الشاعر طلال إسماعيل سعيد

يعرف طلال إسماعيل واسمه بالكامل طلال إسماعيل سعيد الغوار بأنه شاعر وكاتب وصحفي من أصول عراقية، والاسم الذي اشتهر به في الوسط الأدبي هو طلال الغوار، استطاع من خلال كلماته أن يصنع لنفسه مكانة متميزة بين شعراء جيله وبيئته، وتفرّد في كتاباته بأسلوب خاص به، كما شغل خلال حياته العديد من المناصب الثقافية المهمة، فكان عضوًا في اتحاد الأدباء في العراق، وفي اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وغيرهما العديد.


مولد الشاعر طلال إسماعيل سعيد ودراسته

لا بد من التنويه في البداية إلى أنه لم ترد لدينا عن طلال إسماعيل سعيد معلومات كثيرة عن نشأته وتفاصيل طفولته، فمما ورد أنه ولد في إحدى قُرى مدينة تكريت العراقية، وهي إحدى مدن محافظة صلاح الدين في العراق، وكان مولده عام 1953م، وقد نشأ طلال الغوار في مسقط رأسه وأنهى دراسته الابتدائية فيها، ولإكمال دراسته الثانوية انتقل مع عائلته إلى مركز المدينة وأتمّها هناك، والتحق بعد ذلك بجامعة بغداد وتخرّج منها حاملًا شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.


خصائص شعر طلال إسماعيل سعيد

امتازت أشعار طلال إسماعيل سعيد بمجموعة من الخصائص والسمات، يُذكَر منها الآتي:

  • تحميل القصائد والأشعار الكثير من المشاعر والعواطف الجياشة الملائمة للغرض الذي قيلت فيه القصيدة، والتي تؤثر في المتلقي وتُدخله في جوّها العام.
  • تنوع الأغراض الشعرية التي نظم فيها طلال الغوار وتعدّدها، والإجادة فيها كلّها.
  • التكرار في بعض القصائد بهدف تأكيد الفكرة للمتلقي.
  • الاعتماد بصورة واضحة ونسبة كبيرة على كتابة قصيدة النثر، والمزاوجة بينها وبين السرد القصصي.


نموذج من شعر طلال إسماعيل سعيد

من الأشعار العديدة التي نظمها الشاعر العراقي طلال إسماعيل سعيد ما يأتي ذكره:


قصيدة بنات الناي

يقول فيها:

بناتُ الناي

لها وحدها ما تريدُ

وما تشتهي

ولها إيماءةٌ

مثلما تفعلُ الملكاتْ

تتناسلُ من بين الأصابعِ

وهي مفتونةٌ بألوانها

ثم تمضي

بأبّهةِ العاشقاتْ

بناتُ الناي

لها سرّها

حينما تنثرُ أحلامها

لترتكبَ الوشايةَ بين القلوبِ

وبين الدروبِ

وهي تسيرُ في غنجٍ للبناتْ

لها سحرها

هذه النغماتْ

كأنّي أراها

من الجرحِ تخرجُ مفتونةً

بصداها البهيْ

من الآهةِ مزهوةً

بالمساء النديْ

فيهتزُ في طرفِ الروحِ

لي شجرٌ

تسيلُ بأشجانه الطرقاتْ

فأراني

أجرُّ سماءً ورائي

وأرى

جبالا تسيرُ على هديها

وتواكبني في بهائي

هذه النغمات

متى ما تشاءْ

تمرّرُ أحلامها في المساءْ

فتستنفرُ العاشقين

وتوقظُ وعداً

كاد يخبو على الشرفاتِ

تمرّرُ رقّتها في القصائد

دهشتها

في براري المعاني

تمرر أفقاً

منحنٍ بالأغاني

هذه النغماتْ

لها وحدها ما تريدُ

وما تشتهي

أسمعها

تهمسُ لليلِ

طلْ ما تشأ أيها الليلُ

وأنا قمركْ

أنا أنجمّكَ الساطعاتُ

فخذْ من أنيني حنيناً

وهذي شجوني التي تسهركْ

أنا النغماتُ

بناتُ الناي

أنا من عمّد العاشقون أحلامهم

بصداي

وعلى نغمتي

كم أتكئَ الرعاةْ

وهم يصعدون السفوحَ

أنا من رمّمَ روحَ تلك الفتاةْ

وهي تغمسُ أحلامها

بحليبِ الصباح

...

هذه النغماتُ

حين أجلسُ في الحديقةِ

وحدي

في خطى الوردِ تأتي

إلى جانبي

وتشاركني قهوتي

ثم تلقي على الروحِ

ظلا خفيفاً

وتهمسُ لي

كم اتسعتْ أمامي

تخومُ الغيابِ

وأنا أجرحُ بالبوحِ

قصبَ الناي

ابحث عن روحي الهائمةِ

لعلّي إليها أصلْ

غير أني لم أزلْ

بأنيني

ألاحقها

وأثقبُ قلبَ الظهيرةِ

لكنّني لم أصلْ


قصيدة تشرقين في قصائدي

يقول فيها:

كلمّا

تهجّيتُ حبكِ

زهرة

زهرة

وقلتُ إنِّي وصلتُ ايكِ

اتّسعت أمامي

حقول المعاني

وغاب الطريق

لأنِّي أحبّكِ

كل صباح

أنحرُ بين يديك

قصائدي

أفتح أزرار بهائك

وفي لغة الأصابع

أكتبكِ

قصيدة عارية


ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: أحمد مطر، سميح القاسم.