الشاعر محمد مهدي الجواهري

ولد محمد مهدي الجواهري في بداية القرن العشرين، عام 1900م، في النجف، من أسرةٍ متدينة، ومتقدمة بعمقٍ بالغ في التاريخ السياسي، والديني، والاجتماعي للنجف، وقد بدأ بنظم الشعر في عمرٍ صغيرٍ، وقد لقب بالكثير من الألقاب، ومنها: نابغة الشعر العربي، وأمير الشعراء بعد الشاعر احمد شوقي، ومتنبي العصر، وغيرها، وقد بلغ عدد مؤلفاته 12 مؤلفًا، ومنها ديوانه الشعري بمجلدين اثنين، وقد جمع فيه الكثير من قصائده، ومن مؤلفاته الأخرى كتاب الجمهرة، الذي جمع (مختارات من الشعر العربي).[١]


قصيدة يا سيدي أسعف فمي

يقول محمد مهدي الجواهري:[٢]


يا سيّدي أَسْعِفْ فَمِي لِيَقُــولا في عيدِ مولدِكَ الجميلِ جميلا أَسْعِفْ فَمِي يُطْلِعْكَ حُـرّاً ناطِفَـاً عَسَلاً، وليسَ مُدَاهِنَاً مَعْسُولا يا أيّـها المَلِـكُ الأَجَلُّ مكانـةً بين الملوكِ، ويا أَعَزُّ قَبِيلا يا ابنَ الهواشِمِ من قُرَيشٍ أَسْلَفُـوا جِيلاً بِمَدْرَجَةِ الفَخَارِ، فَجِيلا نَسَلُوكَ فَحْلاً عَنْ فُحُـولٍ قَدَّمـوا أَبَدَاً شَهِيدَ كَرَامَةٍ وقَتِيلا للهِ دَرُّكَ من مَهِيـبٍ وَادِعٍ نَسْرٍ يُطَارِحُهُ الحَمَامُ هَدِيلا يُدْنِي البعيدَ إلى القريبِ سَمَاحَـةً ويُؤلِّفُ الميئوسَ والمأمُولا يا مُلْهَمَاً جَابَ الحيـاةَ مُسَائِـلاً عَنْها، وعَمَّا أَلْهَمَتْ مَسْؤُولا يُهْدِيهِ ضَوْءُ العبقـريِّ كأنَّــهُ يَسْتَلُّ منها سِرَّهَا المجهـولا يَرْقَى الجبالَ مَصَاعِبَاً تَرْقَـى بـهِ ويَعَافُ للمُتَحَدِّرينَ سُهولا ويُقَلِّبُ الدُّنيا الغَـرُورَ فلا يَرَى فيها الذي يُجْدِي الغُرُورَ فَتِيلا يا مُبْرِئَ العِلَلَ الجِسَـامَ بطِبّـهِ تَأْبَى المروءةُ أنْ تَكُونَ عَلِيلا أنا في صَمِيمِ الضَّارِعيـنَ لربِّـهِمْ ألاّ يُرِيكَ كَرِيهةً، وجَفِيلا والضَّارِعَاتُ مَعِي، مَصَائِرُ أُمَّـةٍ ألاّ يَعُودَ بها العَزِيزُ ذَلِيلا فلقد أَنَرْتَ طريقَهَا وضَرَبْتَـهُ مَثَلاً شَرُودَاً يُرْشِدُ الضلِّيلا وأَشَعْتَ فيها الرأيَ لا مُتَهَيِّبَـاً حَرَجَاً، ولا مُتَرَجِّيَاً تَهْلِيلا يا سَيِّدي ومِنَ الضَّمِيـرِ رِسَالَـةٌ يَمْشِي إليكَ بها الضَّمِيرُ عَجُولا حُجَـجٌ مَضَتْ، وأُعِيدُهُ في هَاشِمٍ قَوْلاً نَبِيلاً، يَسْتَمِيحُ نَبِيلا يا ابنَ الذينَ تَنَزَّلَتْ بِبُيُوتِـهِمْ سوَرُ الكِتَابِ، ورُتّلَتْ تَرْتِيلا الحَامِلِينَ مِنَ الأَمَانَةِ ثِقْلَـهَـا لا مُصْعِرِينَ ولا أَصَاغِرَ مِيلا والطَّامِسِينَ من الجهالَـةِ غَيْهَبَـاً والمُطْلِعِينَ مِنَ النُّهَـى قِنْدِيلا والجَاعِلينَ بُيوتَـهُمْ وقُبورَهُـمْ للسَّائِلينَ عَنِ الكِـرَامِ دِلِيلا شَدَّتْ عُرُوقَكَ من كَرَائِمِ هاشِـمٍ بِيضٌ نَمَيْنَ خَديجـةً وبَتُولا وحَنَتْ عَلَيْكَ من الجُدُودِ ذُؤابَـةٌ رَعَتِ الحُسَيْنَ وجَعْفَراً وعَقِيلا هذي قُبُورُ بَنِي أَبِيكَ ودُورُهُـمْ يَمْلأنَ عرْضَاً في الحِجَازِ وطُولا مَا كَانَ حَـجُّ الشَّافِعِيـنَ إليهِمُ في المَشْرِقَيْنِ طَفَالَـةً وفُضُولا حُبُّ الأُلَى سَكَنُوا الدِّيَـارَ يَشُـفُّهُمْ فَيُعَاوِدُونَ طُلُولَها تَقْبِيلا يا ابنَ النَبِيّ، وللمُلُـوكِ رِسَالَـةٌ، مَنْ حَقَّهَا بالعَدْلِ كَانَ رَسُولا قَسَمَاً بِمَنْ أَوْلاكَ أوْفَـى نِعْمَـةٍ مِنْ شَعْبِكَ التَّمْجِيدَ والتأهِيلا أَني شَفَيْتُ بِقُرْبِ مَجْدِكَ سَاعَـةً من لَهْفَةِ القَلْبِ المَشُوقِ غَلِيلا وأَبَيْتَ شَأْنَ ذَوِيـكَ إلاّ مِنَّـةً لَيْسَتْ تُبَارِحُ رَبْعَكَ المَأْهُولا فوَسَمْتَني شَرَفَاً وكَيْـدَ حَوَاسِـدٍ بِهِمَا أَعَزَّ الفَاضِـلُ المَفْضُولا ولسوفَ تَعْرِفُ بعـدَها يا سيّـدي أَنِّي أُجَازِي بالجَمِيلِ جَمِيلا



مناسبة قصيدة يا سيدي أسعف فمي

كتب محمد مهدي الجواهري قصيدة يا سيدي أسعف فمي مادحًا فيها الملك الحسين بن طلال، ملك الأردن السابق- رحمه الله- وقد حضر محمد مهدي الجواري إلى عمان، وألقى القصيدة في الثاني من كانون الأول من عام 1992م أمام جلالة الملك، وبحضور عددٍ من المدعوين في مبنى البرلمان القديم، في جبل عمان.[٣]


وللتعرف إلى قصائد أخرى للشاعر الجواهري: قصيدة يافا.

المراجع

  1. صيتة علي عواد الحربي، الحنين للوطن في شعر الجواهري، صفحة 10-22. بتصرّف.
  2. عصام عبد الفتاح، الأعمال الشعرية الكاملة محمد مهدي الجواهري، صفحة 519-521.
  3. "يا ايها الملك الاجل مكانة "، جريدة عمون، 16-3-2011، صفحة 1. بتصرّف.