إبراهيم ناجي

هو علمٌ من أعلام شعراء العصر الحديث، ومن الشّعراء المصريّين المجدّدين، وهو إبراهيم ناجي أحمد ناجي إبراهيم القصبجي، وهو وكيل لمدرسة (أبولّو) الشّعريّة، عام 1932م، وريس لرابطة الأدباء في مصر، عام 1945. اتسعت شهرته بين أقرانه الرّومانسيّين، من شعراء (أبولّو) بعد أن نظم قصيدة "الأطلال" في فتاةٍ أحبّها في فترة المراهقة، فوصف فيها حاله. والّتي غنّتها أم كلثوم [١]، كما اشتُهر بمقطوعة "القيثارة" كما سمّاها محمّد عبد الوهّاب، وهي أبيات تخيّرها بنفسه من قصيدة "الخريف".[٢]


مولد إبراهيم ناجي ونشأته

وُلِدَ إبراهيم ناجي في 31 من ديسمبر عام 1898، لأبٍ متديّن، مهتمّ بالقراءة والثّقافة، حيث كان يملك مكتبةً ضخمةً، تحوي آلاف الكتب، في مختلف الثّقافات. وأجاد إبراهيم الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة، وفي عمر الثالثة عشرة، نظم قصيدة بعنوان (على البحر)، ثمّ التحق بمدرسة الطّبّ بقصر العيني، عام 1922م. وكان له دور مهمّ في سياق حركة الرّومانسيّة في الشّعر العربيّ، المقترنة بمدرسة (أبولّو) الشّعريّة. وشغل ناجي منصب طبيب نقابة السّينمائيّين والممثّلين [١]. وبرز اسم إبراهيم ناجي بين شعراء المدرسة الحديثة كشاعرٍ مجددٍ، يختلف في رسم تأمّلاته الفلسفيّة، ونزعاته وأدبه الوجدانيّ عن الكثيرين.[٣]


تعليم إبراهيم ناجي

نشأ إبراهيم ناجي في بيتٍ يهتمّ بالثّقافة، ويشجّع على القراءة، حيث كانت مكتبة والده تجمع بين كتب التّراث العربيّ، والأدب الإنجليزيّ، والفرنسيّ. ولم تثنه دراسة الطّب عن شغفه الأدبيّ؛ إذ واصل وهو طالب في الطّب كتابة الشّعر ونشره، وكان مثله الأعلى في الشّعر أحمد شوقي، بالإضافة إلى خليل مطران والشّريف الرّضيّ، كما أنّه كان يحبّ المتنبّي، وشكسبير، فكان إبراهيم ناجي من الأعضاء المؤسّسين لجماعة أبولو[٢]. وكان إبراهيم ناجي يبدي ولعًا بالأدب، فكانت ذاكرته تلتقط أبياتًا من هنا وهناك، فيحفظها بفهمٍ ومن دون فهم. وكان والده يقصّ عليه قصص العلماء والأدباء الموهوبين، ممّا كان له أثر كبير في توجّهه الأدبيّ واهتمامه.[٤]


منهج إبراهيم ناجي الشّعريّ

يتميّز إبراهيم ناجي بشعره الّذي يُعرف بوحدة الرّوح، أو كما يُسمّى بالنّغمة في لغة النّقد الحديث، فيستطيع القارئ لديوانه الانتقال بسهولةٍ من قصيدةٍ لأخرى، مع ملاحظة الارتباط الباطن بين الصّور والأفكار. وقد اعتمد إبراهيم ناجي في شعره على المنهج الحديث؛ إذ يتميّز برومانسيّته المفرطة، وبثورته على التّقاليد الكلاسيكيّة في الشّعر، فهو يستخدم أشكالًا جديدة في النّظم، ويتمسّك باللّغة المعاصرة الطّيعة، العذبة الّتي تخاطب أبناء هذا الزّمان، وقد استمدّ مادّته الشّعرية من تجارب مألوفة في حياة كلّ إنسانٍ، كما أنّ رومانسيّته تتمثّل بإيمانه بالإحساس، وشغفه بالطّبيعة، وصدقه الوجدانيّ.[٢] ويقول إبراهيم ناجي في الشّعر:"الشّعر عندي هو النّافذة، الّتي أطلّ منها على الحياة، وأشرف منها على الأبد، وما وراء الأبد، وهو الهواء الّذي أتنفَّسه، وهو البلسم داويت به جراح نفسي، عندما عزّ الأساة، هذا هو شعري".[٥]


سمات شعر إبراهيم ناجي الأسلوبيّة

عُرف إبراهيم ناجي بشعره الغنائيّ، الغنيّ بموسيقاه، فضلًا عن أنّ شعره كان معروفًا بصوره ومعانيه النثّريّة، وهذا ليس غريبًا عليه، فهو يُعتبر في طليعة شعراء المدرسة الحديثة. ولم يكن الشّاعر إبراهيم ناجي مداحًا، مثل أولئك الّذين كانوا يستجدون بشعرهم، ومدحهم الكاذب الهبات والعطايا، بل كان في مدحه من أولئك الّذين أحسنوا إليه في محنته، ووقفوا إلى جانبه ضدّ البغاة، فاكتفى في شعره بالتّعبير عن خوالجه بشعرٍ نابعٍ من القلب. كما عُرف بشعره الوجديّ، ونزعاته الصّوفيّة والفلسفيَّة، الّتي جاءت كمقطوعاتٍ، وقصائد تؤلّف قصيدةً واحدة، أو ملحمة من ملاحم الحبّ، ممّا جعل إبراهيم ناجي يُعرف بجمال شعره، وبالكثير من لوحاته بارزة المعاني والألوان. [٦]


الوحدة العضويّة في شعر إبراهيم ناجي

لا بدّ في قصائد إبراهيم ناجي، وأصحاب جماعة أبولّو من الوحدة العضويّة، فالقصيدة في نظرهم بنية عضويّة حيّة، تتفاعل عناصرها، وتمتزج بعضها ببعض، ويظهر ذلك في قصيدة "الأطلال" لإبراهيم ناجي، والّتي يقول فيها:[٧]

أعطني حرّيّتي أطلــــق يديّــا إنّني أعطيْتُ ما استبقيتُ شيّا

آه من قيدك أدمى معصمـــي لــم أبقيه ولــم أبقــي عليَّــــا

ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها وإلامَ الأمرُ والدّنيـــا لديّـــــا


مؤلَّفات إبراهيم ناجي

لإبراهيم ناجي ديوانان شعريّان فقط صدرا في حياته، هما: "وراء الغمام"، الّذي صدر عام 1934، و"ليالي القاهرة". وبعد وفاته، خرجت باقي أشعاره، في ديوان "الطّائر الجريح". وله العديد من المؤلّفات النّثريّة، مثل:

  • مدينة الأحلام.
  • كيف تفهم النّاس، صدر عام 1945.
  • توفيق الحكيم الفنّان الحائر، كتب فيه إبراهيم ناجي الفصل الأخير، عام 1945.
  • ليالي فينسيا، الّذي شاركه في كتابته صديقان له.
  • أدركني يا دكتور، وهو مجموعة من القصص القصيرة، وصدر عام 1950.
  • رسالة الحياة، وصدر عام 1952.
  • عالم الأسرة [١].
  • كما أصدر إبراهيم ناجي مجلةً طبيةً باسم الحكومة، كان يملأها بالتّوجيهات والإرشادات الطّبيّة الصحيحة.[١]


وفاة إبراهيم ناجي

توفّي الشّاعر إبراهيم ناجي في 24 من مارس 1953.[١]


ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: سميح القاسم، بدر شاكر السياب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج تجميع وإنتاج دالية أباظة، محمود كشك، سلمى حمزة، إبراهيم ناجي، صفحة 1.
  2. ^ أ ب ت إبراهيم ناجى ، أجمل ما كتب إبراهيم ناجى، صفحة 8. بتصرّف.
  3. إبراهيم ناجي، ديوان إبراهيم ناجي، صفحة 338. بتصرّف.
  4. إبراهيم ناجي، شعر إبراهيم ناجي الأعمال الكاملة، صفحة 20.
  5. سامي الكيالي، ديوان إبراهيم ناجي، صفحة 366. بتصرّف.
  6. يسرا عبدالله عثمان، الإبداع وبنية القصيدة عند جماعة أبولو، صفحة 5. بتصرّف.