فدوى طوقان
تُعتَبرُ الشّاعِرة فَدوى طُوقان واحِدةً مِنَ العربيّاتَِ القلائل اللّاتي وصلنَّ الشِّعرَ القديم بِحركة الحداثةِ والتَّجديدِ، فخرجت فدوى طُوقان مِنَ الأساليب الكلاسيكيّة للقصيدة العربيّة القديمة إلى الشِّعر الحُر، فبدأت مسيرتها في كتابة الشِّعر كشاعرةٍ رومانطيقية، لكنّها تعرضت لظروفٍ تتعلَّقُ بالنَّكسةِ، فأدت إلى إحداث رجّةٍ في لُغتها، فأصبحت بعدَ ذلك شاعِرة مقاومة، لكِنّها على الرّغم من ذلك لم تتجرّد من النّزعة الرومانطيقية؛ إذ كانَت مُرتبطة بشعر الطّبيعةَِ، والحُبّ، والعذوبة الإنسانيَّة، الأمر الّذي جَعلها مُستمرّةً وحيّةً في مسيرتها الشِّعريّة، في موسوعة الشِّعر العربيّ.[١]
نشأةُ فدوى طُوقان
وُلِدت الشّاعَِرة فدوى طوقان عامَ 1917 للميلاد، في مدينة نابلس الواقِعة في فلسطين، ونشأت في أسرةٍ تعجّ بالتّعصّب والحرمان، فكانَ لِذلك أثرٌ على شخصيّتها، فباتت شخصيّة مُنعزلة ومنطوية، إلّا أنَّها بإصرارِها الشّديد وذكائها، استطاعت أن تصِلَ إلى هدفها، ولم تكترث للصّعوباتُِ والمُعيقات الّتي اعترضت طريقها [٢]. وفي عام 1939 ذهبت فدوى إلى مدينة القدس عاصمة فلسطين مع أخيها إبراهيم طوقان، فعاشت هُناك وسط مجتمعٍ مدنيّ حيثُ التقت فيهِ بعددٍ من الشُّعراءِ والأُدباءِ والسّياسيين، كَما أنّها ارتادت نوادي الأدب والثّقافة، ودور السينما، فشهدت مسيرتها الأدبية والحياتيّة انطلاقةً واضحةً بعيدًا عن العاداتِ والتّقاليد.[٣]
تعليمُ فدوى طُوقان
نَشأت فدوى في عائلةٍ شغوفة بالعِلم والمُتعلِّمين، فأُرسِلت فدوى إلى المَدرسةِ وهي في سنِّ السّابعة، وكانَت مُقبلة على العلمِ بحُبٍّ وشَغف، إلّا أنَّها حُرِمت من التَّعليمِ قبلَ أن تُتِمّ المرحلة الابتدائيّة، وبعدَ عودةِ أخيها إبراهيم عام 1929 مِن بيروت حامِلًا شهادته الجّامعيّة، تعهدها برعايته، وأخذ بيدها بعدما لمس ميلَ أختِه للشّعر، ومن هُنا بدأت مسيرة فدوى الشِّعريّة، وباشرت حينها بالقراءةِ، والدِّراسة حتّى أصبحت تمتلك رصيدًا ثقافيًّا وأدبيًّا، يُتيحُ لها القراءة في جميع الاختصاصات، والتصقت فدوى بعلم النَّفسِ والرّواية[٤]. وفي عام 1962 اتّجهت فدوى إلى لندن، وانخرطت هُناك في سلك الدّراسة، فتمكنت من تثقيف نفسها بالثّقافة الأوروبيّة الحديثة، والإلمام بعلوم الغرب وآدابهم.[٣]
المنهج الأسلوبيّ لِفدوى طُوقان
كانَ شِعرُ فدوى طُوقان يندرِجُ تحتَ عِدّة مَراحل؛ ففي المرحلةِ الأولى كانَت قد نسجت على منوال الشِّعر العَمودي، وكانَ ذلِك واضِحًا في دِيوان "وحدي مع الأيام"، وديوان "وجدتها"، وكانَ يتَّسِمُ شِعرُها بالنَّزعةِ الرّومانسيّة، أما في المرحلةِ الثّانيَة فاتَّسم شعرها بالرّمزيّة والواقِعيّة، وغلبة الشِّعر الحُرّ، وظهرَ ذلك في ديوانِ "أمام الباب المُغلق"، وديوان "اللَّيل والفُرسان".[١]
مؤلّفات فدوى طوقان
تركت فدوى آثارًا أدبيّة شاهِدةً على صمود امرأة فلسطينيّة سعت لأن يسطّر التّاريخ اسمها، ومن هذه الآثار:[٥]
- ديوان وحدي مع الأيام.
- ديوان وجدتها.
- ديوان أعطنا حبًا.
- ديوان أمام الباب المغلق.
- ديوان الليل والفرسان.
- ديوان اللحن الأخير.
- ديوان على قمة الدنيا وحيدًا.
- رحلة صعبة: سيرة ذاتية.
- رحلة أصعب: سيرة ذاتيّة.
- أخي إبراهيم: سيرة ذاتية.
وغيرُها من الدّواوين والآثار.
نموذج مِن شِعر فدوى طوقان
قالَت فدوى في قصيدة "طمأنينة السَّماء":[٦]
وفاة فدوى طوقان
تُوفيت فدوى طوقان عامَ 2003 للميلاد في عصرِ يوم الجمعة، الثّاني عشر من ديسمبر، وكانَت قد كُتبت على قبرها قصيدتها المشهورة "كفاني أظلُّ بحضنِها".[٧]
المراجع
- ^ أ ب ريحانة ملازاده، الملامح الرومانسية في شعر فدوى طوقان، صفحة 194. بتصرّف.
- ↑ اوريدة بن شوية، تفاعل الشاعر والواقع في شعر فدوى طوقان:دراسة لنماذج مختارة، صفحة 8. بتصرّف.
- ^ أ ب زينب زواهرة، الرمز في شعر فدوى طوقان، صفحة 25. بتصرّف.
- ↑ زينب زواهرة، الرمز في شعر فدوى طوقان، صفحة 22-24. بتصرّف.
- ↑ اوريدة بن شوية، تفاعل الشاعر والواقع في شعر فدوى طوقان: دراسة لنماذج مختارة، صفحة 9-10. بتصرّف.
- ↑ فدوى طوقان، الأعمال الشعرية الكاملة لفدوى طوقان، صفحة 43-44. بتصرّف.
- ↑ اوريدة بن شوية، تفاعل الشاعر والواقع في شعر فدوى طوقان : دراسة لنماذج مختارة، صفحة 8-13. بتصرّف.