عبد المعطي حجازي
هو الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، شاعر مصري، ولد عام 1935م، بمحافظة المنوفية، عمل في الكثير من المهن، منها التعليم، والصحافة، وأستاذ للشعر، ويعتبر من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، وأصبحت دوواوينه من أهم القصائد في الشعر العربي الحديث، وقد بلغ عدد دوواوينه الشعرية 7 دواوين، منها ديوان كائنات مملكة الليل، ومدينة بلا قلب، وبهذه الدواوين نشر قصائده المتنوعة، وله غيرها عدد من المؤلفات النثرية غير معروف كم عددها التقريبي.[١]
نص قصيدة سفر
يقول عبد المعطي حجازي:[٢]
بيْننا، يَتَغَير لون الشجرْ
يتوغل طير السماواتِ في بحرِ هدأتِهِ
عالقا بالخيوطِ التي تتقاطع في خضرة السهلِ
أو تتوازى
ويتصل البحر بالليل، ينقص وجه القمرْ
زمن من مطرْ
من رذاذٍ رتيبٍ
يسح بغير انقطاعٍ
أفي الليل، أم في النهارِ
ترى، كان هذا السفرْ؟
مدن للعبورِ فحسبٌ
وأرصفة للصدى المعدني
وفي المدنِ الهامشيةِ ما يوقظ الذكرياتِ
وبين القري ومدافنها شبَهٌ
ثَمٌ في العشبِ دربٌ
ومتسع لمرور الرياحِ
وبين القري ومدافنها ينفذ الضوء في ورق الشجراتِ
ولا يتجسدُ
بينهما شهوة غير مرئيةٍ
لفحة من بياض الطلاءِ الذي يتردد بين البيوتِ
وبين المقابرِِ
مرتجفًا في مياه النهَرْ
التفاصيل تفقد أسماءَها الآنَ
واللحظات التي سرقتني انتهت
والذي كان يفصل ما بيننا يختفي
مثلَ نافورةٍ سكتَتْ
ثم نبقي علي الطرفْينِ يواجه كلٌّ أخاه ولا يتقدمُ
يا أيهذا الجمال الذي ظل محتفظًا بالصبا
أيهذا الجمال الذي ظل محتميًا بالحجرْ
مناسبة قصيدة سفر
تعتبر هذه القصيدة قصيدة شعرية بنظام السطر الشعري؛ أي شعر التفعيلة، والقصيدة مأخوذة من ديوان "كائنات مملكة الليل"، وهو الديوان الذي أُخذت منه القصيدة من طبعته الأولى، سنة 1978 عن دار الآداب بيروت، وبالنسبة لعنوان القصيدة فقد ركب الشاعر العنوان تركيبًا اسميًا، فكلمة سفر: هي خبر لمبتدأ محذوف، ويدل على الانتقال من مكانٍ لآخر، فهو رحلة وحركة تتميز في الغالب بالمشقة، وهنا تظهر مناسبة القصيدة فالشاعر يتحدث عن سفر بتعبيرٍ مجازي، وهو سفر طويل، ومخيف، ومرتبط بالبحر والليل (الطبيعة)، وتظهر من خلال قراءة أبيات القصيدة أن الشاعر في رحلة وهمية عبر الزمان والمكان من المدينة إلى القرية، يعبر فيها عن الركود، والجمود الذي أصبح يطبع الأمكنة، وقد مثلت هذه القصيدة نموذجا لخطاب تجديد الرؤيا بالشكل والمضمون عند الشاعر، فمن ناحية المضمون تضمنت معاني جديدة ارتبطت هذه المعاني بالصراع النفسي الذي عاشه الشاعر؛ بين الحزن، والألم لبعده عن وطنه، ومن حيث الشكل ابتعدت القصيدة عن النمط الشعري القديم، فاعتمدت على نظام السطر الشعري، أو الشعر الحر، مع تفاوت الأسطر بطولها وقصرها، ونوع الشاعر في الروي والقافية، كما بناها على نظام المقاطع، بالإضافة إلى توظيف الرمز كوسيلةٍ تعبيرية تعبر عن واقع الشعر، وعما يريد إيصاله لنا.[٣]
وللاطلاع على قصائد أخرى جميلة: قصيدة يا سيدي أسعف فمي، قصيدة الأذن تعشق قبل العين.
المراجع
- ↑ المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية، تجليات الليل في شعر أحمد عبد المعطي حجازي، صفحة 3-13. بتصرّف.
- ↑ قصيدة سفر
- ↑ شرح قصيدة سفر لأحمد عبد المعطي حجازي