الشاعر جمال الدين الصرصري

جمال الدين أبو زكريا يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور بن المعمر بن عبد السلام، هو شيخ زاهد وأديب ولغوي وشاعر أيضًا، عُرِف واشتهر في فترة العصر المملوكي، وقد نظم العديد من القصائد في مد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واتضح في شعره مدى فصاحته وبلاغته واطلاعه وتمكّنه، فكان عذبًا وعالي الطبقة، وذلك بالرغم من أنّه كان ضريرًا.[١]


مولد جمال الدين الصرصري ونشأته

فيما وصل إلينا عن جمال الدين الصرصري أنه عام 588 هـ، وهو من صرصر القريبة من بغداد، فإليها نُسب وعُرف بالصرصري، ويُقال إنه نشأ في بغداد وسكن فيها، وكان محبًا لطلب العلم منذ صغره، فنهل من مختلف العلوم وبرع فيها، إلى جانب براعته في نظم الشعر، وقد ترك جمال الدين الصرصري مجموعة من القصائد والعديد من المؤلفات.[١][٢]


مؤلفات جمال الدين الصرصري

من الكتب والمؤلفات التي تركها جمال الدين الصرصري ما يأتي:[٢][٣]

  • الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة.
  • الوصية الصرصرية.
  • المختار من مدائح المختار.
  • الروضة الناضرة في أخلاق المصطفى الباهرة.


نماذج من شعر جمال الدين الصرصري

فيما يأتي بعض من النماذج الشعرية للشاعر جمال الدين الصرصري:


قصيدة خذ للحجاز

من أبيات هذه القصيدة التي يمدح فيها الرسول الكريم ما يأتي:[٤]


خذ للحجاز إذا مررت بركبه مني تحيّة مخلص في حبّه واسأله هل حيّا مرابعه الحيا وكسا الربيع شعابه من عشبه واستمل من خير الصبالاخ الهوى ما صحّ من إسناده عن هضبه فلنشر أنفاس النسيم عبارةٌ في رمزها معنىً يلذ لقلبه يغريه مسراها بأيام الحمى إذ كان منشأ عرفها من تربه ولعمرها لولا تذكر عهده فيها لما عبث النسيم بلبه هل لي إلى ليلات مجتمع المنى بمنىً رجوعٌ استلذ بقربه ويضمني وبني الوداد بجوّه سربال وصل لا أراع بسلبه حلو الجنى فيه الأمان لمن جنى وبه الكرامة والرضا لمحبه بدر الكمال على بروج قبابه سامٍ يجل عن المحاق وحجبه يزداد نوراً كلما طال المدى بمحمد فلك الجمال وقطبه


قصيدة في قلب مصر

من الأبيات التي قالها جمال الدين الصرصري من هذه القصيدة الرثائية:[٥]


في قلب مصر وبالجزيرة بأس كادت به تتفطر الأنفاس أهوى من الشعراء راس شامخ والرأس فيه الفكر والإحساس لا ويل من موت بعضو قد طحا بل إنه في أن يموت الراس في كل شبر قد توارى فاضل يا ويح مصر كلها أرماس ركب الأمير يجد صهوة نعشه ودنا الرحيل ورنت الأجراس ومشى يشيع نعشه متلهفا من كل حزب أمة أجناس في موكب ضخم قد اشتركت معًا فيه الملائك خشعا والناس وضعوا أمير الشعر في ديماسه فحنا عليه يضمه الديماس


وفاة جمال الدين الصرصري

يُذكر أنّ الشاعر جمال الدين الصرصري توفي شهيدًا على يد التتار عندما دخلوا بغداد، وذلك عام 656 هـ، فدُفن في بغداد أيضًا.[٦]



ولقراءة معلومات عن المزيد من الشعراء: أبو إسحق الإلبيري، ابن الدمينة الأكلبي.

المراجع

  1. ^ أ ب ابن شاكر الكتبي، وفات الوفيات، ج4، صفحة 298. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "معلومات عن الصرصري"، الديوان. بتصرّف.
  3. محمد أحمد درنيقة، معجم أعلام شعراء المدح النبوي، صفحة 442. بتصرّف.
  4. "قصيدة خذ للحجاز"، الديوان. بتصرّف.
  5. "في قلب مصر"، الديوان. بتصرّف.
  6. ناظم رشيد، المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة، صفحة 102. بتصرّف.