من هو أدونيس

أدونيس هو رائدُ الحداثة العربيَّة، وهو عليّ أحمد سعيد أسبر، شاعرٌ سوريٌّ، عُرِف بلقبه (أدونيس)، واشتُهِرَ به، ويُعدُّ ظاهرةً متميِّزةً في الشِّعرِ العربيِّ، وأحدَ مهندسي القصيدة العربيَّة، ورائد الحداثة العربيَّة؛ فهو يُعتبر منظِّرها الأكبر، وشاعرُها الأكثر تجسيدًا لها. واتَّسم فكرهُ بالتَّجدُّدِ، والبعدِ عن النُّموذجيَّة، والنَّمطيَّة. ويشكِّلُ (أدونيس) من النَّاحيةِ الفكريَّة والإبداعيَّة مادَّةً متجدِّدةً للإنطلاق، نحوَ الكشفِ عن الكثير من قضايا تطوُّر الفكر وتجدُّده، والدَّرس الشِّعري وحداثته، يُعدُّ أدونيس قمَّةً من قمم الشِّعر العربيّ المعاصر، شغل النّقّاد بتوجّهاته النّقديّة، وطاول بقامته شعراء الأمّة.[١]


مولد أدونيس ونشأته

وُلِدَ (أدونيس) في سوريا، في قرية "قصابين قضاء جبلة"، محافظة اللّاذقيَّة، عام 1930، إلَّا أنَّ نشأتَهُ كانت في لبنان، حيثُ درسَ في الجامعةِ اللُّبنانيَّةِ، ونالَ دكتوراة الدّولة في الآداب، عام 1973. تميَّز بتوجُّهاته النَّقديَّة، الَّتي تعكسُ فلسفته ومفهومه للفنّ، وللشّعر خاصّة، الّتي تعتمد على الحداثة، والإبداعيّة في توجُّهه.[١]


ثقافة أدونيس ومعرفته

إنّ ثقافة أدونيس الشّعريّة، ورؤيته كانت نتاج تجربةٍ طويلة عاشها الشّاعر، وقد انبثقت عن همٍّ مركزيّ، شغل الشّاعر، واستقطب طاقته الرّوحيّة، ونشاطه الحسّيّ، وعمله الشّعريّ. وعرفت رؤياه الأدونيسيّة بأنّها نظرة تخترق الواقع إلى ما وراءه. [٢] وقد استوحى أدونيس في تجربته الشّعريّة، من التّراث العربيّ، وشخصيّاته التّاريخيّة وقصصه، مثل: شخصية عبد الرّحمن الدّاخل، والحسين بن عليّ، والحلّاج، وأبي تمّام، وغيرهم، وقد كان أدونيس يختار شخصيّاته، وأساطيره، ورموزه بعنايةٍ تصل فيها رؤياه الشّعريّة.[٢]


منهج أدونيس الأسلوبيّ

يُعتبرُ أدونيس من شعراء الحداثة، الّذين سعوا إلى المغايرة في كلّ شيءٍ، ويحملُ أدونيس رؤىً خاصّة، ومشروعًا فكريًّا مستقلًّا، يتصادم مع معظم الثّوابت، في تاريخ الثّقافة العربيّة، فهو من طلائع المثقّفين، وعُرف بإسهاماته الهامّة، في الثّقافة العربيّة المعاصرة، على المستويين الشّعريّ والنّقديّ.[٢]

كما يُعدُّ أدونيس عرّاب الحداثة الشّعريّة، ومن روّاد من جعلوا الرّؤيا في القصيدة الجديدة من أهمّ الوسائل والغايات، وقد عرّف الشّعر على أنّه الرّؤيا. وقد أعاد قراءة الشّعر العربيّ، معتمدًا على كشف أسرار الشّعريّ فيما هو غير شعريّ، كما كان يخترق الشّعر الغربيّ، واصلًا بين غرب يبحث عن شرقه، وغربٍ يهدم غربه، مستفيدًا من ثقافته الموسوعيّة، ورؤيته الكونيّة.[٢]


تجربة أدونيس الشِّعريَّة

تميَّزت تجربة أدونيس الشِّعريّة بالتَّجريب، فكسَّرت شعريّته الجاهزَ والمألوف، وفتحتْ أفق استشراف المجهول، فتميَّز أسلوبه بالرَّمزيّة، باستخدام لغةٍ تتّسم بالغموض، والّتي تهدف إلى فتح دروب الحرّيّة، والولوج إلى المجهول. ومن ناحيةٍ أخرى امتازت شعريّة أدونيس بغياب الدّلالة والمعنى فيها، وحلّ السّؤال فيها حول الذّات ومسألة الوجود. فضلًا عن معالجة شعر أدونيس لمشكلاتٍ كيانيّة، يعاني منها المجتمع العربيّ وحضارته، حيث امتازت ثورته الشّعريّة بخروجه عن التّقليد، من أجل إنتاج لغةٍ جديدة تصلح لفكرٍ جديد. وقد رفض أدونيس التّمسّك بالعقليَّة السّائدة في المجتمع العربيّ، وكان مشروعه الحداثيّ في الشّعر قائمًا على إعادة فهم الثّقافة العربيّة، الّتي امتازت بالإعادة والتّكرار، كما كان يرى أنّ الجودة الشّعريّة تحتاج إلى لغةٍ جيّدة تتماشى مع الشّعر الجديد، ممّا يمنح الشّعر حرّيّةً أكثر في تجاوز الثّابت في الشّعر القديم، فاللّغة طريقة كشف وابتكار وليست أداة تواصل فقط. [٣]


مؤلَّفات أدونيس

لأدونيس مؤلّفات عدّة، منها:

  • أولًا: ديوان "البعث والرّماد"، قال فيها:[٢]

"أحلم أنّ في يدي جمرة

آتية على جناح طائر

من أفق مغامر

أشمُّ فيها لهبًا هياكليّا

ربّما لصور فيها سمة لامرأة

يقال صار شعرها سفينة".

  • ثانيًا: ديوان "التّحوّلات والهجرة في أقاليم النَّهار واللَّيل".[٢]
  • ثالثًا: ديوان "المسرح والمرايا"، الصّادر عام 1968.[٢]
  • رابعًا: ديوان "كتاب الحصار"، الصّادر عام 1985.[٢]
  • خامسًا: منارات، دار المدى، دمشق، 1976.[٤]
  • سادسًا: كتاب "القصائد الخمس"، دار العودة، بيروت، 1979.[٤]
  • سابعًا: وقتٌ بين الرّماد والورد، دار الآداب، بيروت، 1980.[٤]
  • ثامنًا: هذا هو اسمي، دار الآداب، بيروت، 1980.[٤]
  • تاسعًا: قصائد أولى، دار الآداب، بيروت، 1988.[٤]


بالإضافة إلى غيرها من الكتب العديدة. أمّا دراساته النّقديّة فكثيرة أيضًا، ومنها:[٤]

  • مقدّمة للشّعر العربيّ.
  • زمن الشّعر.
  • الثّابت والمتحوّل: بحث في الإبداع والإتباع عند العرب.
  • ها أنت أيُّها الوقت.
  • موسيقى الحوت الأزرق.


بالإضافة إلى العديد من المختارات الشّعريّة، ومنها:[٤]

  • مختارات من شعر يوسف الخال.
  • مختارات من شعر السّيّاب.
  • مختارات من شعر شوقي.
  • مختارات من شعر الرّصافي مع مقدّمة.


وله العديد من التّرجمات، منها:

  • حكاية فاسكو.
  • السّيّد بوبل.
  • مهاجر بريبسان.
  • البنفسج[٥].
  • السّفر.


وقد حصل على العديد من الجوائز، منها:[٤]

  • جائزة جان مارليو للآداب الأجنبيّة، فرنسا، 1993.
  • جائزة فيرونيا سيتادي روما، إيطاليا 1994.
  • جائزة ناظم حكمت، 1995.
  • جائزة غوته فرانكفورت 2011.


وفاة أدونيس

توفي (أدونيس) الشاعر السوري المجدّد، في الثّامن والعشرين، من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.[٥]


ولقراءة معلومات عن غيره من الشعراء: نزار قباني، محمود درويش.

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد بن محمّد ابليلة، شعرُ الحداثة عند أدونيس، صفحة 11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د بغوس سامية، أسطورة الانبعاث عند أدونيس، صفحة 106.
  3. كريدات حوريّة، الأسطورة عند أدونيس، صفحة 10. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د كريدات حورية، الأسطورة عند أدونيس، صفحة 163.
  5. ^ أ ب فالح الكيلاني (2/3/2016)، "الشاعر أدونيس"، اسلام سيفلايزيشن السيد فالح آل الحجية الكيلاني، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2021.