عامر بن الطفيل

عامر بن الطفيل

هو الشاعر الجاهلي عامر بن الطفيل بن ملك بن جعفر بن كلاب العامريّ، وقد كان أحد أبرز شعراء الحماسة من بين شعراء العصر الجاهلي، بالإضافة إلى كونه فارس من فرسان بني عامر بن صعصعة، وهي أقوى قبائل العصر الجاهلي، وقد اُشتهر بفتكه وقوته.^[١][٢]

نشأة وحياة عامر بن الطفيل

يذكر في مولد عامر بأنه كان قبل الإسلام بأربعين سنة، وذلك ما قاله أبو عبيدة، أما الأصفهاني فقال أنه قبل الإسلام بتسعٍ وخمسين سنة، وكانت أمه تدعى كبشة بنت عروة الرحال، وابن عمه لبيد الصحابيّ والشاعر.^[٣]

فروسية عامر بن الطفيل

جُل ما يُذكر عن عامر بن الطفيل هو فروسيته، وحذاقته في ركوب الخيل، وقوته التي كانت تفوق شاعريته، فهو أحد فرسان بني عامر بن صعصعة، والتي تعود لعشيرة هوازن شديدة البأس في العصر الجاهلي.

لذا كان عامر فارسًا شديد الصلابة، حتى ذُكر اسمه في أقاصي الأرض، فوصل ذلك إلى قيصر الروم، فكان يسأل من يقدمه من العرب: "ما بينك وبين عامر بن الطفيل؟"، فإن أجاب القادم بأنه له نسبًا يجمعه بعامر، زاد مقداره عند القيصر.

وقد كان عامر ذو كنيتين، إذ كان يُكنّى في الحرب "أبو عقيل"، وفي السّلم "أبو علي"، وكان يُلقّب بألقابٍ عديدة، كالجعفريّ، نسبةً إلى جعفر بن كلاب، والحرّ، دلالةً على أنه حر وليس عبدًا، كما لُقب بفارس المزنوق، وذلك على اسم فرسٍ له كان يحبها حبًا جمًا، كما أنه لُقّب بفرس آخر اسمه قُرزل، بلقب فارس قُرزل، مما يدل على أصالة فروسيته.^[٤]

أسلوب عامر بن الطفيل الشعري

وُصِف شعر عامر بأنه يميل إلى العُنجهية والعظمة في غالبه، حيث كانت شخصية الشاعر تطغى على شعره بكل ما فيها من كبرياء، واعتزاز، وفخر، إضافةً إلى ما فيها من شجاعةٍ وفروسيةٍ، وما لدى قومه أيضًا، وقد كان من النادر لمس مشاعر رقيقة في أبياته، كما قد غلب على أسلوب أشعاره وضوح التعبير، مما يسهل فهمه، علاوةً على أنه شعر قليل الحواشي.

كما كان لدى عامر صفات وخصال غير حميدة، وكان يُذمّ بها، مثل بخله، وعجرفته، وظلمه.^[٥]

مؤلفات عامر بن الطفيل

لعامر بن الطفيل ديوان شعري وحيد من رواية أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري.^[٦]

للجهل الشباب

قصيدة "للجهل الشباب" تعد من أشهر قصائد عامر بن الطفيل، والتي يقول في مطلعها:^[٧]

وفاة عامر بن الطفيل

كان عامر بن الطفيل ذو كبرياءٍ وعزة، فعند إدراكه الإسلام كان شيخًا، فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: "اجعل لي نصف ثمار المدينة، وتجعلني ولي الأمر من بعدك وأسلم"، فقال النبي: "اللهم اكفني عامرًا واهدِ بني عامر"، فانصرف عامر متوعدًا بقوله: "لأملأنها عليك خيلًا جردًا ورجالًا مردًا ولأربطنّ بكل نخلةٍ فرسًا"، ويقال بعد ذلك بأنه وهو منصرف طعنه أحدهم في طريقه فمات.

كما ويُذكر في رواية أخرى، أنه ذهب مع أربد شقيق لبيد لغاية قتل رسول الله، ولكن أربد تخلف عن ذلك، فقام عامر بمساومة رسول الله على اعتناق الإسلام بشرط اقتسام السلطة، فقابله رسول الله بالرفض، فوافته المنية بعدها وهو في طريقه بداء الطاعون، بعد دعاء رسول الله عليه، ويذكر الأنباري ذلك بأنه كان في عام 10 الهجري، والموافق 630م.^[٨][٩]

اقرأ المزيد عن شعراء العصر الجاهلي، مثل: زهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم.