الأدب الحديث

الأدب الحديث وانطلاقته كرائدٍ للفكر، والمجتمع، والحراك الثقافي فيه كان له قادة هم من حملوه، بحيث كانوا عباقرة، ومفكربن، وأدباء، ففي الأدب كان جمال الدين الأفغاني، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، أما في الشعر فكان البارودي، وأحمد شوقي، وخليل مطران خليل، وغيرهم من مثل شعراء المهجر: إيليا أبو ماضي، هذا كله كان بدافع عدة عوامل ساهمت في ظهوره وانطلاقته، علاوةً على انطلاق حركة الطباعة، والصحافة، والترجمة.[١]


عوامل ظهور الشعر الحديث

ظهور الشعر الحديث غير محدود ببدايةٍ له، حيث إن هنالك من يقول إنه بدأ مع سقوط دولة الخلافة العثمانية، وغزو الاستعمار الأوروبي إليها، فظهرت عدة جهاتٍ من مثل التحرير في فلسطين، الأخوان في مصر، والوهابية في الجزيرة العربية، ولكن من جهة أخرى، يرد البعض ظهور الشعر الحديث إلى بدء الحملة الفرنسية في مصر، والتي وصلت شعبها مع الغرب، دافعةً إياهم إلى تغيير الصورة النمطية عن أشعارهم، والوصول إلى الشعر الحديث المتواجد الآن على هذا. وبالتالي يمكن الخروج بعدة عواملٍ ساهمت وساعدت على ظهور الشعر الحديث، وهي ما يذكر منها[٢]:

  • الغزو الغربي على المنطقة جاء لينفض عنها ما توغل فيها من تخلفٍ، فكانت الخطوة الأولى هي استعادة لغة الأقدمين القوية، والمعبرة والوافية، والتخلص من الركاكة في الكلام والأسلوب، بحيث يكون الشعر الجديد ابن العصر الجديد أيضًا، واستمر هذا الأمر حتى مطلع الخمسينات من القرن الغابر، حتى ظهرت وتجلت حركة الحداثة والتجديد بشكلها الكامل والصحيح، ولكن المرجح في مكان ظهورها كما تقول سلمى الخضراء الجيوسي: "فإن النهضة الغربية الحديثة عند العرب قد بدأت في سوريا ولبنان، وليس في مصر، وفي مجال النثر قبل الشعر"، حيث وفي شأن الشعر والنثر العربي الحديث قالت: "في حاجةٍ إلى زمنٍ أطول من النثر ليخلص نفسه مما علق به من تقاليد غير محمودة تخلخلت فيه مع طول المدة، ذلك أنه بأشكاله الأقل مرونةً من أوزان وإيقاعات يزيد عليها في الشعر العربي خاصةً نظام الشطرين، والقافية الواحدة يقاوم لمدة أطول المحاولات التي تهدف اختراق مناعة، بعد أن غدت التقاليد غير المحمودة جزءا من الفن الشعري".[٣]
  • الشاعر محمود سامي البارودي؛ حيث بدأت خطواته الأولى في التجديد والحداثة في الشعر في الثورة العرابية، والمطالبة بالحرية والقومية، وما إلى ذلك مما ابتغاه المصريون آنذاك، من معيشةٍ سياسية، وغيره، فكان كما وصفه زعيم المجددين وأول شاعر من شعراء العصر الحديث، لا بل ورائد الشعر الحديث أيضا، المدرسة التي يمكن ضمها لها تحت مظلة الشعر الحديث، هي المدرسة الكلاسيكية الجديدة، فقد أخذ الشعراء العباسيين كنماذج يقلدهم ويحتذي بحذوهم، مضيفًا إليهم الحياة والروح، ومبتعدًا عن تكرار الصور القديمة، والقوالب الجاهزة كما فعل من سبقوه أمثال: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم؛ فعلى الرغم من تجديدهم في الشعر، ولكن هذا التجديد ضيق النطاق، لم يعبر عن أية فلسفة، أو عقيدة، أو حب للطبيعة، أو حتى لم يكن هذا الشعر مذهبًا جديدًا في الأدب، بحيث استهلكوا الصور القديمة، وتمسكوا بالأوزان القديمة، وممن تأثروا بالبارودي وساروا على نهجه إبراهيم اليازجي، أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وعبد المطلب وعلي الجارم من مصر، ومعروف الرصافي من العراق، وبشارة الخوري من لبنان.[٢]
  • أدونيس؛ مكتشف التنظيرات العربية للحداثة في الثقافة القديمة، يتوصل لقناعةٍ بأنّ هذه الحداثة نتيجة الثورة؛ الثورة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، مما أدى إلى نشوء تحوّلٍ جذري شامل في المجتمع الغربي، انعكس على العالم العربي عند الاحتلال والغزو، وهو ما سبقه على ذلك تأسيس الدولة الأموية، وحركة التأويل، من ثم الخوارج، إلى الحركة الصوفية، الأمر الذي ظهر على طرق المثابة، اللغة الشعرية، وطرق التعبير الجديدة والمبتكرة.[٤]


ما هو الشعر الحديث

تعريف الشعر العربي الحديث يرتبط بسماتٍ عدة تتصل بجزءٍ منها بالأسلوب، وجزء آخر بالموضوع، بحيث أن البيت لم يعد هو وحدة القصيدة، كما أنه تحرر من سلطان القافية الموحدة، إذ أنّ الشعر القديم عند العرب هو الكلام الموزون المقفى، وهو ما تحرر الشعر الحديث منه، لتظهر أوزان جديدة من مثل المجزوء المتدارك الذي نظم البارودي فيه قصيدة له.[٥]


الحداثة لها عدة معانٍ وتراجم مختلفة، حيث إن الحداثة هي مذهب فكري أدبي علماني، بُني على أفكار، وعقائد عربية خالصة، مثل: الماركسية، والوجودية [٦]، وهي في تعريف أدونيس: "الصراع بين النظام القائم على السلفية، والرغبة العاملة لتغيير هذا النظام"، أو "قول ما لم يعرفه موروثنا، أو هي قول المجهول من جهةٍ، وقبول بلا نهائية المعرفة من جهةٍ أخرى".[٧]

المراجع

  1. أستاذ الدكتور مسعد بن عيد العطوي، الأدب العربي الحديث، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الغفور بي تي، أدونيس:شاعر التجديد في عالم العرب الحديث، صفحة 15-18. بتصرّف.
  3. جامعة حران ، نشأة حركة الحداثة وتطورها في الشعر العربي الحديث، صفحة 210-215. بتصرّف.
  4. احمد ابن اعماره، الحداثة عند أدونيس، صفحة 15-16. بتصرّف.
  5. دكتورة نعمات أحمد فؤاد، خصائص الشعر الحديث، صفحة 35-33. بتصرّف.
  6. عبد الغفور بي تي، أدونيس:شاعر التجديد في عالم العرب الحديث، صفحة 44. بتصرّف.
  7. ا د ابراهيم محمد علدالرحمن، الحداثة الشعرية العربية رؤية موضوعية، صفحة 52-. بتصرّف.