الشاعر عدي بن ربيعة

الفارس، المهلهل، أبو ليلى، والزير

وهو الشاعر التغلبي عدي بن ربيعة، والذي يعود إلى بني جشم بن بكر بن تغلب، عرف بعدة أسماءٍ، وأطلقت عليه الألقاب الكثيرة، ما اشتهر منها كان المهلهل، وذلك لأنه كان يهلهل الشعر بمعنى يرقّه، وقيل بأنه أول من قصد القصائد، ففي ذلك قال الفرزدق: "ومهلهل الشعراء ذاك الأول"، وهو أحد أبطال العرب في الجاهلية، وفرسانها، كان له دور كبير في حرب البسوس حيث قاد مجموعة وترأسهم، وهو خال امرؤ القيس، وأخوه كليب بن ربيعة.[١]


مولد ونشأة عدي بن ربيعة

نشأ المهلهل في ربوع بني قبيلته تغلب، الذي كان والده ربيعة سيدها، أما عن منطقة سكناه ونشأته فقد كان لبني تغلب منازل امتدت من البحرين حتى حدود الشام، وفي أثناء حرب البسوس توغلوا في أراضي الجزيرة العربية بالتحديد شمالها بحثًا عن الأراضي الزراعية الخصبة، وذلك هو حال العرب آنذاك، الترحال.[٢]


ثقافة وعلم عدي بن ربيعة

الشعر عند قبائل العرب في الجاهلية كان في غالبه يعود إلى ثقافةٍ أدبيةٍ فطرية، فترى الشاعر قد حاز على فصاحة اللسان، وحسن الصيغة منذ الصغر، وهذا حال المهلهل، إلا أنه امتاز بما امتاز به أبناء قومه من "الكشكشة"، وهي نوع من عدم النقاء وصفت بها أشعارهم ولغتهم، فكانوا يستبدلون الشين من الكاف المخاطب للمؤنث، من مثل كلمة منكِ فتصبح منش.[٢] وقد عرف المهلهل بالشجاعة والفروسية، كما أنه كان شديد البأس في الحرب، شديد الفصاحة، أما عن لقبه بالزير فقد أطلقه عليه أخوه كليب؛ لكثرة مجالسته للنساء، وإمضاءه جلّ وقته في اللهو، والترف.[٣]


أسلوب ومنهج عدي بن ربيعة

كما ذكر سابقًا حول هلهلة المهلهل لأشعاره، والتي أعاد أصل تسميتها البعض إلى أنّها "كهلهلة الثوب أي اضطرابه واختلافه"، والبعض الآخر أعادها إلى أنّها نوع من الخنث في الشعر، إلا أن هذا هو الأسلوب الذي ميز عدي بن ربيعة في أشعاره عن غيره، والتي كان منهجها الغالب يدور حول مقتضيات الحياة آنذاك من الفخر، والحماسة، والرثاء.[٤]


وقد كان نظمه للشعر في غالبه في مواضيع الغزل، واللهو، إلا أنه وبعد مقتل أخوه كليب قال ونظم قصائد الرثاء، فطغت على أشعاره عاطفة الحزن، فترك ما كان من لهوٍ ومتعة، وحرم القمار، ومعاقرة الشراب، وأعلن الحرب على قبيلة بكرٍ وكان قائدها، حيث استمرت حرب البسوس لأربعين سنةً، وبالعودة إلى أسلوبه فقد ذكر بأنّ المهلهل هو أول من أطال القصيدة، فكان في بادئ الأمر يقول البيت منفردًا وإن كال يصبح مقطع، إلا أنه استحدث الإطالة ليكون بصمته وأسلوبه خصوصًا في غرض الرثاء، والحرب.[٥]


مؤلفات عدي بن ربيعة

لعدي بن ربيعة ديوان شعري عُرف فيه من أشعاره القليل، وذلك من ما وجد في كتب الأدب المختلفة من مثل: ديوان الحماسة، وكتاب خزانة الأدب، وبذلك فقد جمع أشعاره في ديوان واحد طلال حرب، فكان اسم الديوان؛ ديوان المهلهل بن ربيعة.[٦][٥]


أشهر قصيدة لعدي بن ربيعة

أشهر قصائد عدي بن ربيعة هي البكائية التي قالها في بكاء أخوه كليب عند مقتله، فأنشد يقول:[٧]


إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناً هاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتني كاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسي ما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيّاً كاسِفَ اللَونِ هائِماً مُلتاحا يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً وَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً ثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباً قَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنا نَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍ تَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّى عَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّا يا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا


وفاة عدي بن ربيعة

اختلفت الآراء حول سنة وفاة عدي بن ربيعة، فكان من يقول بأنه توفي عام 525 م، وآخر يقول بأنه توفي عام 530 م، أو 531 م، ولكنه ومن المرجح بأن الوفاة كانت في الثلث الأول من القرن السادس الميلادي[٨]، وقد ذكر في سبب وفاته بأنه قد قتل، وفي روايةٍ أخرى بأنه قد أُسر في البحرين على يد عمرو بن مالك، ومات عطشًا في أسره.[٩]


ولقراءة معلومات عن غيره من شعراء العصر الجاهلي: لبيد بن ربيعة.

المراجع

  1. يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 14-15.
  2. ^ أ ب يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 8-10-15.
  3. يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 15-16.
  4. يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 14-15.
  5. ^ أ ب يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 17.
  6. طلال حرب، ديوان المهلهل بن ربيعة، صفحة 1.
  7. طلال حرب، ديوان المهلهل بن ربيعة، صفحة 23-24-25.
  8. يسرى مرمول ونسرين مرواني، شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره.pdf&ved=2ahUKEwjB_P2Z36PzAhUe_rsIHZ9YDn84ChAWegQIGhAB&usg=AOvVaw1RX65889KUIDt4E2XsEZjB ملامح شخصية مهلهل بن ربيعة في شعره، صفحة 22.
  9. طلال حرب، ديوان المهلهل بن ربيعة، صفحة 17.