الشاعر أبو الشمقمق

الشاعر أبو الشمقمق واسمه مروان بن محمد، وهو من موالي آخر خلفاء بني أمية، وأحد أعلام العصر العباسي وشعرائه، اشتهر بلقب "أبي الشمقمق"، ويعني طويل الجسم من الرجال أو النشيط، قال في الهجاء كثيرًا وكان هجاؤه قويًا ولاذعًا، كما قال في وصف فقره وسوء حاله وفي الفئران، وبصورة عامة كان الشاعر أبو الشمقمق صاحب موهبة كبيرة، لكن جنى عليه الإخفاق المستمر في حياته.[١]


مولد أبي الشمقمق ونشأته

لم تتطرق الكتب والدراسات إلى تاريخ مولد أبي الشمقمق ومكانه، كما أنّ المعلومات الواردة عن نشأته وتفاصيل حياته وظروفه هي قليلة جدًا، ومما ورد عنه وأُجمع عليه أنّ أبا الشمقمق خراساني الأصل، لكنه نشأ في البصرة وترعرع فيها، وكان يتنقل بينها وبين بغداد، فقد كان يذهب إلى بغداد في مناسبات معينة وقضى فيها جزءًا من حياته، ثم عاد إلى البصرة حيث داره وأهله.[٢]


شعر أبي الشمقمق

يتضح من النماذج الشعرية التي وصلت إلينا من شعر أبي الشمقمق أنه كان من بين أقدر الشعراء على تصوير الفقر والحالة المعيشية الصعبة بطريقة ساخرة ومُحزنة في الوقت ذاته، إذ إنّ سوء الحظ الذي كان ملازمًا له أدى دورًا مهمًا في ذلك، كما أنّه أجاد في فنّ الهجاء، فأكثر من هجاء الشعراء والأمراء، ومن الجدير بالذكر أنّ أبا الشمقمق خرج عن تقاليد الشعر التي كانت سائدة في عصره من ناحية المعنى والأسلوب، وقد تميز شعره بالشعبية خوفًا من نقده وهجائه.[٣]


نماذج من شعر أبي الشمقمق

من الأبيات الغريبة التي نظمها الشاعر أبو الشمقمق في الحديث عن الفئران التي كان يعبر من خلالها عن فقره وسوء حاله ما يأتي:[٤]


أَخَذَ الفَأَرُ بِرِجلي جَفَلوا مِنها خَفافي وَسَراويلاتٍ سوءٍ وَتَبابينٍ ضِعافِ دَرَجوا حَولي بِزَفنٍ وَبِضَربٍ بِالدِفافِ قُلتُ ما هَذا فَقالوا أَنتَ مِن أَهلِ الزَفافِ ساعَةً ثَمَّتَ جازوا عَن هَوايَ في خِلافِ نقروا وباتوا دون أهلي في لحافي لعقوا وقالوا ريح مسك بسلافِ صَفَعوا نازَوِيَّةً حَتّى اِستَهَلَّت بِالرِعافِ



أما من أقواله في الهجاء فهي الأبيات الآتية:[٥]


وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ شرابكَ في السرابِ إذاعطشنا وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ رأيتُ الخبزَ عزَّ لديكَ حتى حسبتُ الخبزَ في جوِّ السحابِ وما رَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا ولكنْ خفتَ مرزئة الذباب



وفاة أبي الشمقمق

اختلفت المصادر والمراجع في تحديد التاريخ الدقيق لوفاة أبي الشمقمق؛ فقد ذكر بعضهم أنه توفي عام 200 هـ، بينما ذكر آخرون أنه توفي عام 205 هـ عند تتبع بعض الوقائع في حياته، وفئة ثالثة ذكرت أنه توفي عام 209 هـ، وبناء على ذلك يتضح في كل الأحوال أن وفاته كانت بعد عام مئتين.[٦]


ولقراءة معلومات عن غيره من شعراء العصر العباسي: بشار بن برد، أبو العلاء المعري.

المراجع

  1. واضح محمد الصمد، ديوان أبي الشمقمق، صفحة 13. بتصرّف.
  2. محمد علي يبات، شعر أبي الشمقمق، صفحة 3. بتصرّف.
  3. واضح محمد الصمد، ديوان أبي الشمقمق، صفحة 23. بتصرّف.
  4. "أخذ الفأر برجلي"، الديوان. بتصرّف.
  5. "وابطك قابض الأرواح"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  6. محمد علي يبات، شعر أبي الشقمق، صفحة 6. بتصرّف.