شكّلت الطبيعة ميدانًا فسيحًا للشاعر العربي منذ الجاهلية وحتى الوقت الحاضر، فوجد فيها ملجأ يصبّ فيه خيالاته وإبداعاته، ومرتعًا يُفرغ فيه أحاسيسه ومشاعره، بما فيها من جمال وهدوء للنّفس، وقد كان لشعر الطبيعة في كلّ عصر من العصور الأدبية مجموعة من الخصائص والسمات التي ميزته عن غيره من الأغراض الشعرية، وفي السطور التالية من هذا المقال ذكرنا لكم خصائص شعر الطبيعة.


خصائص شعر الطبيعة

امتاز شعر الطبيعة بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، والتي اختلفت من عصر إلى آخر، وفيما يأتي توضيح لها تبعًا للعصور الأدبية:


خصائص شعر الطبيعة في العصر الجاهلي

من خصائص شعر الطبيعة في العصر الجاهلي ما يأتي ذكره:[١]

  • تعدّد عناصر الطبيعة التي يذكرها الشاعر في قصيدته وتنوعها، فكان وصف الطبيعة في الشعر الجاهلي ذا صبغة خاصة.
  • التصوير الصادق والدقيق لعناصر الطبيعة والبيئة الجاهلية، فقد كان الشاعر الجاهلي يستمدّ وصفها في شعره من صميم البيئة التي عاش فيها، ومن واقعه المحسوس.
  • توظيف كل مظهر من مظاهر الطبيعة في الغرض المناسب والمقام اللائق به؛ فمثلًا حينما يتحدث الشاعر عن البقاء يوظّف الجبال، وعندما يتحدث عن الحنين والكرم يذكر رياح الصبا، أما رياح الشمال فكان توظف عند الحديث عن الجدب والقحط، وهكذا.
  • الاهتمام بألوان عناصر الطبيعة التي يذكرها الشاعر في قصيدته.
  • توظيف الصور الحية التي تختلط فيها عاطفة الشاعر ومزاجه، مما يجعلها مؤثرة في نفس المتلقي أكثر.
  • التسلسل القصصي الواضح وترابط الأسلوب.
  • تكرار بعض الصور الفنية والتشبيهات، فالعناصر في بيئة الجاهلي معروفة ومحدودة.


خصائص شعر الطبيعة في العصر الأموي

من خصائص شعر الطبيعة في العصر الأموي ما يأتي ذكره:[٢]

  • المزاوجة بين حبّ الطبيعة وحبّ المرأة، فحينما يتحدث الشاعر عن ذكرياته مع محبوبته يستلهم صوره من الطبيعة في الغالب.
  • بقاء الصحراء -على شاكلة الشعر الجاهلي- العنصر الأساسي والملهم الأول للشاعر عندما يتحدث عن الطبيعة، وإيثارها على البيئات الجديدة التي ظهرت في العصر الأموي.
  • الإسهاب في الصور الفنية والتشبيهات التي يوظفها الشاعر في قصائده.


خصائص شعر الطبيعة في العصر العباسي

من خصائص شعر الطبيعة في العصر العباسي ما يأتي ذكره:[٣][٤]

  • تطور نظرة الشاعر للطبيعة عما كانت عليه في العصرين الجاهلي والأموي؛ نظرًا لتعدد البيئات والثقافات نتيجة الانفتاح الكبير الذي حدث في العصر العباسي، فتحول في كثير من الأحيان الحديث عن الصحراء إلى حديث عن الأنهار والبحار والأشجار والنجوم والكواكب، وحتى عن فصول السنة.
  • غلبة النزعة الحسية في شعر الطبيعة في هذا العصر، والتعبير عن الأشياء المجردة من خلال المظاهر المحسوسة.
  • ذكر تفاصيلات دقيقة للصورة التي يرسمها الشاعر، بما فيها من حركة وألوان وأصوات.
  • إضفاء خيال الشاعر وإبداعه على ما يورده من وصف للطبيعة.
  • توظيف التشبيه والاستعارة والمجاز في هذا الغرض، بهدف إبراز جماليات المناظر الطبيعية.
  • الإكثار من استخدام الرموز والإيحاءات الشعرية، مما يبعث في القصيدة الحياة، ويزيد من تأثر المتلقي بها.


خصائص شعر الطبيعة في العصر الأندلسي

من خصائص شعر الطبيعة في الأندلس ما يأتي ذكره:[٥]

  • تميزت الأندلس بطبيعة ساحرة وخلابة، الأمر الذي ساهم في تعلّق الأندلسيين بها تعلقًا شديدًا، خاصة الشعراء، فكان وصف الطبيعة من أكثر الأغراض الشعرية التي قيلت فيها قصائد في هذا العصر.
  • عذوبة الألفاظ والتعبيرات المستخدمة ورقة معانيها.
  • تناولت قصائد هذا العصر الطبيعة بنوعيها الطبيعية والصناعية.
  • الترابط بين شعر الطبيعة وبين شعر الغزل والخمر، وما يقتضيه ذلك من طرب ولهو.
  • تشخيص الطبيعة وتصويرها بصور إنسانية مفعمة بالحركة والنشاط.
  • العلاقة القوية بين التغني بجمال المرأة وجمال الطبيعة.
  • بروز الصناعة اللفظية والخيال البصري الإبداعي في شعر الطبيعة في هذا العصر.

المراجع

  1. نوري حمودي القيسي، الطبيعة في الشعر الجاهلي، صفحة 310-345. بتصرّف.
  2. شوقي ضيف، العصر الإسلامي، صفحة 385. بتصرّف.
  3. زينب عبد الكريم حمزة، وصف الطبيعة في الشعر العباسي، صفحة 2. بتصرّف.
  4. بسام إسماعيل عبد القادر، التشكيل الحسي في شعر الطبيعة العباسي، صفحة 69. بتصرّف.
  5. رحمى عمران، بواعث شعر الطبيعة في الأندلس وخصائصه الهامة، صفحة 5. بتصرّف.