أبو إسحق الإلبيري

أبو إسحق الإلبيري واسمه إبراهيم بن مسعود بن سعد التجيبي الإلبيري الأندلسي، شاعر مشهور من شعراء العصر الأندلسي، استطاع ببراعته وثقافته الواسعة أن يُسجّل اسمه في الشعر الأندلسي مع قائمة الشعراء المؤثرين والمُجيدين، ويُذكَر أنّه أدرك العديد من العهود السياسية في الأندلس والظروف المختلفة، فاستطاع استيعابها وتناولها في شعره بطريقة فنية إبداعية.[١][٢]


مولد أبي إسحق الإلبيري ونشأته

تُشير أغلب المصادر إلى أنّ أبا إسحق الإلبيري وُلِد عام (375) هـ في منطقة يُطلق عليها "حصن العقاب" ونشأ فيها، ثم انتقل إلى منطقة "إلبيرة" في رعاية بعض من أقاربه واستقرّ فيها، لذلك أُطلقت عليه كنية "الإلبيري"، وخلال إقامته فيها تلقى العلوم وأثرى ثقافته فيها، مما أكسبه شخصية واعية ومثقّفة، وفيها أيضًا كانت بداياته الشعرية، ولما أُخليت تلك المدينة -أي إلبيرة- من أهلها بعد أن أدركها الخراب انتقل أبو إسحاق الإلبيري إلى غرناطة.[٢][٣]


كان انتقال الإلبيري إلى غرناطة نقطة تحوّل أخرى في حياته؛ إذ أُتيحت له الفرصة فيها للقاء العديد من أهل العلم والأدب، مما أثرى مخزونه وأكسبه مكانة مرموقة أيضًا؛ فقد كثُر فيها قرّاء شعره والمستمعون إليه، إذ كان فارسًا في ساحة الشعر وأثبت نفسه.[٢][٣]


شعر أبي إسحق الإلبيري

عايش أبو إسحق الإلبيري في الأندلس مرحلة التفكك والصراعات السياسية، والانغماس في الحياة الدنيا ومظاهرها، وقد ترك ذلك في نفسه الشيء الكثير، فاتخذ من شعره وسيلة للإصلاح والتغيير والدعوة بالرجوع إلى جادة الحقّ والصواب، وبذلك بدا الإلبيري أحد الدعاة والمُصلحين، كما دعا من خلال قصائده إلى الزهد مصورًا الضعف الإنساني بطريقته الخاصّة، حتّى عُدّ عند الكثيرين رائد هذا الفنّ في العصر الأندلسي.[٤]


بالإضافة إلى ما سبق يُلاحظ القارئ لشعر أبي إسحاق الإلبيري اهتمامه الواضح بالعديد من القضايا الاجتماعية التي كانت حاضرة في عصره وتشغل العقول، إلى جانب اهتمامه بالقضايا والأوضاع السياسية التي شهدها العصر الأندلسي؛ فمثلًا كان له دور ونشاط سياسي مهم في إشعال الثورة ضدّ يوسف بن إسماعيل النغريلة.[٤]


خصائص شعر أبي إسحق الإلبيري

اتسم شعر أبي إسحق الإلبيري بمجموعة من الخصائص والسمات التي ميزته عن شعراء عصره، منها الآتي ذكره:[٥][٦]

  • الاعتدال والتوسط في الدعوة إلى الزهد، فلم يكن غارقًا في ملذات الدنيا ولا زاهدًا لدرجة ترك الدنيا بكلّ ما فيها.
  • حُسن التخلص والخروج من جزء إلى جزء في القصيدة الواحدة بأساليب متعددة، مع بقائها مترابطة ومتماسكة.
  • سهولة الألفاظ والمفردات ووضوح معانيها.
  • الوحدة العضوية والمعنوية في القصيدة.
  • الاعتماد الكبير والواضح على الصورة الشعرية بهدف إيصال المعاني التي يريد الشاعر التعبير عنها.
  • الاقتباس من الآيات القرآنية والحديث النبوي الشريف في الكثير من القصائد.


وفاة أبي إسحق الإلبيري

تذكر المصادر والمراجع أنّ وفاة أبي إسحق الإلبيري كانت في عام (460) هـ الذي يوافق ميلاديًا عام 1608م، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا قيّمًا يُتدارس حتى الوقت الحاضر.[٧]



ولقراءة المزيد من المعلومات عن شاعر من شعراء العصر الأندلسي: الشاعر ابن خفاجة.

المراجع

  1. الإلبيري، منظومة أبي إسحق الإلبيري، صفحة 4. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد رضوان الداية، ديوان أبي إسحق الإلبيري، صفحة 7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب صبحي المليجي، قصيدة أبي إسحق الإلبيري في ندب إلبيرة، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب صبحي المليجي، قصيدة إبي إسحق الإلبيري في ندب إلبيرة، صفحة 9. بتصرّف.
  5. صبحي المليجي، قصيدة أبي إسحق الإلبيري في ندب إلبيرة، صفحة 11. بتصرّف.
  6. ميرغني الطاهر، أبو إسحق الإلبيري حياته وشعره، صفحة 85. بتصرّف.
  7. الإلبيري، منظومة أبي إسحق الإلبيري، صفحة 4. بتصرّف.