بوران بنت محمد

بوران بنت محمد قاضي القضاة أثير الدين بن الشحنة الحنفي، والمعروفة أيضًا بـ "بنت الشحنة"، هي شاعرة من شعراء حلب اشتهرت زمن الدولة العثمانية وفق تاريخ ميلادها ووفاتها، وقد عُرفت بوران بنت محمد في عصرها بأنها امرأة فاضلة وصالحة خيّرة، كما عُرفت بكثرة مطالعتها للكتب ونسخها، وبحبّها للعلم والأدب.[١][٢]


معلومات عامة عن بوران بنت محمد

في البداية لا بد من الإشارة إلى أنه لم تتوفر عن بوران بنت محمد أو كما تعرف بـ "بنت الشحنة" سوى معلومات شحيحة ومحدودة جدًا؛ إذ ورد أنها ولدت عام 861 هـ الموافق 1457م في مدينة حلب الشهباء في سوريا، وهي تنتمي إلى أسرة حلبية عريقة في العلم والأدب وفي القضاء أيضًا، وقد كانت لنشأتها بين أحضان تلك الأسرة أثرت فيما تملّكها من حبّ واشتغال في الأدب والنظم، وفيما يتعلق بشِعْرِها فيُذكَر أنه كان رقيقًا عذبًا وقريبًا من النفوس.[١][٢]


كما يُذكر أنّ بوران بنت محمد قارئة للقرآن الكريم وربما متعلمة له، كما أنّها حجّت إلى بيت الله الحرام مرّتين، أما فيما يتعلّق بالتّأليف والنتاج الأدبي فقد ذُكِر أنّ بوران بنت محمد ناظمة وناثرة؛ أي أنها ألّفت في الشعر والنثر، كما يُقال إنّها يمكن أن تكون ناسخة فقط وليست مؤلّفة.[١][٢]


نماذج من شعر بوران بنت محمد

من النماذج الشعرية التي وصلت إلينا للشاعرة بوران بنت محمد أو كما تُعرف بـ "بنت الشحنة" الأبيات الآتي ذكرها:


مقطوعة دعوا دمعي

تقول بوران بنت محمد في هذه المقطوعة الشعرية ترثي أخاها محبّ الدين:[٣]


دعوا دمعي بيوم البين يجري فقد ذهب الأسى بجميل صبري وكيف تصبرّي وأخي رهين بأرض الشام في ظلمات قبرِ فقدت أخي وكان أخي وظهري على الحدثان سمّاعاً لأمري فإن عجزت عن الندب الغواني بعثت الدمع نظماً غير نثرِ



قصيدة يا بين بالغت في الأشجان

وفي هذه القصيدة تقول الشاعرة بوران بنت محمد:[٤]


يا بين بالغت في الأشجان والمحن وجلت فينا بجد ليسٍ بالحسن أضرمت نار فؤادي والحشاءَ معاً أوليتني في الورى حزناً على حزن أغلقت باب علوم ثم باب هدى أخذت مني محب الدين من وطني قد مات في غربة والشام مسكنه يا ليتني قبل ذا أدرجت في كفني وقد فقدت عفيف الدين وا أسفي فليت بعد عفيف الدين لم أكن قد كان موت محب الدين نائبة وا طول حزني لذاك المنظر الحسن



وا طول حزني ووا وجدي ووا أسفي فيم الإقامة بالشهباء لا سكني



وفاة بوران بنت محمد

يُذكر أنّ بوران بنت محمد توفيت عام 938 هـ الموافق 1531م في مسقط رأسها؛ أي في مدينة حلب في سوريا، وذلك عن عمر يُناهز 77 عامًا.[١]


ولقراءة المزيد من المعلومات عن شاعرات أُخريات: نازك الملائكة، فدوى طوقان.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث حسن كجة، محمد كجة، بنت الشحنة&source=bl&ots=B573wL5QLn&sig=ACfU3U1yfmuaXM4NfLi8_lsC9bZwJuXENg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiGr_Gg_qL6AhVZg_0HHeERBl0Q6AF6BAgUEAM#v=onepage&q=ديوان بنت الشحنة&f=false حلب الشهباء في عيون الشعراء، صفحة 711. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد خير يوسف، المؤلفات من النساء ومؤلفاتهن في التاريخ الإسلامي، صفحة 28. بتصرّف.
  3. "دعو دمعي بيوم البين يجري"، الديوان. بتصرّف.
  4. "يا بين بالغت في الأشجان والمحن"، الديوان. بتصرّف.