الأصمعي

صاحب اللغة، والنحو، والغريب، والأخبار، وهو أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع ابن مظهر بن رباح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد ابن غنم بن قتيبة بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، المكنى أبو سعيد.[١]


مولد الأصمعي

ولد الأصمعي في البصرة عام 122 أو عام 123، وبقي فيها إلى أن استدعاه الرشيد إلى بغداد[٢]، أما عن لقبه الأصمعي فهو نسبة إلى جده أصمع، وتعني "صغير الأذن والأنثى منه صمعاء"[٣]، وقد ترعرع الأصمعي في بيتٍ متواضع بسيط مع والده ووالدته، وله من الأخوة عبد الله وهو الأكبر، والأصمعي الأوسط، أو الأصغر فيهم[٤].


ثقافة الأصمعي

تلقى الأصمعي تعليمه على يد شيوخ البصرة، وعلمائها في الكتاتيب، فيقول في ذلك الخطيب البغدادي: "سمع عبد الله بن عون، وشعبة بن الحجاج، والحمادين، ويعقوب بن محمد ابن طحلاء، ومسعر بن كدام، وسليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد.."، وبذلك حاز الأصمعي على العلم الوفير، جله وأكثره في اللغة، والنحو، والأدب، والمعاني، كما كان الشعر موضع اهتمامٍ بالغ عنده، فاهتم من ذلك بالإعراب، وقد غلبت عليه صفة الورع؛ فكان يتقي تفسير القرآن الكريم شديدًا في ذلك، فوصفه السيرافي قائلًا: "كان الأصمعي صدوقًا في الحديث، وعنده القرآن عن أبي عمرو، ونافع، وغيرهما، ويتوقى تفسير شيء من القرآن، والحديث على طريق اللغة"[٥]، وعلمه هذا كان سبب استقدام الرشيد له في بغداد، فقد بلغه أنه فصيح ذو علم وفضل واتساع ودراية في اللغة، علاوة على روايته لأنساب العرب وأيامها وأخبارها وأشعارها وأرجازها، حتى قيل بأن الأصمعي قد حفظ ست عشرة ألف أرجوزة[٦]، وعلى ذلك فيما يخص حفظه فقد كان يمتلك ذاكرةً فريدة، لها قدرة عالية في الحفظ، المنعكس على سرعة بديهته في حضور الجواب، فروى في ذلك حماد بن إسحاق قائلًا: "سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدًا قط أعلم بالشعر من الأصمعي، ولا أحفظ لجيدة، ولا أحضر جوابًا منه، ولو قلت إنه لم يك مثله ما خفت كذبًا."[٧]


أسلوب الأصمعي

أسلوب الأصمعي في علمه من اللغة كان بأخذ وتحري الثابت والصحيح فقط، فلا يقبل بغير ذلك، فيقبل على ما أجمع عليه علماء اللغة وفصحاءها، من ثم يجود بعلمه فيه، ومن ذلك بأنه لا يفتي إلا فيما أجمع عليه العلماء، الأمر الذي جعله يتفرد في الرفض دونًا عن باقي زملاءه ممن عاصروه، وقد استعان في علمه وأسلوبه المتبع على عدة قواعد، من مثل قاعدة المتروك؛ أي عدم قبول استعمال الكلمات المتروكة والتي أصبحت بحكم الميت، لأن العرب تركوا استعمالها واستعاضوا عنها بغيرها، ومن قواعده أيضًا؛ قاعدة تبديل الكلام إذا تبدل المعنى، وقد كان من رافضي القياس في اللغة والنحو، لقناعته بأنه يجر إلى الخطأ، خصوصًا في تفسير القرآن الكريم والحديث.[٨]


منهج الأصمعي

منهج الأصمعي يقوم على طرق الأبواب الجديدة، والاغتراف من غريب العلم في سبيل الفائدة، فلا يترك شيئًا إلا ويستوقفه وينمصه، من ذاك يقول: "رآني أعرابي وأنا أكتب كل ما يقول، فقال: كل شيء؟؟ ما أنت إلا الحفظة تكتب لفظ اللفظة"، ويقول أيضًا: "سألت أعرابيًا، وأكثرت من إلقاء الأسئلة عليه فقال: ما تدع شيئًا إلا نمصته!"، ومن ذاك يتجلى منهج الأصمعي في البحث والتفحص والتمحص، حتى أنه يذكر بأنه كان كثير التنقل في جوانب مدينة البصرة، فتراه يجلس في دكان البقال ليسمع ما يتحدث الباعة والمشترون[٩].


مؤلفات الأصمعي

للأصمعي مؤلفات في شتى أمور النحو واللغة، ومنها[١٠]:

  • كتاب خلق الإنسان.
  • خلق الإبل.
  • كتاب الخيل.
  • كتاب الشاء.
  • كتاب الدارات.
  • كتاب النخل والكرم.
  • كتاب فحولة الشعراء.
  • كتاب الأنواء.
  • كتاب الصفات.
  • كتاب الميسر والقداح.
  • كتاب الأمثال.
  • كتاب مياه العرب.
  • كتاب جزيرة العرب.
  • كتاب الرحل.
  • كتاب نوادر الأعراب.


أشهر مؤلّف للأصمعي

أشهر مؤلفات الأصمعي هي الأصمعيات؛ وهي قصائد شعرية اختارها لهارون الرشيد، واشتهرت بالأصمعيات نسبةً إليه، وتبلغ 92 قصيدة ومقطوعة، كانت أطولها قصيدة سوار بن المضرب[١١].


وفاة الأصمعي

توفي الأصمعي في مكان خلقته الأولى في البصرة، وذلك عام 216[١٢]، ويقول ابن خلكان بأنّ الأصمعي قد توفي بمرو، أما عن سنة وفاته فقد ذكر السيرافي قول أبي العيناء في ذلك فقال: "توفي الأصمعي بالبصرة، وأنا حاضر في سنة ثلاث عشرة ومئتين، وصلى عليه الفضل بن إسحاق"، وهناك آراء أخرى ذكرها السيرافي، منها أنه توفي عام 217، والله أعلم.[١٣]


ولقراءة معلومات عن الشعراء: لبيد بن ربيعة، عامر بن الطفيل.

المراجع

  1. تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، الأصمعيات، صفحة 11. بتصرّف.
  2. تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، الأصمعيات، صفحة 11-12. بتصرّف.
  3. ناصر توفيق الجباعي، الأصمعي ناقد الشعر، صفحة 14. بتصرّف.
  4. الدكتور عبدالجبار الجومرد، الأصمعي حياته وآثاره، صفحة 56-55. بتصرّف.
  5. ناصر توفيق الجباعي، الأصمعي ناقد الشعر، صفحة 15-17. بتصرّف.
  6. تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، الأصمعيات، صفحة 11. بتصرّف.
  7. ناصر توفيق الجباعي، الأصمعي ناقد الشعر، صفحة 23-20. بتصرّف.
  8. الدكتور عبدالجبار الجومرد، الأصمعي حياته وآثاره، صفحة 145-141. بتصرّف.
  9. الدكتور عبدالجبار الجومرد، الأصمعي حياته وآثاره، صفحة 64-65. بتصرّف.
  10. تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، الأصمعيات، صفحة 12. بتصرّف.
  11. ناصر توفيق الجباعي، الأصمعي ناقد الشعر، صفحة 105-101. بتصرّف.
  12. تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون، الأصمعيات، صفحة 12. بتصرّف.
  13. ناصر توفيق الجباعي، الأصمعي ناقد الشعر، صفحة 28. بتصرّف.