الشاعر أعشى قيس

الشاعر الأعشى الكبير والمعروف أيضًا بـ "أعشى قيس" هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف وكنيته "أبو بصير"، يعدّ أحد الأعلام من شعراء العصر الجاهلي وفحولتهم، والأعشى هو لقبه لضعف في بصره، فمعناه من لا يُبصر ليلًا، كما أُطلق عليه لقب "صناجة العرب" لجودة شعره ولأنّ العرب كانت تتغنى به، ويعدّ الأعشى صاحب واحدة من المعلّقات الجاهلية.[١][٢]


مولد الأعشى ونشأته

وُلد الأعشى ميمون بن قيس في قرية ُطلق عليها "المنفوحة" إحدى قرى اليمامة، ولم تُذكر الكثير من التفاصيل عن نشأته الأولى، فمما ورد أنّه كان راوية لخاله المسيّب، وكان في شبابه فقيرًا يهوى حياة اللهو والمجون، فلعب القمار وشرب الخمر، فقيل إنّه تردد على النصارى في نجران وفي الحيرة وشارك معهم مجالس الخمر، فكان لحياة المجون هذه أثر في شعره فيما بعد.[٣][٤]


شعر الأعشى

أجمع أهل العلم بالشعر على أنّ أعشى قيس قد تبوأ مكانة رفيعة في الشعر العربي، فكان أفضل من وصف الخمر ومجالس اللهو، وكان ذلك مصدر إلهامه في قول الشعر، كما عُرف عنه التكسّب من الشعر، فتنقل بين مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وتقرب من الأمراء والملوك يمتدحهم ويستدرّ الأموال الطائلة منهم، لذا عرف أيضًا بـ "شاعر اللهو والتكسب"، وفي الجانب الآخر وثّق الأعشى في شعره صوت القبيلة والأحداث المختلفة التي شهدها عصره، وتحدّث بلسان القبيلة والعرب آنذاك.[٥][٤]


خصائص شعر الأعشى

امتازت القصائد والأشعار التي نظمها الشاعر أعشى قيس بمجموعة من الخصائص والسمات، يُذكر منها الآتي:[٦][٧]

  • توظيف الألفاظ العذبة والتي لها وقع موسيقي جميل، ولعلّ ذلك من أسباب إطلاق لقب صناجة العرب عليه.
  • امتاز شعر الأعشى بسيرورته وكثرة انتشاره وذيوعه مقارنةً بغيره من الشعراء.
  • التنوع في الأغراض الشعرية التي قال فيها الأعشى، مع الإكثار من القول في الخمر ووصفه، حتى عُدّ من أشهراء الشعراء الجاهليين فيه.
  • الدقة في التصوير وفي اختيار القوالب الشعرية التي تناسب كلّ فن من الفنون.
  • يغلب على شعر الأعشى الأسلوب القصص الحماسي؛ أي أنه كان يُسجل فيه أحداث عصره.


نموذج من شعر الأعشى

فيما يأتي بعض الأبيات الشعرية التي قالها الأعشى، وهي من معلّقته الشهيرة:[٨]


وَدِّع هُرَيرَةَ إِنَّ الرَكبَ مُرتَحِلُ وَهَل تُطيقُ وَداعاً أَيُّها الرَجُلُ غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها مَرُّ السَحابَةِ لا رَيثٌ وَلا عَجَلُ تَسمَعُ لِلحَليِ وَسواساً إِذا اِنصَرَفَت كَما اِستَعانَ بِريحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ لَيسَت كَمَن يَكرَهُ الجيرانُ طَلعَتَها وَلا تَراها لِسِرِّ الجارِ تَختَتِلُ يَكادُ يَصرَعُها لَولا تَشَدُّدُها إِذا تَقومُ إِلى جاراتِها الكَسَلُ إِذا تُعالِجُ قِرناً ساعَةً فَتَرَت وَاِهتَزَّ مِنها ذَنوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ مِلءُ الوِشاحِ وَصِفرُ الدَرعِ بَهكَنَةٌ إِذا تَأَتّى يَكادُ الخَصرُ يَنخَزِلُ صَدَّت هُرَيرَةُ عَنّا ما تُكَلِّمُنا جَهلاً بِأُمِّ خُلَيدٍ حَبلَ مَن تَصِلُ أَأَن رَأَت رَجُلاً أَعشى أَضَرَّ بِهِ رَيبُ المَنونِ وَدَهرٌ مُفنِدٌ خَبِلُ



وفاة الأعشى

يُذكر في قصة وفاة الأعشى أنه سمع بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأراد ملاقاته فخرج ذاهبًا إليه، وفي الطريق صدته جماعة من قريش وأعطته مئة من الإبل مقابل أن يعود إلى بلده، وذلك خوفًا من يضرم عليهم النار في شعره إذا لاقى النبي محمدًا، فلمّا اقترب الأعشى من قرية "منفوحة" في اليمامة رمى به بعيره فقتله، وكان ذلك في العام السابع للهجرة الموافق 629 م.[٩][١٠]



ولقراءة معلومات عن غيره من شعراء العصر الجاهلي: عنترة بن شداد، عدي بن ربيعة.

المراجع

  1. مصطفى الغلاييني، رجال المعلقات العشر، صفحة 50. بتصرّف.
  2. الأعلم الشنتمري، أشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 108. بتصرّف.
  3. الأعلم الشنتمري، أشعار الشعراء الستة الجاهليين، صفحة 109. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد حسين، ديوان الأعشى الكبير، صفحة 16. بتصرّف.
  5. محمد بن طاطة، ملامح القومية في شعر الأعشى الكبير، صفحة 1. بتصرّف.
  6. سلمى بوقلقول، المرأة في شعر الأعشى.pdf صورة المرأة في شعر الأعشى، صفحة 67. بتصرّف.
  7. محمد حسين، ديوان الأعشى الكبير، صفحة 16-24. بتصرّف.
  8. "ودع هريرة"، الديوان. بتصرّف.
  9. سلمى بوقلقول، المرأة في شعر الأعشى.pdf صورة المرأة في شعر الأعشى، صفحة 68. بتصرّف.
  10. ابن قتيبة، الشعر والشعراء، صفحة 250. بتصرّف.