نسب قيس بن الملوح العامري ولقبه

هو قيس بنُ الملوّح بن عدس بن ربيعة بن جعدة العامريّ، أحدُ شعراء الغزل العذريّ في العصر الأمويّ، لُقِّب بمجنون ليلى رغم عدم جنونه؛ لشدّة حبّه وهيامه بابنة عمه ليلى العامرية، شكَّت فئة قليلة من العلماء كون قيس شخصيّة حقيقيّة؛ ويرجع ذلك إلى كثرة المجانين الذين هاموا بليلى؛ فالفتيات التي حملت اسم ليلى في ذلك العصر كثيرات والعشّاق كذلك كثيرون، فبنو عامر وحدهم قيل إنّ فيهم أكثر من مجنون، لكن أسنِدَ كلّ شعر قيل في ليلى إليه.[١]



قصة حب قيس لليلى

كان قيس وليلى في صغرهما يرعيان الغنم ويتحدثان، فلمّا كبرا نما حبّهما، وكانت ليلى تقيم مجلسًا شعريًّا يتوافد إليه فتيان بني عامر، حيث ينشد قيس فيها الأشعار ويتغنى بحبّه لها، فاتحذ أهل القبيلة من ذلك ذريعة لحرمانها منه وحرمانه منها، وقد ذهب قيس ليخطبها من أهلها، لكنّ رجلًا من ثقيف اسمه ورد أقبل ليخطبها، وكانت العرب حينها تقرّ بأن المرأة لا تتزوج بمن يتغزّل فيها بشعره، ولذلك رفض والد ليلى خطبتها من قيس وأجبرها على رفضه وأن تتزوج وردًا، فجنّ قيس وفقد عقله، وقال فيها: [٢]


صَغيرَينِ نَرعى البَهمَ يا لَيتَ أَنَّنا إِلى اليَومِ لَم نَكبَر وَلَم تَكبَرِ البَهمُ

[٣]

فردت عليه باكية:


كلانا مُظهرٌ للنَّاسِ بُغضًا وكلٌّ عندَ صاحبِه مَكينُ

[٤]

نهى سائر الناس قيسًا عن حبّه لليلى، وقالوا: "لا خير لك فيها ولا لها فيك، وقد رددنا عنه ولك في بنات عمك خير لك منها، فلو تزوجت واحدة منهن نرجو أن يزول عنك بعض ما في قلبك من حبها"، هو لم يكفّ يومًا عن حبها، ولا يزيل وحشته ويؤنس وحدته إلا ذكراها، وقد نظم القصائد لهذا الغرض فصار يعتزل الناس ويختلي بأفكاره، وهو من شدة وَلَهه يراها في كلّ مكان، ويُخَيَّل له أنّها معه، فلقّب بالمجنون،[١] حتّى مرّ يوما بزوجها فأقبل يسأله:


بِرَبِّكَ هَل ضَمَمتَ إِلَيكَ لَيلى قُبَيلَ الصُبحِ أَو قَبَّلتَ فاها

[٥]

فأجابه ورد أنه قد فعل، ولم يحتمل قيس ذلك فقبض بكلتا يديه قبضتين من الجمر، حتى ذاب الجمر في يديه وأغشي عليه، فذهب ورد متعجبا منه.[٦]


خصائص شعر قيس بن الملوح

اتّسمت قصائدُ ابن الملوّح بالخصائصِ الآتية.


حرارة العاطفة

تغلب على أشعاره حرارة العاطفة ومشاعر الألم والتوجّع ، فها هو في قصيدة له يقف على أعلى الأماكن، حيث الهواء الطلق لينفس عمّا في جوفه فيقول:


فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا

[٧]


شيوع التمني

يغلب التمني على قصائد قيس؛ بسبب حرمانه من محبوبته، فلم يستطع الزواج بها؛ لأنّ القبيلة ترفض الشاعر الذي يتودّد إلى محبوبته في شعرِه، ويوظّف التمني بألفاظ تحمل معنى التفاؤل، فيقول:


فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا

[٨]


استخدام الصور الشعرية

وظف في أشعاره آليّات بلاغيّة عديدة، كالصور الشعرية التي تجسد المعنى بدقة، وترسمه بألفاظ سهلةِ المَأخذ، فيقول:


ويوم كظل الرمح قصرت ظله بليلى فلهاني وما كنت لاهيا


[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الستار فراج، ديوان مجنون ليلى، صفحة 20 . بتصرّف.
  2. أبي بكر الوالبي، ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، صفحة 27. بتصرّف.
  3. "صغيرين نرعى البهم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023.
  4. "كلانا مظهر للناس"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023.
  5. "بربك هل ضممت اليك ليلى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2023.
  6. عبد الستار الفراج، ديوان مجنون ليلى، صفحة 15 .
  7. "تذكرت ليلى والسنين الخواليا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.
  8. "تذكرت ليلى والسنين الخواليا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  9. "تذكرت ليلى والسنين الخواليا "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2023.