الأخطل

هُو غيّاث بن غوث بن طارقة بن عمرو بن مالك بن جثم بن قاسط، وكنيته أبو مالك، لهُ عِدّة ألقاب وهي: دوبل وذو العباية وذو الصّليب، أمّا عن لقبه الأساسيّ والمُتعارف عليه هو الأخطل، وسُمَّيَ الأخطل بهذا الاسم للخطل في كلامه فكانَ كلامه مضطربًا، ومِنهم من قالَ بأنّه تعودُ تسميّةُ الأخطل بهذا الاسم إلى الخطل وهو استرخاءُ الأذن، ومنه قيل لكلاب الصّيد، وكان قد جاءَ أيضًا في لسانِ العرب، بأنَّهُ سُمِّيَ بِذلك لطولِ لِسانه، فكانتِ الآراء حولَ تسميته مُتضارِبة.[١]


مولد الأخطل ونشأته

لَم يُذكر تاريخًا محددًا حولَ وِلادة الأخطل، لكِن يُقال بأنَّهُ وُلِد قُبيل السَّنة العاشِرة للهجرة، أو في أواخر السّنة الثّامِنة، ونشأ في قبيلة تغلب بينَ أُسرةٍ لم تكُن ذات شأنٍ وتاريخٍ يتفاخر بهما. تزوّج الأخطل أكثر من امرأة، وكانت زوجتهُ الأولى هي أشهرهما، حيثُ عاشت معهُ ضيق الحياةِ في أوائلِ حياته، لهُ ولدٌ يُدعى مالك، فكانَ سفيرًا لأبيهِ في المهمّاتِ الأدبيَّة [١]. كَما أنَّهُ نشأ على النَّصرانيّةَِ في العِراق وكانَ قد اتَّصلَ بالأمويين فكانَ شاعِرهم وكانَ قد تهاجى مع جرير، والفرزدق.[٢]


تعليم الأخطل

إنّ البيئة الجاهليَّة للشّاعر الأخطل هي المعلّم الأوّل له؛ حيث أسهمت في تغذية ملكة الوصف لدى الشّاعر، فتحوّل من الإبداع إلى الوصف، وقد كان يعتمد على اللجوء إلى الوصف، لتحديد المعنى وتأكيده أو إجلائه، ممّا أدّى إلى بروز المعاني الملحميّة التي تعظم من بطولة الممدوح، فأكثر في أشعاره من توظيف الجمل الإنشائيّة، لتوضيح الوصف، كما اعتمد على أسلوب الاحتجاج والعرض والتبيين، فكلّ ما كان يستخدمه الأخطل في شعره من أسلوب قسم، كان للتّأكيد، وهذا أعمّ في عهد البداوة، التي تتميز بزيادة الانفعالات الشديدة، فالبدائي لا يحرج من الأيمان المغلظة.[٣]


المنهج الأسلوبيّ لشعر الأخطل

اعتَمدَ الأخطل على الوسائل الفنيّة الجَمالية لإبراز الإبداع التعبيريّ فتنوعت هذه الوسائل في شعر الأخطل فاستعمل الأخطل في شعره اللغة العربيّة الفصيحة فكانَ ذلِك سببًا مُهمًا ليتميّز شعرُهُ بالجّزالةِ، وقوّة الصّياغة، كَما أنَّه حرص على إيصالِ أفكارِه بألفاظٍ مصقولة [٤]، كَما أنّ أسلوب الأخطل كانَ أكثر صعوبةً وأكثر تنوّعًا وذلِك لتناوله جميع الأغراض الشعريّة المعروفة.[٥]


مؤلّفات الأخطل

تعدّدت أغراض الشّعر عند الأخطل، من تهتكٍ، وهجاءٍ، وفخرٍ، ومديحٍ، وقد جمعت أشعاره في ديوان له، جاءت الأشعار مرتبةً فيه ترتيبًا هجائيًا بحسب القافية، ومن قصائده: [٦]

  • سعيت شباب الدّهر، قافية الياء.[٧]
  • في دارم تاج الملوك، قافية النون.[٨]
  • الكأس المترعة، قافية الميم.[٩]
  • أتاني وأهلي، قافية اللام.[١٠]

بالإضافة إلى غيرها الكثير من القصائد التي تجدها في ديوانه.


نموذج من شِعره

قالَ الأخطل في مدحِ يزيد بن معاوية في قصيدة "فلولا يزيد بن الإمام":[١١]


أَلا يا اِسلَما عَلى التَقادُمِ وَالبِلى بِدومَةِ خَبتٍ أَيُّها الطَلَلانِ فَلَو كُنتُ مَحصوباً بِدومَةَ مُدنَفاً أُسَقّى بِريقٍ مِن سُعادَ شَفاني وَكَيفَ يُداويني الطَبيبُ مِنَ الجَوى وَبَرَّةُ عِندَ الأَعوَرِ اِبنِ بَيانِ أَيَجعَلُ بَطناً مُنتِنَ الريحِ مُقفِراً عَلى بَطنِ خَودٍ دائِمِ الخَفَقانِ يُنَهنِهُني الحُرّاسُ عَنها وَلَيتَني قَطَعتُ إِلَيها اللَيلَ بِالرَسَفانِ فَهَلّا زَجَرتَ الطَيرَ لَيلَةَ جِئتَهُ بِضَيقَةِ بَينَ النَجمِ وَالدَبَرانِ أَبى القَلبُ أَن يَنسى عَلى ما يَشُفُّهُ قَواتِلَهُ مِن سالِمٍ وَأَبانِ إِذا قُلتُ أَنسى ذِكرَهُنَّ تَعَرَّضَت حَبائِلُ أُخرى مِن بَني الجَلَفانِ خَليلَيَّ لَيسَ الرَأيُ أَن تَذَراني بِدَوِّيَّةٍ يَعوي بِها الصَدَيانِ وَأَرَّقَني مِن بَعدِ ما نِمتُ نَومَةً وَعَضبٌ جَلَت عَنهُ القُيونُ بِطاني تَصاخُبُ ضَيفَي قَفرَةٍ يَعرِفانِها غُرابٍ وَذِئبٍ دائِمِ العَسَلانِ إِذا حَضَراني عِندَ زادِيَ لَم أَكُن بَخيلاً وَلا صَبّاً إِذا تَرَكاني إِذا اِبتَدَرا ما تَطرَحُ الكَفُّ فاتَهُ بِهِ حَبَشِيٌّ كَيِّسُ اللَحَظانِ يُباعِدُهُ مِنهُ الجَناحُ وَتارَةً راوِحُ بَينَ الخَطوِ وَالحَجَلانِ



وفاة الأخطل

تُوفّي الأخطل في السّنة الخّاَمِسة مِن خلافةِ الوليدِ بن عبد الملك، وكانَ يبلغ حينَها السّبعينََ من عُمره، ويُرجَّحُ بأنَّهُ ماتَ بينَ قومِهِ في الجزيرةِ.[١٢]


ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: عروة بن الورد، عامر بن الطفيل.

المراجع

  1. ^ أ ب مهدي ناصر الدّين، ديوان الأخطل، صفحة 6-8. بتصرّف.
  2. لؤي الحاج علي، صورة المهجو في شعر النقائض، صفحة 55. بتصرّف.
  3. محمد دوابشة، صورة الخليفة في شعر الأخطل، صفحة 80-81. بتصرّف.
  4. بعداش حنان، بلغيث صبرينة، الرمز الديني في شعر الأخطل، صفحة 54-50. بتصرّف.
  5. بعداش حنان، بلغيث صبرينة، الرمز الديني في شعر الأخطل، صفحة 54. بتصرّف.
  6. شرح وتصنيف قوافي وتقديم مهدي محمد ناصر الدين، ديوان الأخطل، صفحة 17. بتصرّف.
  7. مهدي ناصر الدين، ديوان الأخطل، صفحة 335-337. بتصرّف.
  8. علي نوفل، تاريخ الأدب، صفحة 49. بتصرّف.