يمتاز فصل الربيع بجوّه الجميل والمناظر الطبيعية الخلابة، مما يُساعد الشخص على الشّعور بالراحة والاسترخاء، وقد تناوله العديد من الشعراء في قصائدهم واصفين جماله وبهاءه، وفيما يأتي مجموعة مُختارة من الأشعار التي قيلت في وصف الربيع.


قصيدة ورد الربيع

هذه القصيدة تعود لصفي الدين الحلي، ويقول في بعض أبياتها:[١]


وَرَدَ الرَبيعُ فَمَرحَباً بِوُرودِهِ وَبِنورِ بَهجَتِهِ وَنَورِ وُرودِهِ وَبِحُسنِ مَنظَرِهِ وَطيبِ نَسيمِهِ وَأَنيقِ مَلبَسِهِ وَوَشيِ بُرودِهِ فَصلٌ إِذا اِفتَخَرَ الزَمانُ فَإِنَّهُ إِنسانُ مُقلَتِهِ وَبَيتُ قَصيدِهِ يُغني المِزاجَ عَنِ العِلاجِ نَسيمُهُ بِاللُطفِ عِندَ هِبوبِهِ وَرُكودِهِ يا حَبَّذا أَزهارُهُ وَثِمارُهُ وَنَباتُ ناجِمِهِ وَحَبُّ حَصيدِهِ وَتَجاوُبُ الأَطيارِ في أَشجارِهِ كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عودِهِ وَالغُصنُ قَد كُسِيَ الغَلائِلَ بَعدَما أَخَذَت يَدا كانونَ في تَجريدِهِ نالَ الصِبا بَعدَ المَشيبِ وَقَد جَرى ماءُ الشَبيبَةِ في مَنابِتِ عودِهِ وَالوَردُ في أَعلى الغُصونِ كَأَنَّهُ مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ سَراةُ جُنودِهِ وَكَأَنَّما القَدّاحُ سِمطُ لآلِئٍ هُوَ لِلقَضيبِ قِلادَةٌ في جيدِهِ وَالياسَمينُ كَعاشِقٌ قَد شَفَّهُ جَورُ الحَبيبِ بِهَجرِهِ وَصُدودِهِ وَاِنظُر لِنَرجِسِهِ الشَهِيِّ كَأَنَّهُ طَرفٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ هُجودِهِ



قصيدة ميلاد الربيع

في هذه القصيدة يقول الشاعر عبد الله البردوني:[٢]


ولد الربيع معطّر الأنوار غرّد الهوى ومجنّح الأشعار ومضت مواكبه على الدنيا كما تمضي يد الشادي على الأوتار جذلان أحلى من محاورة المنى وأحبّ من نجوى الخيال السّاري وألذّ من سحر الصبا وأرقّ من صمت الدموع ورعشة القيثار هبط الربيع على الحياة كأنّه بعث يعيد طفوله الأعمار فصبت به الأرض الوقور وغرّدت وتراقصت فتن الجمال العاري وكأنّه في كلّ واد مرقص مرح اللّحون معربد المزمار وبكلّ سفح عاشق مترنّم وبكلّ رابية لسان قاري وبكلّ منعطف هدير حمامة وبكلّ حانية نشيد هزار وبكلّ روض شاعر يذرو الغنا فوق الرّبا وعرائس الأزهار وكأنّ أزهار الغصون عرائس بيض معندمة الشفاه عواري وخرائد زهر الصبا يسفرن عن ثغر لؤاليّ وخدّ ناري من كلّ ساحرة الجمال تهزّها قبل الندي وبكا الغدير الجاري وشفاه أنفاس النسيم تدبّ في بسماتها في الأفكار فتن وآيات تشعّ وتنتشي كالحور بين تبسّم وحوار ناريّة الألوان فردوسيّة ذهبيّة الآصال والأسحار آذار يا فصل الصبابة والصبا ومراقص الأحلام والأوطار يا حانه اللّحن الفريد وملتقى نجوى الطروب ولوعة المحتار أجواؤك الفضّيّة الزرقا جلت صور الهنا وعواطف الأقدار ومحا هواك الشتا القاسي كما يمحو المتاب صحفيّة الأوزار في جوّك الشعري نشيد حالم وعباقر شمّ الخيال عذاري ما أنت إلاّ بسمة قدسيّة ريّا الشفاه عميقة الأسرار وبشائر مخصّلة وترنّم عبق أنيق السحر والسحار



قصيدة أتاك الربيع بصوب البكر

يقول ابن المعتز في هذه القصيدة:[٣]


أَتاكَ الرَبيعُ بِصَوبِ البُكَر وَرَفَّ عَلى الجِسِ بَردُ السَحَر وَجَفَّت عَلى المَرءِ أَثوابُهُ إِذا رَحَ في حاجَةٍ أَو بَكَر وَنُقِّرَتُ الأَرضُ عَن جَوهَرٍ فَمُنتَظِمٍ مِنهُ أَو مُنتَثِر وَقَد عَدَلَ الدَهرُ ميزانَهُ فَلا فيهِ حَرٌّ وَلا فيهِ قُر وَشَربٍ سَبَقتُهُمُ وَالصَبا حُ في وَكرِهِ واقِعٌ لَم يَطِر كَأَنَّهُمُ نَثَروا بَينَهُم حَريقاً فَأَيديهِمُ تَستَعِر



قصيدة مرحبًا بالربيع في ريعانه

وهي قصيدة طويل لأحمد شوقي يصف فيها الربيع ويقول في أبعاض أبياتها:[٤]


مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ وَبِأَنوارِهِ وَطيبِ زَمانِه رَفَّتِ الأَرضُ في مَواكِبِ آذا رَ وَشَبَّ الزَمانُ في مِهرَجانِه نَزَلَ السَهلَ ضاحِكَ البِشرِ يَمشي فيهِ مَشيَ الأَميرِ في بُستانِه عادَ حَلياً بِراحَتَيهِ وَوَشياً طولُ أَنهارِهِ وَعَرضُ جِنانِه لُفَّ في طَيلَسانِهِ طُرَرَ الأَر ضِ فَطابَ الأَديمُ مِن طَيلَسانِه ساحِرٌ فِتنَةَ العُيونِ مُبينٌ فَصَّلَ الماءَ في الرُبا بِجُمانِه عَبقَرِيُّ الخَيالِ زادَ عَلى الطَي فِ وَأَربى عَلَيهِ في أَلوانِه صِبغَةُ اللَهِ أَينَ مِنها رَفائي لُ وَمِنقاشُهُ وَسِحرُ بَنانِه رَنَّمَ الرَوضُ جَدوَلاً وَنَسيماً وَتَلا طَيرَ أَيكِهِ غُصنُ بانِه وَشَدَت في الرُبا الرَياحينُ هَمساً كَتَغَنّي الطَروبِ في وُجدانِه كُلُّ رَوحانَةٍ بِلَحنٍ كَعُرسٍ أُلِّفَت لِلغِناءِ شَتّى قِيانِه نَغَمٌ في السَماءِ وَالأَرضِ شَتّى مِن مَعاني الرَبيعِ أَو أَلحانِهِ أَينَ نورُ الرَبيعِ مِن زَهرِ الشِع رِ إِذا ما اِستَوى عَلى أَفنانِه سَرمَدُ الحُسنِ وَالبَشاشَةِ مَهما تَلتَمِسهُ تَجِدهُ في إِبّانِه حَسَنٌ في أَوانِهِ كُلِّ شَيءٍ وَجَمالُ القَريضِ بَعدَ أَوانِه



قصيدة فصل الربيع به الروضات تزدهر

يقول الشاعر في هذه القصيدة:[٥]


فصلُ الربيع به الروضاتُ تزدهرُ بعبقه الورد في الساحات ينتشرُ بحسنه الزهر في الدوحات عطَّرها جمالها العذب فيه المرتقى العَطِرُ ويبسط الفلَّ والياسمينَ يسطرها بدائع العبق بالألوان تُسْتَطرُ براعم الروض في الأغصان نضرتها بها ثوى الطير والألوانُ والصورُ وأشرق الكون في فصل بفطرته تألق الغرس والتيجان والثمرُ ألا له الحمد رب العرش خالقنا تبارك الله ذو الآلاء مقتدرُ تفتَّح الزهر في أكمام قدرته يعانق الجو فيه الودق والمطرُ وينشر الطيب في أرجاء عيشتنا يصافح الروحَ إغداقٌ له نضرُ تبارك الله ذو الآيات يبعثها على مدى الدهر في آلاءها عبرُ بها اجتلى الناسُ في الإنبات قدرته كسى به الأرض إنبات له خَضِرُ إذا أتى الفصل بالتفصيل يسعدنا ربيعه العذب بالإزهار مزدهرُ وتصطفي العينُ في آثار طلعته مباهج الخير بالخيرات تنهمرُ كأنما الأرض في أفراح زهوتها عرائس الحسن بالإحسان تنفطرُ بجيدها الورد باقات ببهجته تتابع السعد والألاءُ والدررُ ربيعنا الحلو تأتينا حلاوته بها انتشى الجو والآفاق والبَشَرُ وغرد الطيرُ ألحانا يقسمها بعوده الغض يشجينا به الوترُ بليله البدر في إجلال نضرته يشارك الناس ما قلوا وما كثروا



القطعة الشعرية إنّ الربيع أثر الزمان

يقول فيها الشاعر العباسي أبو تمام:[٦]


إن الربيع أثر الزمانِ لو كان ذا روح وذا جثمانِ مصوراً في صورة الإنسانِ لكان بساماً من الفتيانِ بوركت من وقت ومن أوانِ فالأرض نشوى من ثرى نشوانِ تختال في مفوّف الألوانِ في زهر كالحدق الرواني


من فاقع وناصع وقاني


القطعة الشعرية مرحى ومرحى يا ربيع العام

يقول إبراهيم ناجي في هذه القطعة الشعرية:[٧]


مرحى ومرحى يا ربيع العام أشرق فدتك مشارق الأيامِ بعد الشتاء وبعد طول عبوسه أَرِنا بشاشة ثغرك البسّام وابعث لنا أرج النسيم معطراً متخطراً كخواطر الأحلام


المراجع

  1. "قصيدة ورد الربيع"، بوابة الشعراء. بتصرّف.
  2. "قصيدة ميلاد الربيع"، ديوان الأدب. بتصرّف.
  3. "قصيدة أتاك الربيع بصوت البكر"، الديوان. بتصرّف.
  4. "قصيدة مرحبًا بالربيع في أوانه"، الديوان. بتصرّف.
  5. "فصل الربيع شعر صبري الصبري"، المكتبة. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع، صفحة 56. بتصرّف.
  7. "قصيدة مرحى ومرحى يا ربيع العام"، الديوان. بتصرّف.