أبو القاسم الشابي
أديب وشاعر، وهو أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن إبراهيم الشابي، شاعر تونسي، صاحب القصيدة العظيمة إرادة الحياة، المتميزة بحسن سبكها، ووحدة جوّها، وطابع الحياة، والعافية، والقوة فيها، وغيرها الكثير من المعاني الجميلة التي ستوضح بالمقال.[١]
مولد أبي القاسم الشابي ونشأته
ولد أبو القاسم الشابي في مدينة توزر التونسية، تحديدًا في بلدة الشابية فيها، والملقب بالشابي تيمنًا بها، وذلك عام 1909 يوم 24 من شهر شباط، والده هو الشيخ محمد بلقاسم الشابي من علماء الدين؛ إذ درسه في الأزهر في مصر لسبع سنين، وعاد ليشتغل في تونس قاضيًا شرعيًا، متنقلًا بين المدن والبلاد، حتى وفاته عام 1929م، وقد كان له الأثر الأكبر في تنشئة أبي القاسم العلمية والثقافية.[٢]
علم أبي القاسم الشابي وثقافته
التحق أبو القاسم الشابي في الكتاتيب وهو ابن الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم، ومما زاد في علمه وسدده؛ اهتمام والده به، إذ قام بتلقينه علوم العربية واللغة، حتى جاوز الحادية عشرة من عمره، وكان تعليمه الجامعي في جامعة الزيتونة في تونس العاصمة، والتي درس فيها علوم اللغة العربية والدين، ليتخرج منها عام 1927 مع شهادة تدعى آنذاك بشهادة التطويع؛ قرر بعدها الالتحاق بكلية الحقوق من نفس العام، وهو ما تبعه زواجه عام 1928، الذي كان تجربة فاشلة، رغم أنه تكلل بولدين اثنين، علاوةً على حبه لفتاة أثناء ذلك ظن أنها السعادة، ولكنها كانت موهومة، حيث أن الفتاة توفيت، ووفاة والده عام 1929، أتم دراسته في كلية الحقوق، ليتخرج منها عام 1930، بدأ بعد ذلك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين والنادي الأدبي في العاصمة، من ثم تأسيس نادي الطلاب في مدينة توزر، ليبرز دوره الاجتماعي من خلال هذه الأنشطة.[٣]
أسلوب أبي القاسم الشابي في أشعاره
أسلوب الشابي في معظم أشعاره وقصائده يمتاز بالتكرار الواضح والجلي؛ مشكلًا بذلك إيقاعات موسيقية، تظهر مشاعره، ومعانيه وراء ما ينظِم ويكتب، هذه التكرارات ناتجة عمّا أحاط به خلال سنين حياته القصيرة، علاوةً على تأثره بثقافاتٍ وشعراء من مثل: الفرنسي لامارتيه، وجبران خليل جبران، والتكرار الواقع هنا جاء على مستوى الكلمة في سياق القصيدة كيفما جاءت، وفي البداية كالنمط لجميع أبيات القصيدة.[٤]
من الأساليب التي اعتمدها الشابي في قصائده أيضًا؛ الاستعارة، وهو استعمال الكلام في غير موضعه، لدلالةٍ على معنىً آخر يجوز معه، من مثل البيت الآتي: "وانتهت روحي الكئيبة بالحب، وانت كالبلبل الغريد"، أما عن آخر عنصر أسلوبي امتازت به أشعار الشاعر، وهو التقابل والتضاد؛ فتراه يجمع النقيضين في البيت الواحد، وهو ما وجدت بأكثر من نسقٍ في قصائده، من مثل: "في شعاب الزمان والموت أمشي، تحت عبء الحياة جم القيود". [٥]
انتهج الشابي في أشعاره ونظمها عمق المعاني وسهولة الألفاظ، فتظهر للدارسين معاني أشعاره المرتبطة بالحياة، الطبيعة، الحرية، الوطنية، والثورة، ولكنه يصوغها بسهولة الألفاظ والتعبير، كما أنه لم يتوانَ عن وضع الرموز، وإيجاد العميق من المعاني في نظمه وشعره، فيحفها بالقليل من الغموض على نهج جبران خليل جبران في ذلك، أما عن بحور الشعر الأكثر استخدامًا عنده فقد تميزت أشعاره بالانسيابية، والإيقاعات الموسيقية الفنية فيها، واستخدم البحر المتقارب، وبحر الرمل، والبحر الخفيف والمنسرح، إضافةً إلى المجزوء، والكامل.[٦]
أهم مؤلفات أبي القاسم الشابي
أهم مؤلفات أبو القاسم الشابي تنطوي في ديوانه الذي جمع فيه قصائده واسماه أغاني الحياة، وذلك عام 1934، وقد جهزه للطباعة سوى أن الموت كان أسبق إليه، ليقوم بعد ذلك أخوه محمد الأمين الشابي بنشر الديوان عام 1954، وقد قام بإضافة بعض القصائد المهمة إليه، ولكنه لم يخالف ترتيب أخاه في ذلك، ويضم الكتاب أولى قصائد أبي القاسم الشابي، وهي قصيدة يا حب.[٧]
ومما ذاع صيته أيضا للشابي: كتابه الخيال الشعري عند العرب، والذي ألقى محاضرةً تحمل نفس العنوان عام 1927، لتكون مادة هذا الكتاب نفسه.[٨]
أشهر أقوال أبي القاسم الشابي
اشتهر أبو القاسم الشابي بقصيدة إرادة الحياة، والتي تعد من أهم قصائده وأكملها، ويقول فيها:[١]
"ومن لا يحب صعود الجبال، يعش أبد الدهر بين الحفر".
"إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر".
وفاة أبي القاسم الشابي
توفي أبو القاسم الشابي عام 1934، وذلك على إثر اشتداد مرضه عليه، عن عمر يناهز 26 عامًا، تاركًا خلفه العديد من الآثار الشعرية؛ ما بين القصائد، والنثر، والمقالات، إضافةً إلى القصص والدراسات.[٣]
ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: إبراهيم ناجي، أحمد مطر.
المراجع
- ^ أ ب أبو القاسم محمد كرو، الشابي حياته وشعره، صفحة 32 36. بتصرّف.
- ↑ عاطف عبداللطيف السيد، مظاهر الثورة في شعر أبي القاسم الشابي دراسة فنية، صفحة 1079-1080. بتصرّف.
- ^ أ ب عمر فروخ، شاعران معاصران ابراهيم طوقان وابو القاسم الشابي، صفحة 152 156-162. بتصرّف.
- ↑ د زهير أحمد منصور، ظاهرة التكرار في شعر أبي القاسم الشابي دراسة أسلوبية، صفحة 3 4 20. بتصرّف.
- ↑ مينا، زهره، محمدرضا، الظواهر الأسلوبية في شعر أبي القاسم الشابي قصيدة صلوات في هيكل الحب أنموذجا، صفحة 514 507. بتصرّف.
- ↑ احمد حسن بسج، ديوان أبي القاسم الشابي، صفحة 8 9. بتصرّف.
- ↑ رزقي سهيمي، Suhaimi.pdf&ved=2ahUKEwiu4YnY3IXxAhWjx4UKHVDjCIk4KBAWMAB6BAgIEAI&usg=AOvVaw2kx5HFEVGLG-ZlAev2wuFA معنى الحب في شعر أبي القاسم الشابي دراسة السيميائية، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ أحمد حسن بسج، ديوان أبي القاسم الشابي، صفحة 6 7. بتصرّف.