرب، فقد كان غضوًا في المجمع الأدبي هو وطوقان، وكان على اتصال دائم مع أدباء من مصر ودمشق والعراق.[٨]


ثم قرر الكرمي الانتقال إلى حيفا مع زوجته بعد تخرجه من معهد الحقوق وذلك عام 1943، وقد عمل فيها في المحاماة إلى أن وقعت النكبة الفلسطينية عام 1948، ليهاجر مرغمًا إلى دمشق، ويمارس المحاماة فيها، كما عمل في رئاسة دائرة في وزارة الأعلام السورية، ومشرفًا على مجلة المضحك المبكي في الصفحة الأدبية فيها، هذا وقد كان عضوًا في منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1965.[٨]


أسلوب ومنهج عبد الكريم الكرمي الشعري

منهج الكرمي يقوم على الانتماء والوطنية، فقد جسدت أشعاره، وقصائده صورةً صادقة لوطنه فلسطين ومعاناته، كما صور النكبة الفلسطينية متطرقًا بذلك إلى كل ما هو جميل وقُدسي في فلسطين، وإلى تآمر الحكام العرب عليها، علاوةً على تشريد الشعب، ومعاناته، وأحوال اللاجئين بعده.[٩]


مؤلفات عبد الكريم الكرمي

قام أبو سلمى بنفسه بنشر أعماله الكاملة عام 1978م، وقبل هذا الديوان أصدر عدة دواوين، وهي:[١٠]

  • ديوان المشرد.
  • ديوان أغنيات بلادي.
  • ديوان أغاني الأطفال.
  • ديوان من فلسطين ريشتي.


أشهر قصائد عبد الكريم الكرمي

أشهر قصائد الكرمي هي قصيدته لهب القصيد، والتي قالها بعد ثورة الشعب العربي الفلسطيني عام 1936، موجهًا فيها رسالة للحكام العرب، فيقول فيها:[١١]


أنشر على لهب القصيد شكوى العبيد إلى العبيد شكوى يرددها الزمان غدًا إلى أبد الأبيد قالوا: الملوك وإنهم لا يملكون سوى الهبيد دكت عروش زينوها بالسلاسل والقيود



أما عن قصيدته التي أدخلته السجن لأول مرة وهي قصيدة جبل المكبر، وقد تم نشرها في مصر، في مجلة الرسالة بتوقيع أبي سلمى، ويقول فيها:[١٢]


جبل المكبر طال نومك فانتبه قم واسمع التكبير والتهليلا جبل المكبر لن تلين قناتنا حتى نهدم فوقك البستيلا

[١٣]


وفاة عبد الكريم الكرمي

توفي الشاعر الكرمي عام 1980، وذلك في مدينة واشنطن الأمريكية، بعد أن فاجأه ألم في موسكو، لينقله ابنه سعيد إلى منفاه الأخير واشنطن، والذي بقي فيها سبعة أيام لتوافيه المنية، وقد دفن في مقبرة شهداء مخيم اليرموك في دمشق، بعدما أوصى بدفنه في أقرب مكان لفلسطين.[١٤]


وللاطلاع على معلومات عن غيره من الشعراء الفلسطينيين: فدوى طوقان، إبراهيم طوقان.

المراجع

  1. د صبحي محمد عبيد، عبدالكريم الكرمي أبو سلمى شعره وخصائصه الفنية دراسة وصفية تحليلية، صفحة 46 8.
  2. أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 121-123.
  3. د صبحي محمد عبيد، عبدالكريم الكرمي أبو سلمى شعره وخصائصه الفنية دراسة وصفية تحليلية، صفحة 50-51.
  4. موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 124.
  5. موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 122.
  6. د صبحي محمد عبيد، عبدالكريم الكرمي أبو سلمى شعره وخصائصه الفنية دراسة وصفية تحليلية، صفحة 50.
  7. د صبحي محمد عبيد، عبدالكريم الكرمي أبو سلمى شعره وخصائصه الفنية دراسة وصفية تحليلية، صفحة 122.
  8. ^ أ ب موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 122-125.
  9. موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 128-135-137.
  10. موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 127.
  11. عبدالكريم الكرمي، ديوان أبي سلمى، صفحة 21.
  12. د صبحي محمد عبيد، عبدالكريم الكرمي أبو سلمى شعره وخصائصه الفنية دراسة وصفية تحليلية، صفحة 59.
  13. موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 127.
  14. موسوعة أبحلث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث الجزءالرابع، الأديب عبدالكريم الكرمي، صفحة 127.