عبد الغني النابلسي
هو الشاعر والشيخ والرحالة عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم، صاحب مكانةٍ كبيرة في شتى العلوم، وهو أحد فقهاء الحنفية ممن تولوا الإفتاء في الشام، وكانت كتبه ورسائله موضع اهتمام من عاصره من العلماء، ومن أتى بعدهم أيضًا، وبالإضافة لذلك فهو شاعر كبير وله عدة دواوين شعرٍ.[١]
حياة ونشأة عبد الغني النابلسي
ولد الشاعر عبد الغني النابلسي في دمشق عام 1050 للهجرة، أي في العام 1641 للميلاد، وكان والده إسماعيل فقيهًا ومفسرًا ومحدثًا، وكذلك كان جدّه معروفًا بعلمه، فترعرع عبد الغني بين أسرة تهتم بالعلم والمعرفة، ولكن النابلسي نشأ يتيمًا، أما كنية النابلسي، فذلك لأن جدهم الأكبر قدم إلى دمشق من نابلس.[٢]
ثقافة وعلم عبد الغني النابلسي
ترعرع النابلسي في بيت علمٍ وفقهٍ، لما كان لوالده وجده من أثر، وقد حفظ النابلسي القرآن الكريم صغيرًا، كما ودرس واهتم بالعلوم في شتى مجالات عصره، كعلوم الآلية والغائية؛ أي اللسانية، والفقه وأصوله، ومن ذلك بدأ بتصنيف الكتب والتدريس، ذلك كله ولم يبلغ العشرين من عمره، بعد ذلك ارتحل إلى أكثر من بلدٍ كانت أولها دار الخلافة عام 1075 هجري، ثم البقاع ولبنان، تلتها القدس والخليل، ثم الحجاز، ليعود بعدها إلى الشام.[٣]
أساتذة وشيوخ عبد الغني النابلسي
تلقى النابلسي علمه بدايةً من والده إسماعيل إلى حين وفاته، حيث كان عبد الغني في عامه الثاني عشر، وبعدها أخذ علمه وتلقاه من شعبةٍ من الشيوخ والعلماء، مثل:[٤][٥]
- الشيخ أحمد القلعي الحنفي.
- الشيخ محمود الكردي.
- الشيخ عبد الباقي الحنبلي.
- محمد بن تاج الدين المحاسبيّ.
- حسين بن إسكندر الروميّ.
- الشيخ نجم الدين محمد بن شيخ الإسلام بدر الدين بن محمد العامري.
- علي بن علي الإمام الشبراملسي.
أسلوب ومنهج عبد الغني النابلسي
كان الشيخ النابلسي شيخًا صوفيًا، فقد ذكر بأنه انعزل لمدة سبع سنوات وكان منكبًا فيها على القراءة والمطالعة، وذلك لابن عربي والجيلي، اللذان تأثر فيهما شديد التأثر، فظهرت عليه ملامح وصفات التصوف في مؤلفاته وأشعاره، ولكن منهجه الأول وما سار عليه كان القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع.[٦][٧]
مؤلفات عبد الغني النابلسي
للنابلسي مؤلفات عديدة تتناول موضوعات عدة، كالكلام والفقه وأصوله، والتصوّف، والشعر، وأدب الرحلات، ومجالات أخرى عديدة، ومن بعض مؤلفاته ما يأتي:[٨][٨][٩]
المؤلفات الشعرية
- ديوانه الذي سمّاه "ديوان الدواوين"، والذي يشتمل على جلّ شعره.
- ديوان الحقائق ومجموع الرقائق.
من مؤلفاته في الفقه والحديث
- الابتهاج في مناسك الحاجّ.
- بغية المكتفي في جواز المسح على الخفّ الحنفيّ.
- بذل الصلاة في بيان الصلاة.
- رسالة في الحثّ على الجهاد.
من مؤلفاته في التصوّف
- إيضاح المقصود من معنى وحدة الوجود.
- الوجود الحقّ.
- إطلاق القيود شرح مرآة الوجود.
من مؤلفاته في الرحلات
- حيلة الذهب الإبريز في رحلة بعلبك وبقاع العزيز.
- الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز، وهو كتاب يحمل موضوع رحلته الكبرى.
من مؤلفاته الكلامية
- تعطير الأنام في تعبير المنام، وهو كتاب تفسير أحلام، وهو من أشهر مؤلفاته.
- المطالب الوفية في شرح الفرائد السنية.
أبيات عبد الغني النابلسي
يتضمن ديوان عبد الغني "ديوان الدواوين" قصائده المشهورة، ومثال عليها قصيدة "لي في الإله عقيدة غرّاء"، يقول في مطلعها:[١٠]
وقصيدته "صريح كلامي في الوجود وإيماني"، يقول فيها:[١١]
وفاة عبد الغني النابلسي
توفي الشيخ الشاعر عبد الغني النابلسي عام 1143 للهجرة، الموافق 1731م، إثر مرضٍ ألمّ به.[١٢]
يمكنك قراءة المزيد عن شعراء الصوفية، مثل: البوصيري، والحلاج.
المراجع
- ↑ مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 168-171.
- ↑ مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 169.
- ↑ مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 169-170.
- ↑ مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 170.
- ↑ خالد بن سليمان الخطيب، منهج عبدالغني النابلسي في العقيدة والتصوف، صفحة 53.
- ↑ خالد بن سليمان الخطيب، منهج عبدالغني النابلسي في العقيدة والتصوف، صفحة 173.
- ↑ خالد بن سليمان الخطيب، منهج عبدالغني النابلسي في العقيدة والتصوف، صفحة 190-191.
- ^ أ ب مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 171-172.
- ↑ خالد بن سليمان الخطيب، منهج عبدالغني النابلسي في العقيدة والتصوف، صفحة 60.
- ↑ عبدالغني النابلسي، ديوان الدواوين، صفحة 428.
- ↑ عبدالغني النابلسي، ديوان الدواوبن، صفحة 430.
- ↑ مصطفى برسبغا، تحقيق الحامل في الفلك والمحمول في الفلك في إطلاق النبوة والرسالة والخلافة، صفحة 172.