الحارث بن وعلة الجرمي

يعرف الحارث بن وعلة الجرمي بأنّه شاعر من شعراء العصر الجاهلي، واسمه الحارث بن وعلة بن عبد الله بن الحارث بن بلع بن سبيلة بن الهون، اشتهر الحارث ووالده وعلة بأنهما من فرسان قبيلة قضاعة ومن أعلامها، ويُذكر أنّ الحارث بن وعلة الجرمي شهد إحدى حروب الجاهلية الشهيرة، وهي حرب كلاب الثانية، وفيما يتعلّق بشعره فقد تمثّله العديد من الأشخاص في بعض المواقف التي عبّر عنها آنذاك.[١]


قصة قصيدة فدى لكما رجلي للحارث الجرمي

لا بدّ من التنبيه في البداية قبل ذكر القصة إلى أنّه لم يرد من أخبار الحارث بن وعلة الجرمي في المصادر والمراجع المختلفة إلا اليسير والقليل، ومنه ما ورد في هذا المقال، إذ إنّه لم يرد عنه تاريخ مولده، أو ظروف نشأته، أو حتى تاريخ وفاة.


وفيما يتعلق بقصيدته فيُذكَر في بعض الكتب والمراجع مناسبة القصيدة التي قالها الحارث بن وعلة الجرمي وكانت افتتاحيتها قوله: "فدى لكما رجل أمي وخالتي" -والتي سيتم إيراد أبياتها لاحقًا- أنّه في موقعة كلاب الثانية التي دارت بين بني تميم وأحلافهم بقيادة قيس بن عاصم وبين قبيلة مذحج وأحلافهم من القبائل اليمنية، وقيل إنّ الدائرة كانت على مذحج وحلفائها، ومنهم كان الشاعر الحارث بن وعلة الجرمي، ليفرّ مع من فرّ منهم، وانبرى يصف الحالة المسعورة وهو يرى السيوف تضرب الأعناق، وفي أثناء هربه سجّل اعتراض قيس بن عاصم له لقتله، وكيف أنه وثب عن فرسه عندما تعبت وهي تجري بسرعة، فكان يجري ويُجاريها ولما تعب وثب عليها مرة أخرى وهكذا، وفي النهاية نجا الحارث من القتل، وقد صوّر هذا المشهد في قصيدته تلك.[١]


نموذج من شعر الحارث بن وعلة الجرمي

فيما يأتي نموذج مما وصل إلينا من أشعار الشاعر الحارث بن وعلة الجرمي، وهي قصيدة تقع في أحد عشر بيتًا ويقول فيها:[٢]


فِدىً لَكُما رِجلَيَّ أُمِّي وَخالَتِي غَداةَ الكُلابِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ نَجَوتُ نَجاءً لَم يَرَ النَّاسُ مِثلَهُ كَأَنِّي عُقابٌ عِندَ تَيمَنَ كاسِرُ خُدَارِيَّةٌ سَفْعَاءُ لَبَّدَ ريشَها مِنَ الطَّلِّ يَومٌ ذو أَهاضيبَ ماطِرُ كَأَنَّا وَقَد حالَت حُذُنَّةُ دونَنا نَعَامٌ تَلاهُ فارِسٌ مُتَواتِرُ فَمَن يَكُ يَرْجُو فِي تَميمٍ هَوادَةً فَلَيسَ لِجَرْمٍ في تَمِيمٍ أَوَاصِرُ وَلَمَّا سَمِعْتُ الخَيْلَ تَدعو مُقاعِساً تَطالَعَنِي مِن ثُغرَةِ النَّحْرِ جائِرُ فَإِن أَستَطِع لا تَلتَبِسْ بي مُقاعِسٌ وَلا يَرَنِي مَبدَاهُمُ وَالمَحاضِرُ وَلا تَكُ لِي حَدَّادَةٌ مُضَرِيَّةٌ إِذا ما غَدَت قُوتَ العِيَالِ تُبَادِرُ يَقولُ لِيَ النَّهْدِيُّ إِنَّكَ مُرْدِفي وَكَيفَ رِدافُ الفَلِّ أُمُّكَ عابِرُ يُذَكِّرُني بِالرَّحمِ بَينِي وَبَينَهُ وَقَد كانَ في نَهْدٍ وَجَرمٍ تَدابُرُ وَلَمَّا رَأَيتُ الخَيلَ تَترَى أَثائِجاً عَلِمتُ بِأَنَّ اليَومَ أَحمَسُ فاجِرُ



ولقراءة المزيد من المعلومات حول غيره من شعراء العصر الجاهلي: عامر بن الطفيل، عمرو بن كلثوم.

المراجع

  1. ^ أ ب "أخبار الحارث بن وعلة"، جامع الكتب الإسلامية. بتصرّف.
  2. "فدى لكما رجلي"، الديوان. بتصرّف.