مصطفى وهبي التل
هو مصطفى وهبي التل، شاعر أردني، وهو شاعر الديمقراطية الأردني الملقبي بعرار، كما أنه مؤسس حركة الشعر الأردني الحديث، وقد بدأت مسيرته الأدبية الوطنية القومية مطلع عشرينيات القرن الماضي ليكون من أهم الأصوات الأردنية المميزة، والذي كان صوت الفقراء والأحرار والمناضلين، كما أنه كان صوت الوطن الثائر من أجل تحقيق العدل والمساواة. [١][٢]
مولد مصطفى وهبي التل
ولد الشاعر الأردني مصطفى وهبي صالح مصطفى اليوسف التل والملقب بعرار والمكنى بأبي وصفي عام 1899، في مدينة إربد شمال الأردن، لأسرة معروفة، وقد بدأ كتابة الشعر في صغره، تحديدًا عام 1915، وبذلك وعند تاريخ إقامة الإمارة الأردنية؛ عام 1921، كان شاعرًا كامل العدة والعتاد، وقد شارك في النشاطات السياسية للمعارضة الأردنية، الأمر الذي عرضه للاعتقال أكثر من مرة، علاوة على سجنه ونفيه وطرده من وظيفته. [١]
ثقافة مصطفى وهبي التل وعلمه
درس عرار الابتدائية في مدينته إربد، وغادرها عام 1912 ليكمل دراسته في دمشق، وذلك في مدرسة عنبر، وبعد نفيه إلى حلب؛ بسبب مشاركاته السياسية الطلابية ضد الأتراك؛ أكمل دراسته الثانوية فيها، في المدرسة التجهيزية، ليقرر بعد ذلك الاعتماد على نفسه ودراسة القانون، إذ تقدم لوزارة العدلية ليجتاز الامتحان ويحصل على الإجازة في المحاماة عام 1930 بجهده الفردي، وقد ذكر بأنه كان متقنًا للغة التركية والفرنسية والفارسية. [٢][٣]
عمل مصطفى في بادئ حياته معلمًا في مدرسة الكرك، ثم تولى الحكم الإداري لعدة مناطق مثل الشوبك ووادي السير، ليتقلد منصب مدعي عام السلط بعد ذلك، ثم تعيّن كرئيس تشريفات في الديوان العالي، ليعود ويتعين كمتصرف للبلقاء آنذاك وهي السلط الآن، وذلك إلى أن تعرض للعزل والحبس في سجن المحطة في عمان، ليقرر بعد هذه المدة، أن يعود ليمارس المحاماة. [٢]
أسلوب عرار الأدبي
تميز شعر التل ونثره بأنه بسيط ووطني، كما أنه قريب من الكادحين ومن أحلامهم وآلامهم، وذلك لاستخدامه فيه التجربة الإنسانية والمحلية من محيطه ووطنه، إلا أن ذلك لم يمنعه من استخدام الرموز والدلالات اللغوية، فوظف الرمز في شخصيات المجتمع الغجري الذي استعان به، كما أنه إلى جانب نظم الشعر والأبيات، كان للنثر والشعر الحر نصيب من كتاباته، والتي تجلت بقالب الشعر الحديث، من مثل قصيدته متى. [٢]
منهج مصطفى وهبي التل
انتهج عرار في أشعاره وكتاباته ما ظهر وتجلى في نهج كتابات عمر الخيام، علاوة على المضمون والنظرة الأبيقورية الواضحة فيها، فتراه يعبر عن الوطن بأنه الحياة، وعن علاقته الحسية بالأردن على أنها علاقة روحية روحانية لا تنفصم، ليكون شعره الوطني والقومي لوطنه مليئًا باستعراض قدرته على الحب واللوعة والاشتياق، كما أنه شعر سياسي ممزوج بنقد اجتماعي واضح، وهو ذاته الممجد للقرى والمدن، وللسخرية والغضب، إذ إن المنهج الذي اعتمده منهجٌ شامل؛ يخوض به عرار تجربته الشخصية على أساس خيامي؛ ليفجر القضية الوطنية الاجتماعية الأردنية الدائمة منذ الأزل. [١]
أخذ عرار على نفسه في أشعاره تقديس المرأة، وتقديس المكان من الموطن، وقد نظم شعره واستلهمه من حياة الغجر، وهو موضوعه الأدبي الأثير؛ إذ إنه وجد في حياتهم التصوير المناسب لرؤيته السياسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية، فتراه يعبر عن الحياة باستخدام شخصية غجرية لذلك، وهي شخصية "الهبر"، ليخلق بذلك نسيجًا فريدًا من الأفكار والناس والأمكنة، يجمع ذلك كله الصراع الوطني والاجتماعي في الأردن. [١]
أشهر مؤلفات مصطفى وهبي التل
- رباعيات الخيام: وهو ترجمة لرباعيات عمر الخيام من لغتها الأم الفارسية، وهو يضم تقريبًا 28 رباعية نشرت سابقًا قبيل وفاته، وحين وفاته نُشِر الباقي بحيث وصلت إلى 155 رباعية.[٢][٣]
- عشيات وادي اليابس: وهو ديوان شعر خصه عرار للحديث عن أحوال الناس وهمومهم. [٤]
أشهر كتابات مصطفى وهبي التل
جاءت في كتاب مختارات للشاعر مصطفى وهبي التل، أبيات يصف فيها شوقه وحبه لوطنه الأردن، فيقول: [١]
يقولون إني إن شربت ثلاثة فلا خير للأردن من همتي يُرجى
ثقي أنّ من يهديه حب بلاده وإن أدمن الصهباء لا يخطئ النهجا.
وفاة مصطفى وهبي التل
توفي الشاعر الأردني عرار عام 1949، في الرابع والعشرين من أيار لذلك العام، وذلك في مدينته نفسها التي ولد فيها، عن عمر يناهز الخمسين عامًا، وكان قد تزوج ثلاث مرات، وله من الأولاد "وصفي"، "معين"، "مريود"، "سعيد"، "عبدالله"، "طه"، ومن البنات "صايلة"، "صفية"، "علية"، ورغم حياته القصيرة؛ إلا أنها كانت صاخبة مليئة بالنضال السياسي، والعديد من الدواوين الشعرية من مثل: عشيات وادي اليابس، وبالرفاه والبنين، علاوة على ترجمته لرباعيات عمر الخيام. [١][٢][٣]
ولقراءة معلومات عن المزيد من الشعراء: حيدر محمود، سميح القاسم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح ناهض حتر، مصطفى وهبي التل عرار مختارات، صفحة 27-36 50. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح تيسير محمد الزيادات حربي احمد الدبوش، مصطفى وهبي التل في حياته وشعره، صفحة 52- 58. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مصطفى وهبي التل، رباعيات عمر الخيام، صفحة 14 15. بتصرّف.
- ↑ دكتور جمال محمد مقابلة، عرار الناقد الشاعر من الروح الشعرية إلى الإيماءة الدلالية، صفحة 22. بتصرّف.